أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


مصر : هل ينقلب الجيش على الرئيس؟!

بقلم : ماهر ابو طير
29-06-2013 12:36 AM
تواجه مصر يوما صعبا، لأن كل القوى تحشد لحسم المواجهة في مصر، ما بين الإسلاميين الذين يضمون جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، من جهة، وقوى المعارضة وانصار النظام البائد من جهة أخرى، والقوى الإقليمية والدولية التي لها من يحارب نيابة عنها.

السيناريوهات التي يتم طرحها بشأن مصر متعددة، وبعضها يعتقد أن الرئيس سيجد نفسه أمام خيار الاستقالة الطوعي من موقعه، وهذا بالمناسبة احتمال ضعيف لأن نقد الرئيس لا يلغي كونه منتخبا بطريقة دستورية، وهو لن يتنازل تحت وطأة مطالبات خصومه وضجيجهم.

يقلل محللون من مخاطر يوم غد باعتبار ان جمع خمسة عشر مليونا من التواقيع لإسقاط الرئيس لا يعني أن كل هؤلاء سيتواجدون في ساحات الاعتصامات، ويعتقد هؤلاء ان هناك مبالغات بشأن يوم غد في المجمل.

الرأي الثالث يتحدث عن يوم لن يخلو من مواجهات خشنة، لكنه سيمر في نهاية المطاف، مع خسائر محتملة، لن تؤدي الى تغيير مسار الصراع.

الخسائر في مصر تحققت بمعزل عن نتائج يوم غد، لأن هذه المواجهات التي تغذيها قوى داخلية وخارجية حققت غاياتها بتدمير استقرار مصر، ونخر الداخل، وتهيئة البنية الاجتماعية لأي انشطارات، خصوصا في ظل حالة القتل واستعمال السلاح، والاقتتال على خلفية سياسية او دينية او مذهبية.



الجيش هو الفيصل الحاسم في مصر، وقد رأينا قيادات الجيش خلال إلقاء الرئيس المصري لخطابه الأطول في تاريخ مصر والعرب، وقد ارتسمت على وجهها علامات عدم الرضا والسخط، والجيش المؤهل الوحيد للفصل بين مكونات الصراع السياسي في مصر، اذا انحرف الصراع عن قواعده.

برغم ان الجيش يحمي شرعية مرسي حتى الآن، إلا أنه يتركها شرعية ضعيفة هشة لاعتبارات كثيرة، تتعلق بحسابات المؤسسة العسكرية، ولعل السؤال يتعلق بالتوقيت الذي قد يتدخل فيه الجيش المصري لحسم الصراع بأي اتجاه كان، وهذا التوقيت مرتبط بطبيعة ظرف يوم غد، وبمآلات الصراع في مصر، فالجيش لن يبقى على الحياد طويلا؟!.

هناك توطئة لمواجهة دموية في مصر، وهذا هو السيناريو الرابع الأخطر غداً، اذ حمل المتظاهرون في المنصورة الأسلحة الرشاشة، وفي القاهرة تم اطلاق النار فجر الجمعة على متظاهري ميدان التحرير، وهناك قتلى وجرحى، والدموية التي غابت لفترة لابأس بها عادت واطلت بنفسها هذه الايام، ولا أحد يعرف ما الذي يتم التخطيط له غدا ؟!.

هذا اسوأ سيناريو قد تواجهه مصر، الانزلاق في مواجهة دموية مطلوبة ومخطط لها قد تبدأ لأي سبب كان، عندها فإن اخطار الانقسام الداخلي ستتجلى فورا، وستكون مصر على حافة المذبح، اي مذبح الاقتتال الداخلي.

هذه اللحظة ستكون سببا بتدخل الجيش وهو تدخل لن تقف حدوده عند الشرعية، بل قد تتجاوز الشرعية نحو الانقلاب، لطي هذه الصفحة، بما لهذا التدخل من كلف اكثر سوءا، وهي كلف ستعيدنا الى مواجهات جديدة مع ذات الجيش.

المشهد في مصر معقد جدا، واسوأ ما فيه، عزم كل القوى السياسية بما فيها الحكم المصري، والقوى التي تحاربه وتخاصمه، على الحسم، وهذا يعني ان يوم غد لن يكون يوما عاديا، بل سيكون بوابة لمرحلة جديدة في مصر.

كل القوى تعرف ان من ينتصر غدا، سيحكم مصر لسنوات طويلة، ومن يسقط غدا، سيكون سقوطه مؤلما، ولا قدرة له على الخروج من هذا السقوط، سواءاً أكان من الحكم ام المعارضة ام من الحكم البائد.

خطاب الرئيس المصري جمع خصوم الرئيس في سلة واحدة، ومنح قوة لجبهتهم في سياق مواجهة الحكم، والخطاب انزلق الى نقد غير لائق لقوى كثيرة، مع الاقرار هنا ان أداء هؤلاء تجاه الرئيس ليس نظيفا، إلا أن الفرق بين استحقاقات الرئاسة، وحسابات من يعارضون خارج الحكم، فرق كبير.

الذي يحلل خطاب الرئيس يشفق على صاحبه من جهة، لمواجهته كل هذه الضغوط، الا انه يقرأ اعترافا بالفشل، واستدرارا للعاطفة، وتورطا بالتشهير بخصومه بدلا من تطبيق القانون على من يخالف القانون.

مصر امام عدة سيناريوهات، واسوأ هذه السيناريوهات الانزلاق الى مواجهة دموية واسعة، تسعى اليها اطراف عديدة لحسم الصراع، وهي ستؤدي بالضرورة الى تخلي الجيش عن محاذيره، واذا تخلى الجيش عن محاذيره حفظا لدماء الناس، فالمؤكد لحظتها ان مرسي سيسقط، وستعيد الأزمة المصرية تدوير نفسها من جديد.

مصر في اسوأ حالاتها..هذه هي الخلاصة.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-06-2013 01:39 AM

.
-- ايا يكن إلا الإخوان فإدارتهم كارثه و لو كانوا يحبون مصر و يغارون عليها لما سعوا لحكمها فور سقوط مبارك و دفعوا بحلفائهم للواجهة لفتره يستعدون بعدها للحكم.

-- لكنهم لم يفعلوا فأثبتوا عدم اهليتهم و صنعوا كارثه لمصر و لمستقبل حزبهم .

.

2) تعليق بواسطة :
29-06-2013 03:35 AM

أي انقلاب عسكري في مصر سيعني دخولها في ذات النفق الذي دخلت فيه الجزائر في تسعينات القرن المنصرم. النظام الجديد بصرف النظر عن عقيدته نظام شرعي جاء عبر صناديق الاقتراع، والانقلاب عليه سيعني حتما كفر أنصاره بالديمقراطية وحملهم السلاح دفاعا عن كينونتهم. عندها تقع الكارثة!

3) تعليق بواسطة :
29-06-2013 09:21 AM

ارتكب الاخوان اخطاء مميتة ومعاصي سياسية بتسرعهم لإرساء نفوذهم واقصاء الاخرين. في الدول بأوضاع كمصر تخرج من نظام الى نظام اخر أي في المرحلة الانتقالية كان يفترض بالإخوان ان يحاولا تكوين اجماع لقوى الثورة والديمقراطية لترسيخ اسس ديمقراطية والاتفاق عليها على المبادئ وبعدها اجري الانتخابات كما يفترض. هم عملوا عكس ذلك فرضوا باسم الاكثرية رؤيتهم وفرضوا منتخبيهم دون اساس نظيف واستعدوا الجميع فارتكبوا هذا الاخطاء لسبب اعتقادهم ان التفاهمات التي جرت عملها عبر السنوات السابقة مع قوى دولية هي التي عملت الثورة. وهذا فهم مخيف وغبي لان من قام بالثورة هم الشعب المصري وقواه الحية وما قام به الاخوان انهم بمعونة خارجية استولوا على ثمار الثورة، فظنوا انفسهم انهم قد قاموا بها. واساس هذا الموقف الاستعلاء على الاخرين وعلى الشعب باعتبارهم من الكافرين والذين لا يفقهون ما وصل اليه الاخوان من العلم(نصب المكائد) هذا كان مجمل سياستهم وتكتيكهم في الاردن ايضا وتحالفاتهم لم تخرج عن هذا النطاق وبهذه الاهداف أيضا ولهذا وبغض النظر عن نتائج المعركة الحالية في مصر وهل ستتطور الى ثورة ، اجزم ان اسباب الانتفاضة الجماهيرية ستبقى قائمة طالما مصر لم تتبوأ موقعها كدولة ذات وزن في المنطقة والعالم وما يترتب على ذلك من استعادة المصريين لكرامتهم ان كان بمستوى المعيشة والقضاء على الفساد والادارة السليمة للدولة واستغلال ثرواتهم المتكاملة للنمو التنمية الحقيقية.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012