أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


مياه الديسي.. وكلام كثير!

بقلم : طارق مصاروة
08-07-2013 12:19 AM
.. لا نعرف فيما إذا كنّا سنشرب اليوم من مياه الديسي، أم أننا سنشرب خلائط من الماء: من مياه اليرموك، أو مياه الأزرق، أو غيرها من تعدد المصادر في بلدنا العطش!!. لكن المؤكد أن المشروع الذي تأخر أكثر من عشر سنوات، تم إنجازه ولو بكلفة مليار دينار. ولنا أن نلفت الأنظار إلى ما يمكن أن يحدث!
- نظن أن من الخطأ تجربة الضخ المستمر للبيوت في المدن، وخاصة عمان. فقد أعتاد الناس على التعامل مع الماء القليل، ورتبوا أمورهم على هذا الأساس. وليس من المستحسن دعوتهم إلى استهلاك غير محدود للماء.. الذي ستكون كلفته عالية على جيب الدولة أو على جيب المواطن لا فرق.
- إذا كانت مياه الديسي ستصل إلى مائة مليون متر مكعب حقاً، فإنّ المطلوب أولاً وقف الضخ الجائر من واحة الأزرق، وإعادتها إلى ما كانت عليه.. واحة حقيقية ترفد ساكينها بماء الشرب، ومياه الزراعات المحدودة. فإن نظرة على حالة اليباب التي اجتاحت الواحة، تشعر الأردني بحالة مريعة من الفقد والخسران. ذلك أن الأزرق كان المشهد الأغنى الذي يحفزنا إلى التفكير بإعادة البادية إلى ما كانت عليه في الزمن الجميل، فالقصور الصحراوية كانت مبنية في غابات والخليفة هارون الرشيد زار دمشق في طريق مترفٍ من الظلال والخضرة، وكانت قناة زبيدة زوجته الهاشمية تنقل الفرات عبر الأردن إلى حجاج المسلمين حتى مشارف المدينة!
لقد اقمنا سدوداً عظيمة، ندعو وزارة البيئة ووزارة السياحة إلى استثمار مياهها في خلق مطارح لرفاهية الناس في العطل الأسبوعية، والوقوف عندها للسواح الذين يعشقون البحيرات الزرقاء وسط جفاف الأرض!!. فهناك الآن منطقة الرمان الواعدة على ضفاف سد طلال، حيث الأبنية الجميلة الصغيرة، والمقاهي والمطاعم ومساحات الجلوس الحر وسط طبيعة جبلية ساحرة.
- ندعو إلى استغلال قاع خنا والحفائر، وسد الرويشد الموسمي، لزراعة المدن على طريق بغداد، وتحريج المناطق المحيطة بالقصور الصحراوية.. إلى جانب زراعة الكثير من الشعير المروي، وادعو المسؤول عن الري والمياه إلى زيارة محمية الشومري التي ادى تسويرها بالأسلاك الشائكة إلى نماء غابة طبيعية من الأشجار والشجيرات والنباتات الموسمية.. لمجرد منع الرعي الجائر عنها. وقد لا نعرف كثيراً عن أمطار البادية.. وكنا نمر إلى جانب مستنقعاتها في طريقنا إلى بغداد فنحسب أنها السراب.. فيما يقول لك السائق بأدب: لا أستاذ هذه مياه المطر الذي تساقط منذ أسبوع!
.. وصول مياه الديسي يجعلنا نقدم الشكر للجهد الحكومي. ويوحي بأشياء كثيرة أولها وآخرها: الماء! فإن المدن العشر التي كانت مدن روما الذهبية كانت في الأردن وجنوب سوريا.. تماماً كالبتراء وتدمر أروع مشاهد الحياة البشرية والحضارة وذلك دون أنهار!(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-07-2013 09:14 AM

نعم معاليك وصول مياه الديسي لايعني ان يصبح الشعب يهرع ويبذر في المياه وعمل برك السباحة وبحيرات في المزارع وعلى الدولة نشر التوعية ومناشدة المواطنين الترشيد في الاستهلاك وليتذكر الجميع ان هناك اجيال قادمة لها حقوق في ديمومة المياه وكما يقول المثل الشعبي كل شيئ بدة تدبير حتى المياه من البئر خصوصاً ان هذا المصدر المائي اي الديسي مصدر غير متجدد وعلى الدولة ان تضع الخطط لصيانة الشبكات التي تهدر فاقد مائة مليون متر مكعب سنوياً وهي نفس مقدار المياه القادمة من الديسي ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012