أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


سلام نتنياهو يستهدف الأردن

بقلم : طاهر العدوان
30-06-2013 12:34 AM
كل مرة يأتي فيها جون كيري إلى إسرائيل تصدر عن حكومة نتنياهو قرارات استيطانية جديدة في القدس المحتلة ، وهذه مسألة قديمة فالاعلانات عن بناء مستوطنات استبقت جولة أوباما في بداية ولايته الأولى كما رافقت زيارته الأخيرة إلى تل أبيب .
ولقد فسرت هذه التصريحات في وسائل الإعلام بانها تأكيد على استمرار سياسة الاستيطان في القدس على اعتبار أنها ( عاصمة إسرائيل الأبدية ) لكن اذا رجعنا إلى خرائط القدس الموحدة المحتلة لوجدناها تغطي مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة وهذا يعني ان حكومة نتنياهو عندما تصر على الاستيطان وتتعمد إعلان مشاريعها كلما أثيرت قضية السلام مع الفلسطينيين فإنها تعلن بشكل غير مباشر ان القدس والضفة لن تكونا أرضاً للدولة الفلسطينية .
مع تزايد المعلومات عن ان هدف جولات كيري المتكررة إلى تل أبيب ورام الله وعمان وعواصم المنطقة الأخرى هو وضع مبادرة أمريكية جديدة لاستئناف عملية السلام مع الفلسطينيين خرج نتنياهو بتصريحات عشية جولة الوزير الأمريكي بدت وكأنها ( إلى جانب قرارات الاستيطان ) تضع الخطوط الحمر لما تقبله إسرائيل او لنقل رؤيتها لمضمون السلام مع الفلسطينيين .
قال نتنياهو « إسرائيل لا تريد حل الدولة ثنائية القومية « والمنطق يقول ان رفض نتنياهو لهذا الحل يعني انه مع حل الدولتين . واذا كان مع الحل الأخير، لماذا هذه الهجمة المحمومة بمشاريع استيطان تلتهم القدس والضفة !؟.
هناك تناقض ظاهري بين الاستيطان وبين الزعم بان اسرائيل تريد دولة فلسطينية في الضفة . هذا التناقض يفهم اذا علمنا بان نتنياهو مع دولة فلسطينية لكن في مكان آخر غير الضفة . نتنياهو منسجم مع مبادئه ومع برامج الأحزاب المشاركة معه في الحكومة التي غالبيتها من المستوطنين و المطالبين بضم الضفة كما القدس إلى إسرائيل .
انه مع الاستيطان من خطوط عام ١٩٦٧ إلى نهر الاردن وهو مع قيام دولة فلسطينية لكن في الاردن او غزة وليس في القدس والضفة . أنها رؤيته المكتوبة في كتابه ( تحت الشمس ) الذي نشره في نهاية التسعينات وهي الرؤية التي تدفعه إلى الشراكة مع أحزاب التطرف والاستيطان .
نتنياهو لا يرى في الفلسطينيين بالضفة والجليل الا أقلية قومية تنتمي إلى قومية عربية تمتد من عمان إلى الرباط وهويتهم تقرر في دولة أخرى( على ارض الميعاد) هي الاردن .
وكان نتنياهو واضحا في تصريحه الأخير عندما حدد مفهومه للسلام بدون ان يأتي على ذكر دولة فلسطينية بالضفة مع رفضه للدولة ثنائية القومية ، قال « إسرائيل تريد السلام المبني على قدرتها في الدفاع عن نفسها « انه يكرر موقفه السابق عن السلام مقابل الامن اي الاحتفاظ بالأراضي المحتلة .
في كل مرة اسمع فيها هذه التصريحات الإسرائيلية المقترنة بمشاريع الاستيطان اشعر بان الاردن مستهدف ، استهدافاً ناعماً يقوم على إحداث تغيير ديموغرافي على الارض الفلسطينية والمراهنة على الزمن من اجل تضليل الوعي العالمي لكي يقبل بحقائق الأمر الواقع سواء في الضفة والقدس او في الاردن .
خطورة ما يجري في سوريا وقبله في العراق ليس فقط استخدام جميع القوة العسكرية ( للدولة ) لتدمير شعب وفرض عمليات تهجير وتطهير على أسس عرقية وطائفية وإنما هذه اللامبالاة الدولية التي تجعل مستقبل شعوب المنطقة وحدود اوطانها خاضعة لكل إجراء قسري مهما كان متوحشاً ومخالفاً للقوانين الدولية بما في ذلك ميثاق الامم المتحدة . ما الذي سيمنع إسرائيل ان تكرر فصول دير ياسين وغيرها من حروب ال ٤٧ و ٤٨ ؟ بل ما هو الحل السلمي الذي تريده اذا كانت تبتلع الارض في القدس والضفة وتهودهما بما يعني للأعمى والبصير أنها لا تريد دولة فلسطينية عاصمتها القدس ، وأيضاً لا تريد دولة ثنائية القومية ؟.
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-06-2013 05:24 AM

تحليل منطقي.

بكل أسف تجد أن سياسات النظام الحاكم في الأردن تتسق مع أهداف الصهيونية العالمية والدولة الإسرائيلية ممثلة بحكومتها الاستيطانية ورئيسها بنيامين نتنياهو!

لا أرى نتيجة لضم الضفة الغربية إلى الأردن عام 1950 إلا جعل المملكة الأردنية "الهاشمية" وطنا بديلا للفلسطينيين، والدليل أن أكبر كتلة "لاجئين" موجودة في الأردن ولكنها كتلة متماهية مع سكان البلد الأصليين وتطالب بالمزيد، تقابلها حكومات تعمل دون كلل على المزيد من التجنيس ونظام يقول رأسه بملىء فيه إنه يسعى لتمثيل أوسع للفلسطينيين في الحكومة والبرلمان والجيش والمخابرات وغيرها من أجهزة الأمن.

النتيجة إذا توافق إسرائيلي أردني على جعل المملكة وطنا للفلسطينيين ليس أولئك المقيمون على الأرض الأردنية فحسب بل ومن يرغب من سكان "الضفة الغربية" بالرحيل إلى شرقها، ومن يجبره نقص الخدمات وسوء الأوضاع الاقتصادية أو الأمنية على الهجرة إليها حتى تخلو فلسطين التاريخية بأسرها لشعب الله المختار.

عظم الله أجركم.

2) تعليق بواسطة :
30-06-2013 02:43 PM

اطمئنك وكل من لديهم هواجس بان هجرة طوعية للفلسطينيين في الضفة غير واردة نهائيا وان الجيل الحالي هناك ينظر للاردن كدولة اقل موارد واقل امن واقل وظائف واقل دخل واقل شهرة واقل تنمية واقل بنية تحتية واقل جذبا واقل امنا واقل تحضرا من الضفة الغربية . اما اذا اسرائيل ارادت هجرة قسرية \ وهذا مستبعد وغير واقعي او عملي \ فمسؤولية الجيش والشعب ان يتصدوا لذلك بالقوة .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012