أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


هل تفضلون الطبق المصري أم المغربي؟

بقلم : فهد الخيطان
13-07-2013 03:04 AM
يقترب تحالف الإسلاميين والليبراليين في المغرب من الانهيار، بعد استقالة خمسة من وزراء حزب الاستقلال، ثاني أكبر الأحزاب في البرلمان. لكن هذا التطور الذي يعد انتكاسة لتجربة المغرب في التحول الديمقراطي، لا يحمل في طياته أي تهديد لاستقرار المملكة، ومسار الإصلاحات الذي استبقت فيه المغرب موجات التغيير الثوري في العالم العربي. الخيارات المطروحة أمام الفرقاء السياسيين هي إما انتخابات مبكرة، أو دخول شريك جديد في الحكومة بدلا من حزب الاستقلال. سوى ذلك من الاحتمالات الانقلابية أو الثورات الشعبية ليس واردا في حسابات أي من الأطراف. ومرد ذلك ببساطة وجود إجماع وطني على ثوابت الحكم الملكي، وتوافق على قواعد اللعبة السياسية.

باستثناء المغرب، لم تشهد دول 'الربيع العربي' حالة استقرار تتيح للقوى السياسية إنجاز التحولات المطلوبة في المرحلة الانتقالية؛ تونس في طور المحاولة، ليبيا غارقة في فوضى السلاح والصراع القبلي، ومصر التي كان يعول عليها في تقديم نموذج ريادي تواجه مصيرا غامضا بعد عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي. أما اليمن، فاكتفى بتغيير رأس النظام.

الأردن أجرى سلسلة من الإصلاحات لا يمكن القول إنها جوهرية، تنقسم القوى السياسية حولها. لكنه رغم ذلك حافظ على درجة متقدمة من الاستقرار. والسبب هو أن القوى بمختلف تلاوينها السياسية والاجتماعية، ما تزال مجمعة على النظام الملكي، وإن اختلفت حول صلاحيات الملك في الدستور.

المثلب الوحيد في التجربة الأردنية مقارنة بالمغربية، هو أن الأخيرة نجحت في دمج الإسلاميين في عملية الإصلاح الديمقراطي، لا بل استلموا أول حكومة برلمانية بعد تعديل الدستور. هناك فروق جوهرية بين إسلاميي المغرب وأقرانهم في الأردن؛ المغاربة أكثر استقلالا عن منظومة الإخوان المسلمين العالمية، ويحملون تصورات أكثر تطورا حيال التنوع في المجتمع والحريات العامة، ناهيك عن تراث المغرب الحزبي الذي يتفوق بدرجات على تراثنا. الذي حصل في المغرب أن طرفي المعادلة؛ الإسلاميين والدولة، حسما خياراتهما بكل وضوح، وصاغا قواعد لعبة تتسع للجميع، وتحت مظلة الملك. ذلك لم يحدث في الأردن؛ لا مع الإسلاميين ولا مع غيرهم من قوى، بكل أسف. ولهذا، يُنظر للأردن كنموذج لبلد مستقر، وليس نموذجا يحتذى للإصلاح، وبين الأمرين فرق كبير. رغم ذلك كله، فإن ميزة الملكية في الأردن تمنحه القدرة على الاستدراك في المستقبل. وفي ضوء ما حصل في مصر، ستقف نخب الحكم أمام خيارين: تداول سلمي على الطريقة المغربية، أم ديمقراطية تستثني الإسلاميين على غرار ثورة 30 يونيو في مصر. النموذج المصري، على فرض نجاحه، يلاعب عقول الكثيرين في الأردن. أصحاب هذا الرأي يعتقدون أنه في حال اجتازت التجربة المصرية مرحلة الاختبار الصعبة، وتمكن المصريون من بناء ديمقراطية بدون مشاركة الإسلاميين، فما المانع من الأخذ بتجربة الأشقاء هنا في الأردن، والمضي ببرنامج الإصلاح الحالي بدون 'استجداء' الإسلاميين للمشاركة؟!

بيد أن أنصار هذا الرأي يتجاهلون أمرا جوهريا في الحالة المصرية، وهو أن ما يجري في مصر هو في الأساس حاصل ثورة شعبية أطاحت بالحكم. ولولا سقوط نظام مبارك في 25 يناير، لما كانت هناك هبة شعبية ثانية في 30 يونيو، بينما النموذج المغربي كان نتيجة عملية إصلاح سلمية وتوافقية قادها النظام الملكي. إزاء وضع كهذا، وبما أننا في شهر رمضان نسأل: هل يقدم عاقل على التفكير بالطبق المصري في حالتنا الأردنية، أم بالطبق المغربي؟

الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-07-2013 04:35 AM

الشعب المغربي هم مغاربه ، والشعب المصري هم مصريين ... ، اما الشعب الاردني هم خليط لا ندري اذا كانت حقيقة ان 50% من من تعداد سكانه من الجذور الاردنيه ؟؟ !! لهذا من العبث ان تطبق اي قاعدة عليه تم او يتم تطبيقها على الشعوب العربية الاخرى لا وجود لقاعدة مغربي فلسطيني او مصري فلسطيني ولا وجود لوطن بديل تستغل ؟؟؟.
لهذا نظامنا مطمئن البال وعال العال وماخذ راحته في الاصلاحات يرسمها كيفما يشاء وبالاسلوب الذي يفرضة !! حتى حزب الاخوان نفس النموذج يستغل باضعافه وتفتيته ، نظامنا الدية عصي وجزرات كثيرة ومتنوعة يرميها للشعب تنسيه وتلهيه وتكسبه الوقت اللازم لامتصاص اي حراك ومطالب !! و اكبر برهان مقالك في الامس عندما ذكرت به مفاخرا " ما من زعيم في دول الجوار العربي غير الملك عبدالله الثاني يستطيع أن يغادر بلاده في زيارة أو إجازة خارجية، لا بل إن عناوين معظمهم داخل بلدانهم أصبحت مجهولة !!! ؟؟؟.

2) تعليق بواسطة :
13-07-2013 12:43 PM

الكاتب انت تقارن وتقارب بين دول فيها شعوب ولا مجال للمقارنة الاردن ليست الا نظام حكم يحكم اقليات غير متحابة بعنوان الوحدة الوطنية لخدمة المشروع الصهيوني فلا ينفع اي نمط الا ان تلز الاردنيين على الطور

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012