أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


وطنٌ من قماش!!

بقلم : احمد حسن الزعبي
25-06-2013 01:36 AM
لأن حزيران،شهر البارود والدخان..اتخذت الأمم المتحدة من تقاسيم البؤس نصباً للأحزان..وأطلقوا على اليوم ال»20» منه «يوم اللاجئ العالمي»..
***
وأخيراً صار للاّجيء الملفوظ من وطنه مثل لقمة مرّة «عيداً»..وأخيراً تساوى مع الشجرة في حقوقه، ومع مرضّ السل في كرنفاله و التوفئيد..ترى ماذا تقدّم الأمم المتّحدة، التي اتّحدت على تشرّدِه وحزنِه وضياعِه في هذا اليوم الزاخر بالقذى ألأممي، و الحر الحزيراني، و الذباب الصحراوي..؟؟..
فحص مجاني «للسحايا»...كرتونة «أحلام» سريعة الذوبان، وعود مجففة لحق العودة، طحين الشوق والشوك، معكرونة تبرّع بها شعب صديق، جالونات زيت ذرة شارفت مدتها على الانتهاء، مهداة لشعوب شارفت أوجاعها على «الالتهاء».. حليب للرضّع، وبعض مرتجعات «المصنع»..وفوق ذلك؛ كرتٌ «للمؤنِ» الدورية ..وأخرى «للعلاجات» المزمنة، وثالث للعيون المحزنة..مكتوب فوقه بالحبر الأزرق ( U N)...هل من باب المصادفة أن الحرف الأول يشبه انتصاب اليدين للدعاء ..والحرف الثاني يشبه الانحناءة والركوع؟؟!!!.
***
مجرد يوم في روزنامة «نيويورك» المزدحمة..عليه إشارة حمراء للتذكير،»يوم اللاجىء العالمي»: هنا تضبط الخطب والمواعيد والزيارات الشكلية،هنا يزور المندوبون «المندوبين» وهم يرتدون القبعات المدموغة بالحرفين البائسين والستر الواقية من «الخلاص»..يدخلون للخيم المشرّعة للتشرّد، والغبار، و»البرغش» الوطني.. تلقى الكلمات المترجمة من الانجليزية إلى لغة «اليتم» يتبعها تصفيق متناثر وتنتهي الزيارة ..
أيها المندوب القادم لتواسيني في وطني المنكوب..أأجد معك مضغة من «غيمِهِ»، أو ملعقة من ترابِه المعطّر بعرق أبي، أأجد ..خصلة ياسمين، أو «مزعة» من غروب..أيها المندوب القادم من مكاتب التكييف والتسويف ..أأجد معك خارطة طريق لعيني أمي..أو تسجيلاً صوتياً لأولاد الحارة...
أين العيدُ يا سيدي ..وأنت قادم لتذكرني أن الصوم عن وطني أبدي..وان الخيمة التي تشي بي للريح وللصيف هي قبة سمائي وحدود انتمائي...لمَ قلّصتم وطني ليصبح على مقاس جثتي...ماذا أفعل بخيمة ولدتها رغماً عني «الخيبة»..هل احرث القماش ؟؟ هل احرس الفَرَاش؟؟؟ ...تعال عش معنا ثم احتفل بنا...يا سيدي..
سيدي ..أتستطيع ان تهرّب لي قطعة ليل من بلدي لم تحرقها قذيفة أو تخرقها رصاصة ..لماذا؟ أريد أن أتكفن بها لتكون «الخلاصة»!!(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-06-2013 02:04 PM

مقالك رائع يا أخ أحمد و هذه المقالات يجب أن تُنشر بكثرة ليفكر الشباب ألف مرة قبل أن يهتفوا لإسقاط نظام الحكم أو أن يلتحقوا ب "ثورة" فجائية هبطت عليهم أو أن يغسل دماغهم ضال مضل بعمامة و لحية ليقنعهم أن تدمير أوطانهم فيه كرامتهم و أن قتلهم لإخيهم هو عزة و منعه و انتصار و أن الله سيغسل ذنوبهم بدماء الناس و يقيم لهم دولة ًبعد أن يدمروا كل شئ.

حمى الله الأردن و عاش قلمك حراً.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012