أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


يا عناء النفس بالوطن!

بقلم : طارق مصاروة
10-07-2013 12:35 AM
كثير من الأردنيين يشعرون «بقلة الحيلة» في مواجهة ما يجري حولهم: في سوريا ومصر والعراق ولبنان!!. فلا هم قادرون على احتواء أزمات الوطن ولا هم في وارد المشاركة فيها بالوقوف إلى هذا الجانب أو ذاك. فما عندنا المال اللازم للتحالفات وأكثرها تحالفات تعيش على المال، ولا تسمح لنا مبادؤنا أن نساند هذا الجانب ضد ذاك الجانب!!.
والأردنيون، وقد طالت أمد الأزمات، وتعقدت وسال الدم يستطيعون الجلوس على القارعة ويقولون: ما لنا ولاخوان مصر أو انقاذها، طالما أن أحداً لا يصغي إلى أحد. وطالما أن الغاز والتجارة كلها مقطوعة؟!. وما لنا ولبشار الأسد وجيشه وحزبه أو للمعارضة واخوانها ونصرتها، إذا كان الدخول إلى المغطس يحتاج إلى ملايين الدولارات، أو يحتاج إلى مقاتلين «أشداء» يقطعون الرؤوس ويحمدون الله على «نصره». طالما أن مياهنا المشتركة يحتجزها 46 سداً، نحتاجها للشرب، ويسقون بها مزارع الحاكمين سعيداً في معسكرات القابون؟.
.. نعم هناك أردنيون ملّوا متابعة هذه المشاهد الدموية على التلفزة، حشود وحشود مقابلة، قذائف مدفعية وقنابل وصواريخ سلاح الجو تحصد التراث السوري من المساجد والكنائس والأسواق والقلاع التاريخية. ملَّ الموسيقى الدرامية لفضائيات العهر السياسي وهي تحمل بشائر الموت والدمار. وهناك أردنيون يتعصبون لمن لا يسمع لهم، ويتشاحنون حتى ليعلو صراع المتحمس لهذا الفريق عير المتحمس لذاك الفريق في البيت الواحد. فاهتمام الأردني لا يتجاوز الاهتمام بالمراسلة، ولكنه مع ذلك يشعر أنه ملتزم وأنه، ربما، مناضل، وأنه في كل الحالات مقهور إلى حد أنه غير معني لما يجري في بلده!!.
لقد اعتاد الأردنيون منذ نشوء كيانهم السياسي ان يشاركوا أمتهم أوجاعها وآلامها بحس قومي رفيع. وكانوا يشعرون ان هناك رد فعل لمشاركتهم لكن الزمن تغير, وصار العربي يهتم بنفسه او بطائفته, او بانتمائه العنصري, او بقطرية دولته ومصالحها. ومع ذلك لم يتغير الأردنيون وبقوا عرباً وقوميون. حتى بالمراسلة عن بعد ذلك ان الضجة عالية.. ولا من يسمعهم!
نفهم انكفاء الأردنيين على أنفسهم, ونفهم التزامهم القومي في حدود تضميد الجراح, واغاثة المشرد والمحزون والجائع من قومهم. فارضهم ارض العرب, وهم يجدون عند بعضهم التقدير والعمل الكريم والاحترام. وهذا يريح الى حد ما!(الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012