أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


إخوان "ما بعد مرسي"!

بقلم : د.محمد ابو رمان
05-07-2013 12:59 AM
من السذاجة والسطحية أن نُصدر أحكاماً قطعية اليوم بنهاية جماعة الإخوان المسلمين، حتى في مصر وحدها؛ فما تزال الجماعة، مع تيارات الإسلام السياسي، تملك رصيداً كبيراً في الشارع المصري، لكنها بلا شك أمام مفترق طرق تاريخي!

الصورة التي سيتعامل بها الجيش، ومعه القوى السياسية المعارضة للإخوان، ستؤثر بدرجة كبيرة في تقرير خيارات الجماعة وتوجهاتها للمرحلة المقبلة. كل ذلك سيكون عاملاً حاسماً في تحديد وجهة الجماعة المقبلة، وربما معها حركات إسلامية أكثر تشدّداً!

حجم التعبئة والتحشيد لدى الجماعة وأنصارها خلال الأسابيع الأخيرة كان كبيراً، وصبغ المعركة بالروح الدينية؛ وتوصيف ما حدث باعتباره انقلاباً على الشرعية ومؤامرة دولية، كلّ ذلك سيؤثّر كثيراً على ردود فعل الإخوان على هذه الصدمة القاسية التي تعرضوا لها خلال الفترة الأخيرة!

ثمة اتجاهان رئيسان سيحكمان مسار الجماعة. الأول، هو الأقرب إلى الجزائري، بعد الإطاحة بجبهة الإنقاذ الإسلامية بداية تسعينيات القرن الماضي، وحظر الجبهة، ما أدّى إلى اتجاه أعداد كبيرة من أنصار الحركة إلى العمل تحت الأرض، ورفع السلاح في وجه السلطات. ودخلت الجزائر بعد ذلك دوامة من العنف الكبير، مهّدت للمؤسسة العسكرية السيطرة على الأمر إلى اليوم.

الواقع، بالضرورة، يختلف من زاوية اللحظة التاريخية وحيثيات كل حالة. ففي مصر، ثمة انقسام واستقطاب شعبي واجتماعي شديد، هو الذي مهّد للجيش. لكنّ الحركة الجماهيرية نفسها ستكون في مواجهة العسكر في حال أرادوا البقاء في السلطة.

بالرغم من ذلك، لن تقبل نسبة كبيرة من الشباب الإخواني بهذه النهاية، وسيعتبرون ما حدث انقلاباً على الشرعية، وسينجرّون إلى الفكر الراديكالي مرّة أخرى، وربما العمل المسلّح، بخاصة أنّ الجماعة لم تكن وحدها في ميدان 'رابعة العدوية'، بل كانت معها جماعات وتوجهات إسلامية سلفية أكثر وضوحاً في المطالبة بدولة إسلامية، وسيؤدي ذلك إلى ردّات فعل متوقعة.

استعاد الإخوان -على وقع أحداث أول من أمس- في خطابهم السياسي والإعلامي، مباشرةً، أجواء المواجهة مع جمال عبدالناصر عقب ثورة 1952، ثم حظر الجماعة، وصدامها مع العسكر والقوى السياسية المؤيدة لهم، والزج بقيادات الإخوان في السجون. في تلك اللحظة، وُلد فكر سيد قطب، الذي ولّد بدوره الفكر الراديكالي في التعامل مع الواقع السياسي، ما يؤذن بالعودة إلى المرحلة السابقة (المحنة)، بما فيها من سجون ومعتقلات!
السيناريو الثاني أمام الجماعة هي أن ينتفض الجيل الأكثر انفتاحاً واعتدالاً فيها على القيادة الحالية التي أودت بالجماعة إلى صدام مع الجيش والقوى الأخرى، وأن يقوم هذا الجيل بمراجعة صارمة للمرحلة السابقة، ويعيد هيكلة علاقتها بالأوساط السياسية، وربما الانشقاق والخروج منها، والتحالف مع التيارات الإسلامية الإصلاحية الأخرى ليشكلوا حزباً سياسياً ذا نزوع إسلامي واضح على غرار التجربة التركية.

هذا السيناريو أقرب إلى الحالة التركية، وهو الخيار الذي لجأت إليه مجموعة الشباب هناك ردّاً على الانقلابات العسكرية، ونجح مؤخراً، بعد إعادة الهيكلة، في إنتاج حزب العدالة والتنمية التركي، الذي وصل إلى الحكم ونجح في إحداث الاختراق الحقيقي.

أمام الإخوان هذان السيناريوهان، وقد يتقاطعان؛ أي أن تلجأ مجموعة إلى الأول، وأخرى إلى الثاني. لكن بلا شك فإنّ الأول (الراديكالية والعنف) تمّت تجربته مصرياً وعربياً، وكان كارثياً على الإخوان والفصائل الإسلامية الأخرى. أمّا الثاني، فهو الأكثر واقعية وجدوى، لكن بعد أن يصحو الإخوان من الصدمة الراهنة؛ إذ يحتاجون إلى سنوات من إعادة البناء. وهو سيناريو مشروط بنجاح الماكينة الديمقراطية في تداول السلطة!
m.aburumman@alghad.jo

الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-07-2013 08:56 AM

الشباب المصري اكثر وعيا وانفتاحا من الجيل الاسيق حتى ولو كانوا اخوان مسلمين وهؤلاء الشباب اكثر مرونة ورفضا لسياسات قطب والاتجاهات الانتقامية والمتحجرة من جيل مكتب الارشاد الذي كتب عنهم وادراكاتهم الكثير في الادب السياسي المصري وتلفعهم بالباطنية نحو التمكين والعلاقات الدولية المشبوهة خاصة مع الامريكان ولا ننسى انهم قد تشربوا بالوهابية عندما غادر معظمهم الى السعودية والخليج الذي احتضنهم خلال فترة عبد الناصر.الشباب اليوم من الاخوان المسلمين والذي يدركون اخطاء قيادتهم قطعا ومحاولاتها الاستفراد بالحكم واقصاء الاخرين مما جعل الاخوان معزولين عن حركة الشارع السياسي وبالتالي الشعبي . هؤلاء الشباب مدعويين ان يعيدوا النظر بسياسة التنظيم وتطوير فكره ليتلائم مع المرحلة وان يرتبطوا بولاء خاص للوطن وليس لهوية واهمية متضخمة على اسس المبادي التي وضعها "تنظيم العشرات" القطبي الذي تسرب الى الاخوان المسلمين في السبعينات وطوعه وفقا لمبادئ التطرف.الشباب عليهم ان يجددوا يالفكر الذي يعتنقونه . ودون ذلك سيتم الاندثار

2) تعليق بواسطة :
05-07-2013 04:21 PM

انت لم تسبر غور الازمه الحقيقي , لمشكلة الناس مع الاسلام . بل جمعت بعض ما تعرفه من معلومات واخبار من مصادر اعلاميه مسموعه وضمنتها في مقال جاء على شكل نشره اخباريه او تحليل سياسي سطحي في احسن الاحوال ! المشكله اعمق بذلك بكثير .. المشكله تتعلق بذواتنا ودواخلنا الذي يرفض عودة الاسلام الى الحكم . بسبب العجز المزمن الذي تاصل فينا عقود عجاف طويله .. نحن نتحايل على انفسنا . ونختلق الاعذار والاسباب التي تطيل هذه البطاله الطويله التي نحياها جميعا وتبعد شبح الاسلام (المخيف ) ! عنا وعن حياتنا . نحن نقبل بطقوس الاسلام التي تتعلق بالعباده ولا نجروء على الاقتراب من جوهر الاسلام الحقيقي الذي يعني الجهد والعمل والمواجهة والصبر عند الشدائد والجهاد في سبيل الله ... ومواجهة الامم الكافره وخوفنا منها ومن اسلحتها وجيوشها ونفوذها وتفوقها الصناعي والتكنولوجي .. وخوفنا من ان نفقد راحتنا وبطالتنا وروتين حياتنا وتنكشف عورتنا وحقيقة عجزنا المزمن . لذا نتخترع كل الاباب والاعذار ونطلق عليها مسميات سياسيه ونشكل احزاب فاشله ونتححج بالغرب الصليبي وقوته المتفوقه .. ولهذا فاننا نتعامل مع كل القوى التي تتبنى الاسلام نهجا بعين الشك والريبه والخوف والتهم دائما جاهزه التي لقنا اياها الغرب مثل الارهاب والتطرف الاسلامي ورحنا نرددها من خلفه كالببغاوات لنحمي انفسنا اولا ونرضي الامم الكافره ثانيا التي نحسب لها الف حساب فنحن نخاف اسلحتهم وقوتهم وجيوشهم اكثر مما نخاف الله ولنخفي عجزنا وكذبنا على انفسنا .. فاخترعنا الاحزاب القوميه والوطنيه والليبراليه ورحنا نكذب على العالم اننا نؤمن بالديمقراطيه والعالم يعرف اننا نكذب ونقول هذا بسبب هزيمتنا النفسيه ورحنا نسابق الكفره في خنق اخواننا المسلمين الذين يدعون الى اليقظه والعوده الى الله ونعتناهم بكل اصناف التهم مثل الخيانه والعماله والتوريط والتخلف والجهل والظلاميه والخيمه والجمل والصحراء ... نستنتج ان المشكله فينا وليست في الاسلام ولا بالجماعات الاسلاميه ولا الاخوان المسلمين ولا السلفيين ... لابد لنا ان تعترف بعجزنا وبهذه الحقيقيه اذا اردنا الاصلاح والخروج من مستنقع الذل والهوان الذي نحيا فيه ..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012