أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


كيف نتعامل مع السلفيين؟!

بقلم : د.محمد ابو رمان
01-07-2013 03:04 AM
تجتمع اليوم نخبة من الباحثين والمثقفين العرب البارزين، بالإضافة إلى ممثّلين عن التيار السلفي، للتدارس والنقاش والتفكير في طبيعة التحولات التي حدثت لدى التيار السلفي في العالم العربي عموماً، خلال العامين الأخيرين، أو ما يسمى بـ'حقبة الربيع الديمقراطي العربي'؛ والدور السياسي الجديد للسلفيين، وما يمكن أن يرسمه من تحوّلات في الأفكار السلفية نفسها، أو ما يؤدّي إليه من نتائج في المشهد السياسي العربي.المؤتمر (الذي يعقده مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية، بالتعاون مع مؤسسة فريدريش إيبرت) سيكون فرصة جيّدة للوقوف بصورة موضوعية وعلمية تتجاوز ما يدور على السطح السياسي أو السجالات الإعلامية، لمحاولة تفكيك الإشكالية السلفية. فنحن أمام تيار له حضوره في المجتمعات العربية، وتأثيراته الفكرية والثقافية، وله امتداده وحضوره؛ بدأ بممارسة أدوار سياسية وإعلامية أوسع نطاقاً من المرحلة السابقة، وتثير أسئلة متعددة وكبيرة.نقطة التحول المهمة أنّ السلفيين 'خرجوا' من حالة 'الاستنكاف السياسية' الاختيارية، التي كانت تهيمن على أغلب الجماعات السلفية باستثناءات قليلة، إلى رحاب العمل العام؛ سواء في العمل الحزبي والسياسي والدخول إلى اللعبة الديمقراطية، في مصر، وعلى إثرها تونس واليمن، أم في الاشتباك مع الثورة السورية والمساهمة في قتال النظام هناك، بما يتشابه مع ما حدث في الثورة الليبية.الإشكالية تتمثّل هنا في أنّ السلفيين دخلوا اللعبة الديمقراطية وهم يعلنون –ابتداءً- احترامهم لقواعدها؛ من الالتزام بنتائج صندوق الاقتراع، وبتداول السلطة، والإدارة السلمية للنزاع الداخلي؛ إلاّ أنّهم يعلنون في الوقت نفسه رفض القيم الحاكمة للعبة الديمقراطية، ويحدّدونها في الآليات فقط. بعبارة أدق، يريد السلفيون إدماج الديمقراطية في الدين (أي القبول بالآليات بدون النظام بأسره)، لا إدماج الخطاب الديني في المعادلة الديمقراطية؛ وثمة مسافة شاسعة وكبيرة جداً بين هذين الخيارين.هواجس التيارات الأخرى من الأجندة السلفية الديمقراطية، تكمن في أنّ التعامل مع الديمقراطية ليس على قاعدة أنّها تمثّل فقط 'مرحلة انتقالية' لدى التيار السلفي لإقامة دولة إسلامية ذات طبعة سلفية. وربما هذا الهاجس نجد تبريراً له حتى في كلام واضح لأحد شيوخ التيار السلفي في العالم العربي، هو عبدالرحمن عبدالخالق، عندما فاضل بين الديمقراطية والدكتاتورية، بوصف الديمقراطية أفضل، لكنّها لا تمثّل بديلاً عن النظام الإسلامي الموعود.تتبدّى الإشكالية السلفية، بدرجة أكثر وضوحاً، في اللحظة الراهنة، عندما نلج إلى الحديث عن الدولة المدنية، وعن الحريات الفردية والسلم الاجتماعي، وقضايا الأقليّات، وغيرها من ملفات ساخنة في المشهد السياسي العربي، بخاصة مع تنامي القلق الشعبي من الصراع السني-الشيعي الذي بدأ يُطل برأسه على العديد من المجتمعات، ويُتهم السلفيون من قبل خصومهم بأنّهم يوقدون نار هذه الفتنة العمياء!بالضرورة، لا نستطيع أن نضع التيار السلفي، كاملاً، في حزمة واحدة من التقييم والمساءلة؛ فهنالك تيارات واتجاهات مختلفة، بل متضاربة في كثير من الأحيان؛ وثمّة صراع داخل البيت السلفي على من هو الممثّل الشرعي لهذه المدرسة الفكرية الإسلامية.في الوقت نفسه، يستذكر باحثون ومفكّرون عرب المدرسة السلفية الإصلاحية، في النصف الأول من القرن العشرين، والتي كانت تقدّم مواقف وآراء أكثر تصالحاً مع العصر الحديث وثقافته وشروطه، من أمثال محمد رشيد رضا، وابن باديس، وغيرهما.على العموم، نحتاج إلى حوار معمّق وموضوعي بين السلفيين أنفسهم وما يقدمونه من أجوبة على الأسئلة السابقة، وبين الباحثين والنخب المثقفة العربية. والأهم من هذا وذاك، السؤال الكبير: كيف نتعامل مع التيار السلفي؟ وربما السؤال معكوساً من النظرة السلفية: كيف يتعامل السلفيون مع المجتمعات في الزمن الجديد؟!m.aburumman@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-07-2013 05:26 AM

عالسجن---مايعرفو غير هالطريقه

2) تعليق بواسطة :
01-07-2013 04:57 PM

.
-- دكتور محمد, الأهم الأن من البحث عن المرجعيه الفكريه للسلفيه هو النظر لدورها الفعلي و من يحركها.

-- عمليا السلفيه وبالصيغه الوهابية تحديدا هي ميليشيا و قوة عسكرية ضاربه .الخطوره انها تعمل لحساب غيرها و بإنضباطيه عاليه.

-- و الأدله كثيره, فإسرائيل مستثناه تماما من نشاطاتهم العسكريه و الجزيرتين السعوديتين المحتلتين من قبل إسرائيل لا يشار لهما في حين يستصرخ دعاة الوهابية السُنه لتحرير جزر ابو موسى و طمب الكبرى و الصغرى من الإحتلال الإيراني.

-- كذلك لا يمكن تفسير توفر وسائل ألإتصالات الاحدث و التغطيه الإعلاميه المكثفه و التمويل و السلاح و التنقل الدولي الميسر للمقاتلين .

-- مع تمنياتنا لهم بالسلامه لكن هنالك ايضا إستثناء غير مفهوم لإثنا عشر الف امير سعودي من اي نشاط يستهدفهم في أي مكان بالعالم.

-- إضافه لذلك نفذت الوهابيه عده عمليات دامية سبقت ضربات عسكريه لمؤسسات عسكريه غربيه فكانت غطاء أخلاقيا للحكومات الغربيه امام شعوبها.

-- هل هي مصادفه ان تفجر خطوط الغاز و النفط في الشيشان كأول اهداف المجاهدين و تحتل جبهة النصره مدينه الرقة مركز إنتاج النفط السوري كأول أهدافها .

-- بقيت ملاحظه هامه تتعلق بتجنيد المقاتلين السلفيين و مراكز قوتهم الجغرافيه و لكونها إنطلقت من الصحراء و تمثل أحلام سكانها في السيطره على المدنيه فلقد إزدهرت السلفيه الوهابيه بنسبه تسعون بالمائه في المناطق الصحراويه كشبه الجزيره العربيه و افغانستان و سيناء و ليبيا و الصحراء الجزائريه و مالي و النيجر و بلوشستان اما في باقي البلدان كمصر و سوريا و الباكستان الداخل فدخلتها مع بعض من عملوا في السعوديه .

-- من الخطأ الحوار مع قاده السلفيين كزعماء لحركه إجتماعيه فهم ليسوا كذلك بل كالجنرالات يقودون تنظيم عسكري و الجيوش تنفذ اوامر و لا تناقشها و النصر عندها هدف يبرر الخسائر , الأسلم مخاطبه حسهم الإنساني كأفراد لإنتاج يقظه هي أقرب لفطرتهم كبشر.

مع بالغ الشكر للمفكر الدكتور محمد ابو رمان لإثارته لهذا الشأن الهام.

.

3) تعليق بواسطة :
02-07-2013 12:29 AM

تحدثت عن السلفيه التي تعني الاسلام نفسه . وكانها امر طارئ على المجتمع احدث تغيرات فكريه وثقافيه على المجتمع وقلت بما يشبه (الاعتراف ) ان للسلفيه امتداد وحضور سياسي واعلامي ونهم دخلوا الى اللعبه الديمقراطيه والعمل الحزبي ... الخ تتكلم ايها الكاتب عن السلفيه والتي تعني الاسلام مثل اب لديه ولدا مشاغبا يرغب في ايجاد حلا لمشاكله بعد ان اعجزه ... وتتكلم ايضا كاْن الدوله المدنيه والقوانين العلمانيه المستورده والديمقراطيه الغربيه المستورده ايضا والحياة الحزبيه والاحزاب المتعدده واللعبه الانتخابيه هي الاصل وان السلفيه متطفله غريبه لكن ليس هناك بد من استيعابها واعادة دمجها في المجتمع او ترويضها بالمعنى الاصح للتخلص من مشاكلها وما تسببه من قلق وخطر متوقع ! وضمنت كلامك اعتراف بقوة حضورها واتساع شعبيتها .. باختصار هذا ما تود قوله ولهذا الغرض عقد الباحثين والمثقفين اجتماعهم الاستراتيجي برعاية تلك المؤسسه الاجنبيه والتي على الاغلب تابعه لاحدى الاجهزه ... . ما اود قوله باختصارا : انكم انتم الطارئين على حياتنا وعقيدتنا باْفكاركم الغريبه الغربيه ومعتقداتكم المستورده وسلوكياتكم واحزابكم وبرامجكم واعلامكم وانتخاباتكم وديمقراطيتكم ودراساتكم التي تتم برعاية مؤسسات مشبوهه وانكم انتم اصل الداء ومصنع الهزيمه والتخلف والانحلال المجتمعي والتدهور الاخلاقي والتفكك الاسري والفقر والاقتصاد المدمر العاجز والتبعيه والهزيمه النفسيه امام الغرب وحضارته الماديه المسخ . كل هذه الامور انتم مسؤولون عنها واكثر ... والادهى انكم تحاولون القاء تبعية اعمالكم المدمره على على السلفيه والفكر الديني وما تسمونه الارهاب ! سيدي ! الاسلام اخرج الناس من الظلمات الى النور . وارسى قواعد العدل في العالم كله وانصف الجميع واسس لحضاره عظيمه قل نظيرها في تاريخ البشريه . وعاشت الامم تحت ظل عدله وسماحته قرونا طويله .. اعترف بذلك العدو والصديق .. وظل الاسلام حصن الامه الاول وسيفها ودرعها حتى ظهر المنافقون مجددا تحت مختلف المسميات وتعاونوا مع اعداء الامه وخانوا الله والاسلام فاستبدلوا العزة بالذل والقوة بالضعف والكرامة بالخنوع والغنى بالفقر والسيف بسوط الجلاد الكافر .. وتبنوا افكار الجلاد وطبقوها وجروا الكوارث والهزائم على الامه ثم انهم كانوا على درجة من الوقاحه ما جعلهم ينسبون هذا الى التخلف الديني والخيمة والجمل والصحراء والارهاب الفكري الاسلامي ( وهذه كلمات وافكار الماسونيه واليهود ) فقلبوا الحقائق وشوهوا المجاهدين وقالوا عنهم عملاء ... . وها انتم الان تجتمعون من اجل حل معضلة الاسلام القادم لامحاله قلوبكم تعرف هذا قبل عقولكم . احب ان ابشر هؤلاء المنافقين العلمانيين ان المستقبل للاسلام وانتم ايها العلمانيون المنافقون ستدوسكم خيول المجاهدين الذين تعتقدون انهم عملاء !! وستصبحون انشالله اثرا بعد عين . لذا ومن اجل هذا وذاك بلغ مركز الدراسات الاستراتيجي ومؤسسة فردريش المشبوهه بهذه البشاره !! والله غالب على امره ولكن المنافقون لايعلمون .

4) تعليق بواسطة :
02-07-2013 01:42 AM

.
-- دكتور محمد , نربأ بأنفسنا ان نرد على الإسفاف الذي لا نتقنه و لكن على مستوى لجم الردح فلم يفهم عليهم اكثر من الكتور "إسلام البحيري" مدير مركز الدراسات الإسلاميه باليوم السابع / و حواره مع محمود شعبان في حلقه ادارها طوني خليفه موجود على Youtube جدير بالمشاهده.

.

5) تعليق بواسطة :
02-07-2013 12:57 PM

لقد امرنا الله ان نداري السفهاء .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012