أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


هل يصمد الاستقرار في الأردن؟

بقلم : فهد الخيطان
10-07-2013 12:48 AM
مع تزايد المخاوف من انزلاق مصر إلى حالة فوضى شبيهة بسورية، وتلك التي حدثت في العراق من قبل، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عبارة تناقلها 'الفيسبوكيون' وأصحاب حسابات 'تويتر'، على نطاق واسع، تقول: 'اللهم احفظ مصر آمنة ومستقرة، فالأردن لم يعد يحتمل'. دلالة العبارة الأولية معروفة بالطبع؛ فالأردن استقبل أكثر من نصف مليون لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة هناك، وكان قد احتضن ضعف هذا العدد من الأشقاء العراقيين قبل سنوات. وفي الذاكرة أيضا موجات لا تنتهي من اللاجئين جراء الصراعات المستمرة في المنطقة. تخيلوا الحالة لو أن بلدا بحجم مصر أرسل لنا لاجئين!

لكن العبارة تشي بإحساس قطاعات واسعة من الأردنيين بأهمية حالة الاستقرار 'النسبي' في البلاد، والتي تكتسب قدرا أكبر من الأهمية عند مقارنة الوضع في الأردن مع بلدان الجوار العربي.

بعد التحاق مصر بمنظومة الدول المضطربة، بات الأردن الدولة الوحيدة المستقرة. بمفهوم الأمن القومي، هذا ليس وضعا جيدا بالطبع؛ حالة عدم الاستقرار في محيطنا تضعنا في مواجهة تحديات سياسية وأمنية كبيرة، وتؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد والعلاقات التجارية مع دول الجوار، وتُظهر أرقام التجارة الخارجية جانبا من الخسائر المترتبة على ذلك.

أمنياً، صار معروفا ما تمثله الجبهة السورية من تحد جراء وجود 'كتائب' من مقاتلي تنظيم القاعدة بمحاذاة حدودنا الشمالية، ونشوء شبكة وثيقة من الصلات مع أنصار هذا التيار في الأردن، والذين يتولون منذ أشهر مد الجماعات المقاتلة في سورية بالرجال والمال.

جبهة سيناء ليست ببعيدة عن مجالنا الحيوي والأمني؛ في الأيام التي تلت خروج 'الإخوان' من الحكم في مصر، فتح الجهاديون هناك معركة مع الجيش المصري. وإذا لم يتمكن الأخير من احتواء الوضع، ستتحول سيناء إلى مركز عمليات للقاعدة على غرار سورية ومالي وأفغانستان، وسيكون من الصعب على الأردن تجاهل هذا التطور في المستقبل.

داخليا، تشكل كل هذه التطورات ضغطا هائلا على نظرية الاستقرار التي تجاهد الدولة للحفاظ عليها. لكن ثمة تحديات خطيرة تطل برأسها، تخص بالدرجة الأولى قدرة المجتمع على التماسك؛ وهي حالة آخذة في التآكل بشكل يجعل من الصعب تثبيت حالة الاستقرار بدون تصويب الاختلالات الخطيرة في علاقة الدولة مع المجتمع، وإنفاذ سلطة القانون المتدهورة على أكثر من مستوى، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية وما تسببه من ضغوط على شرائح اجتماعية عريضة.

إن تكرار حالات الاعتداء على الباصات والسيارات على طريق العقبة، يعد نموذجا على نوعية التحديات التي يمكن أن تقوض حالة الاستقرار في البلاد. وتُضاف إليها بالطبع، حالات العنف في الجامعات، والاعتداءات على قاعات امتحان الثانوية العامة.

لا شك في أن الأوضاع المضطربة من حولنا تحمل أيضا ميزات إيجابية للأردن. تدهور الحالة في مصر، يمنح الأردن مكانة أكبر على المستوى الدولي، ويجعله البلد الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في إدارة أزمات المنطقة، والحليف الموثوق من طرف الولايات المتحدة في التعامل مع الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والأزمة في سورية. وربما يرفع ذلك من درجة الاهتمام بضرورة مساعدة الأردن اقتصاديا، كي يتمكن من الصمود في مواجهة عواصف تجتاح المنطقة.
دور الأردن في المنطقة يجعل من استقراره حاجة أساسية لكل الأطراف؛ ما من زعيم في دول الجوار العربي غير الملك عبدالله الثاني يستطيع أن يغادر بلاده في زيارة أو إجازة خارجية، لا بل إن عناوين معظمهم داخل بلدانهم أصبحت مجهولة.

الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-07-2013 03:18 AM

في ندوه تلفزيونبه لمحطة المانيه مع سياسيين ومحللين وباحثين لاوضاع الشرق الاوسط كان نقاشهم حول الازمه المصرية وتداعياتها على دول المنطقة ، ما يهمنا منها هو صدى هذه الاحداث على الاردن !! تماما كما شرحها الكاتب !! لكنهم عكسوا الموضوع باعادة مرسي الى سدة الحكم بضغط من امريكا ولتلافي بحر من الدماء لردات الفعل الاخوانية ، قالوا !! هذا سيشهد الاردن استقطاب وهجرة مجموعة كبيره من رؤوس الاموال المصريه إليها ، كما حدث ابان الحرب العراقية ، كذلك توقعوا لهجره مماثلة لاصحاب رؤوس الاموال السعوديين حيث ان الولايات المتحدة غاضبة من نظامها لدعمهم للثوره المصريه التي اطاحت بحكم الاخوان في مصر ؟؟!! علق احدهم مع ان الاردن سارع من عدة سنوات !! ؟؟ لتجهيز البنيه التحتيه لهذه النوعية من الهجرات !! ببناء المراكز التجاريه الضخمة في منطقة العاصمه لاستيعابهم ومنها في منطقة العبدلي وعبدون والرابية والعقبة وتحهيز وتوسيع مطاره الدولي وتوسيع الميناء البحري وبناء الجامعات و اقامة المنتجعات السياحية !!؟؟ يبقى تساؤلهم في النهاية من يستطيع تخيل وضع الاردن في بحر هذه العواصف المحيطه به شرقا وغربا وشمالا وجنوبا .حتى لو تم دعم اقتصادها واصبح مركز حر كسنعافورة الشرق الاوسط ؟؟؟!!!!

2) تعليق بواسطة :
10-07-2013 05:38 AM

.
-- هذا الربيع صممته امريكا على قياس الجمهوريات العربيه لتحديث قياداتها المواليه لها اصلا و لن يتضمن ايه مملكه او إمارة.

-- لذلك نرى ان الحراكات في الممالك و الإمارات لا وزن لها على الارض لأنها غير معززه كحراكات الجمهوريات بدعم لوجستي مالي سياسي إعلامي مع تغطيه من قيادات جُهزت مسبقا لتولي إداره الأجهزه الأمنيه و العسكريه.

-- ربيع الممالك و الإمارات ستنظمه امريكا لاحقا ولكن على اسس مغايره تماما لأن الهدف مختلف.

-- فالممالك و الإمارات تملك ثروات بالترليونات و لا بد ان يتم التحضير القانوني للإستياء السهل عليها و الإتفاق المسبق ما بين الدول الكبرى على الحصص كي لا تعطل إحداها جهود الأخرى.

-- من الدلائل المقلقه على التحضير لربيع الممالك و الإمارات هو انه تم إقناع الاسر الحاكمه التي كانت قريبه من شعوبها عبر علاقه ابويه رعويه ذكيه بأن الحداثه تقتضي تنظيم العلاقه مع الشعب لتصبخ علاقه حاكم و محكوم وهي كلمه حق يراد بها باطل.

-- و لعل اخطر الظواهر هو بدء تسليم إداره اجهزه امنيه و ادوار ميدانيه قمعيه ذات تماس مباشر مع الجماهير لأعضاء من الاسر الحاكمه لتنميه تباعد فيما بين الاسر الحاكمه و بين الشعب الذي لا زال ينظر لها كحكم لا كطرف آخر .و يحتاج ربيع الممالك و الإمارات كأهم عناصر نجاحه الى فصم هذه العلاقه و تغيير ديناميكيتها

.

3) تعليق بواسطة :
10-07-2013 09:20 AM

بالنسبة للاجئين؛ سيكون النظام الأردني سعيدا لو أرسلت مصر مليون لاجئ. لأنك تعلم يا أستاذ فهد أن الأردن بُني ويعيش على مآسي الآخرين واللاجئين.

أما بالنسبة للإستقرار؛ إذا أراد الأردن أن يحافظ على إستقراره النسيي عليه وضع قيادات الإخوان من الصفوف الأولى والثانية والثالثة في حاويات وإغراقها في البحر.

4) تعليق بواسطة :
10-07-2013 10:42 AM

الاردن مخطط له ان يصبح "مكب نفايات" اللاجئين القادمين في الموجة التالية. اقول نفايات، لأن الاردن لا يلجأ لها الا من لا يملك خياراً آخر. هذا ما حدث في كل موجات اللجؤ، ما بيجيبولنا الا حثالة الناس لنزداد حثالة على حثالتنا. و بصراحة، نحن شعب (كما هو واضح) لا نستحق افضل!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012