أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


دعونا نفكر في مصيرنا

بقلم : نبيل غيشان
13-07-2013 11:55 PM
التغيير في العقول والساحات هائل، والزلزال ما زال يُفرّخ هزات ارتدادية مُخيفة

يحاول بعض الأردنيين أن يحشر أنفه في كل حدث يقع في الإقليم أو حتى الساحة الدولة، وكأننا دولة عظمى، يمكن لها أن تلعب كما تشاء، هؤلاء يتوهمون أدورا ليست لهم ويحشرون أنوفهم في ما لا يعنيهم، ويحاولون جرّنا إلى ساحات ليست لنا، لكن الأحداث حولنا أثبتت أن من لعب أدورا ليست له وأخذ أحْجامًا أكبر من حجمه الطبيعي، اضطر في النهاية إلى دفع ثمن خطاياه.
مِن حقّنا أن نسأل إلى أين نحن ذاهبون؟ ما هي أهدافنا؟ ما هي أساليبنا ؟ هل نبقى نقلد الآخرين أم نصنع نموذجًا جديدًا ؟ أليست هنالك تجارب حولنا تثير التساؤلات والشكوك حول طبيعة التغيير؟ هل اهتدى الثائرون في الشوارع العربية سِلْمًا أم حربًا إلى النموذج الأمثل للإصلاح والديمقراطية؟
التغيير في العقول والساحات هائل، والزلزال الذي ضرب الإقليم كبير وما زال يُفَرِّخ هزات ارتدادية مخيفة، لا أحد راض عن وضعه، فالأقوياء ما زالوا يحاولون الانقضاض على الضعفاء، لا أحد يقبل 'بقسمته' ثمة من يفكر في خرائط الإقليم، هل هي عادلة؟ هل الحدود التي رسمت على عجل قاردة على الاستمرار؟ هل تلبي مصالح الكبار؟ هل تغيير الخرائط وهل إجراءات 'الطلاق' سهلة؟
هنا يأتي دورنا في الأردن،كيف نحافظ على بلدنا؟ كيف نقوي أنفسنا ؟ وهذا لا علاقة له بدرجة الرضا؟ فالأساس في المجتمعات التوافق والاتفاق الوطني العام على الأهداف. هل نحن متفقون ؟ ما هي مشاكلنا ؟ ما هي أهدافنا ؟
لا أحد يستطيع الإجابة بنعم، ولا يوجد نظام يستطيع الادعاء بالقوة والمنعة ولا توجد فئة أو فرد يمتلك الحقيقة المطلقة، فقد اعترضنا رياح' العاصفة' وصمدنا نظامًا وشعبًا، فالنظام ليس دمويًا وأجهزته الأمنية ليست قمعية ولم توغل في دماء الناس، وكذلك الأردنيون متسامحون وقد تعلموا من الاحداث حولهم، واتعظوا من صور الدمار والدماء وخبروا نتائج الفوضى ونهاياتها.
المهم كيف نسير وفي أي اتجاه؟
نعم ثمة مشاكل كبيرة وثمة هموم ومطالب أكبر، الاصلاح أهمها، ومحاربة الفساد أول طريقها وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين آخرها، لكن الديمقراطية وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار تحصن الممارسة السياسية اليومية من الوقوع في الخطأ أو الاستبداد ، لكن الأمن والاستقرار هما البوصلة التي لا نختلف عليها وهي رأسمالنا الذي لا نغامر فيه.
وهنا يأتي دور المواطن في الدولة بالحفاظ عليها ؛ لأنها ظاهرة لا تتكرر في التاريخ، كما أن نشأتها بالأصل لها أسباب وظروف تاريخية واقتصادية وسياسية قد لا تتأتى ثانية، ففقدان الدولة استقلالها أو سيادتها أو قرارها ـ لا سمح الله ـ قد يؤدي إلى ضياع مستقبل أبنائها وبناتها و إنجازاتهم.
والمحافظة على الدولة، لا يأتي بالتفرد أو العناد ورفض الآخر، بل شرطه الأساسي الحوار والتوافق الوطني لأنه الكفيل بالحفاظ على الوطن وانجازاته وهذا لا يلغي مشروعية الاحتجاج كحق للمواطن، وحق الأخير على الدولة بالاستماع إليه وتلبية الممكن من مطالبه .
والثقة بالشعب والوطن وقيادته هي أساس الإنجاز والاستمرار به، فالاستقلال ليس نشيدًا وطنيًا وعلمًا خفاقًا وجواز سفر وطوابع بريد ومقاعد برلمان، بل هو بناء مؤسسات قادرة على الدفاع عن سيادة الدولة ونظامها السياسي وأمن الشعب وحريته، والتحديث يعني بناء منظومة تقوي المناعة الوطنية للوقوف في وجه المؤامرات الداخلية والخارجية.
إن الاتعاظ مما يجري من حولنا مهم، وكذلك لا بد من مراجعة النفس حكومة وبرلمانًا واحزابًا وافرادًا وجماعات من أجل بناء توافق وطني يحمي الاستقرار ويقوي البناء الداخلي في وجه العواصف.(العرب اليوم)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-07-2013 12:38 PM

"ففقدان الدولة استقلالها أو سيادتها أو قرارها ـ لا سمح الله ـ قد يؤدي إلى ضياع مستقبل أبنائها وبناتها و إنجازاتهم."
هذا ما نحيا يا هذا منذ اكثر من نصف قرن، فبم تخوفونا بالضبط..؟!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012