أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


هل انخفضت شعبية الإسلاميين في الأردن ؟!

بقلم : ماهر ابو طير
01-07-2013 12:15 AM
بعد عامين من الحراكات في الاردن،ومايجري في مصر وسورية ودول عربية اخرى، لابد ان تجيب الحركة الاسلامية،علناً، على السؤال الموضوعي الموجه اليها،حول شعبيتها في الشارع الاردني، واذا ماكانت هذه الشعبية بذات مستواها القديم ام انخفضت لاسباب عديدة.؟!.

الارجح ان شعبية الاسلاميين انخفضت الى حد كبير،لأسباب سياسية، تتعلق بإنهاك العصب العام،سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، بعد ثلاث سنوات من المظاهرات والمواجهات في الاردن، وهي مواجهات وان رفعت شعارات يتفق على بعضها الناس، مثل محاربة الفساد وغير ذلك،الا انها نشاطات لم تؤد الى نتيجة فعلية على ارض الواقع،وتحولت مع الايام الى عنصر ضاغط على الخاصرة الاردنية دون نتيجة فعلياً.

الحركة الاسلامية ذاتها ودون اتهام لاحد فيها، تواصل استعمال ذات التكنيك اي النزول الى الشارع،دون مراجعة لهذا التكنيك، واذا ماكان مجديا، خصوصا،ان جاذبية الربيع العربي تراجعت الى حد كبير.

لايمكن مواصلة ذات الطريقة في التعبير السياسي، فيما الداخل الاردني يتأثر بشدة بما يجري في مصر وسورية ودول اخرى، ولهذه الدول تأثير بالغ،اقله شعور الناس بحالة الفوضى العارمة في المنطقة، وهدم الدول وتغول الصراعات السياسية، وانقسامات المجتمعات من الداخل.

العين الاردنية على مافي صاحبها من شكوى مرة من حياته،ترقب بحذر شديد،المشهدين المصري والسوري، ولاتتمنى نسخ اي نموذج هنا في الاردن،لاتحت وطأة عدم الرضى،ولاتحت وطأة الغضب,وبإمكان الحركة الاسلامية ان تختبر هذه النظرية هذا الاسبوع،مثلا، تحت وطأة مايجري في مصر والدعوة الى مسيرة كبرى في الاردن لاختبار الارقام ومبدأ التحشيد.

الاغلب ان قلة قليلة ستلبي هذه الدعوة،في دليل مباشر على ارتداد مشاكل الجوارعلينا،وتركها لاستخلاصات عامة بين الناس.

جماعة الاخوان المسلمين مثل أي حزب سياسي لابد ان تكون لديها وسائل قياس لشعبيتها،وتأثيرها على الجمهور،حتى لايبقى الكلام عن انخفاض الشعبية، واردا فقط من مصادر مشكوك بدوافعها، تريد التأثير على سمعة الاسلاميين، وهذه الوسائل لابد ان تستعملها ذات الحركة للتأكد من منسوب شعبيتها، حتى تصل الى استخلاصات تقرر على أساسها اسلوب حركتها.

مراهنة الاسلاميين على الشارع وانه قد ينفجر على خلفية الاسعار، قد لاتبدو مراهنة دقيقة لانهم هنا يخيرون الناس بين خيارين فقط، اما قبول رفع الاسعار والغلاء والضنك، واما الانفجار فيخسرون لحظتها كل شيء، بما في ذلك استقرارهم العام، وامن بيوتهم وحياتهم ودمهم، وهذه مراهنة خاسرة، وثنائية يجب الخروج منها تماما لصالح اتجاه عقلاني آخر.

لو وصل قطار الربيع العربي الى الاردن بقوة في بداياته لكان ممكنا ان نصدق ان تغييرات ما ستجري في الاردن،غير ان الاستثمار في ارث الربيع العربي بعد ثلاثة سنوات،استثمار خاسر،لايمكن لسياسي محترف ان يعتبره عنوانا لحراكه في الداخل هنا،ولايلام الاردنيون في عدم تجاوبهم اليوم مع الحراكات،لان التجاوب يعني بكل بساطة استدعاء احدى التجارب الدموية والفوضوية حولنا،من مصر الى سورية،مرورا بليبيا واليمن وغيرهما،وهذا تقليد اعمى في الانتحار،ايا كان شكل الانتحار.

كل هذا يعني ان الحركة الاسلامية عليها ان تتخلى عن فكرة الاتكاء على الربيع العربي وحشد الجماهير في الشوارع،اتكاءاً على موروث الربيع العربي،فهذا اتكاء خاسر،ولايعقل ان يلجأ اليه سياسيون،يراقبون مثل غيرهم الدموية في سورية،والانهيار الداخلي في مصر التي تقترب من حافة حرب اهلية، فيما تركيبة الداخل الاردني حساسة الف مرة، مقارنة بهاتين الدولتين على صعيد الهوية والحاضر والمستقبل والهموم والشكوك والانقسامات الكامنة فرعيا على غير مستوى.

السياسي المحنك يتراجع عن كل اسلوب ليس مجديا،او لم يعد مفيدا، وفي هذا التراجع انعاش لشعبية الاسلاميين بين الناس، خصوصا حين يكون الاصرار على ذات الطريقة سببا في انخفاض الشعبية وانفضاض الناس، تحت وطأة الخوف على بلدهم وحياتهم واستقرارهم وبيوتهم.

لعل الحركة الاسلامية تعيد ولو سراً قراءة منسوب شعبيتها وهل ارتفعت ام انخفضت، ولماذا وعلى اي اساس،حتى لايبقى كل رأي يأتي من خارج الحركة متهما ومدسوسا ومغشوشا في دوافعه؟!.(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-07-2013 03:37 AM

.
-- أستاذ ماهر, من يشاهد افلام السينما المصريه في اربعينات القرن الماضي برى اسمهان و ليلى مراد تلبسان الديكولتيه وتغنيان للكاس الذي تحملانه.. بل كانت هند رستم تسمي نفسها ممثله إغراءو تصور مشاهد لا تجرؤ عليها أغلب الممثلات الآن..!!

-- في دمشق و عمان و بيروت و القاهره و بغداد إنحسر الغطاء عن روؤس طالبات المدارس و الحامعات و إستبدل للبعض بإيشارب رمزي.

-- ما الذي كان يجري حينها..!!

-- كانت ردة فعل حاده على الملايه العثمانيه و النفاق و القهر و الظلم بإسم الدين يرعاه سلاطين يعيشون عكس ما يقولون و يروج لهم دعاة من المنافقين.

-- ولأن طبيعه أهلنا محافظه فلقد بدأت نزعه للتدين الوسطي تعود بهدوء.

-- هذه النزعه إلتقطتها القوى الإقليميه و الدوليه و جعلتها مشروعا متطرفا يخدم مصالحها.

-- التطرف الحالي هو موجه ستزول فكل ما فيها مزيف , دعاة للتطرف يفتحون عينا و يغلقون أخرى.. حجاب غريب لا يتناسب مع باقي الملابس و مساحيق التجميل , بل حضور في حفلات و المشاركه بها , اما الشباب فقسوه غير مبرره و رفض للآخر و تخبط في تحديد البوصله .

-- شعوبنا وسطيه, تمنح الأفكار و التنظيمات الجديده فرصه و تراقبها وهذا ما فعلته مع التنظيمات الإسلاميه التي تبين بسرعه انها سلطويه تنظيريه ولا تملك برامج بل أفكارا غير ناضجه لذلك سنرى رفضا سريعا لهذه التجربه و عوده للوسطيه.

.

2) تعليق بواسطة :
01-07-2013 08:24 AM

التطرف في اي شئ هو في النهايه فشل دريع ان لم يكن اغتيال وانتحار جسديا او معنويا

3) تعليق بواسطة :
01-07-2013 08:45 AM

قياس النجاح في أي تجربة هو ثمر التجربة و ما تؤسس له من مُستقبل في المجتمع و كيف تخدمه و تخدم أجياله. و يُحكم أيضا ً على التجربة من خلال طريقة إدارتها التي تُظهر عقلية القائمين على الإدارة و جذور فكرهم. الإسلاميون فشلوا في تجربتهم لأن ثمار التجربة تجلت بوضوح في أفعال مُنفصلة عن واقع المجتمع من مطالبات تعجيزية أولا ً ثم استقواء بالمشهد المصري (في أوله) ثانيا ً و محاولة إنتاج التجربة المصرية و تلك التونسية في بلد لا كالأردن لا يحتمل تجارب.

الإسلاميون لا يملكون برامج اقتصادية واضحة و لا خطط تنموية، و هم غير قادرون على إدارة دولة ذات موارد بوزارات و مؤسسات عامة و مؤسسات خاصة، و لا يعرفون دروب الاقتصاد و طُرق إدارته و استدامة الإنتاجية و الثبات، و هم كل الأحوال يُقصون الطرف الآخر و يعملون على تهميشه، و لا يستطيعون أن يقبلوا بعقد إجتماعي بين الدولة و المواطن على أُسس مدنية حديثة تكفل الحريات العامة و الرأي و الرأي الآخر و الاختلاف.

الدين هو علاقة شخصية بين الله و الإنسان و لا يحتاج الفرد أن يسوقه إخواني أو سلفي لكي يعرف الله، الله أقرب إلينا من أنفسنا و رسالته في قلوبنا و هو يتحدث معنا كل ٌ بخصوصيته، و الكتب السماوية موجودة و المساجد و الكنائس عامرة بنعمة الله تعالى. باختصار شديد و حتى لا نُطيل أكثر، ينجح الإسلاميون فقط عندما يحملون السلاح بين ضعفاء لا يضاهونهم في الاستعداد، و يفشلون فشلا ً ذريعا ً عندما يعملون في بيئة معتدلة و في بيئة مؤسسية بين منافسين كفؤين في مجتمعات فيها سلطة قانون ثابتة و محمية.

هذا هو لب الكلام أخي ماهر.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012