أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


عندما ينقشع الضباب

بقلم : د. رحيّل غرايبة
16-07-2013 11:49 PM
الفرح الغامر الذي ساد أوساط الكيان الصهيوني، وكذلك المنظومة الإقليمية التي تدور في فلك السيد الأمريكي، بسبب نجاح الانقلاب العسكري على الديمقراطية الوليدة في مصر، وعدم قدرتهم على كبت مشاعر الغبطة الزائدة التي تجلت بمجموعة خطوات فعليّة كبيرة وواضحة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والإعلامي، ما قد أسهم في سرعة انقشاع الضباب الذي خيم على المكان، وعطل الرؤية لبرهة من الوقت، أدى إلى وقوع عدد كبير من الناس في مصيدة الخديعة الكبرى.
زيارة (وليم بيرنز) المبعوث الأمريكي لمصر لإعلان الدعم والمباركة المقرونة بالمطالبة بالعمل على العودة السريعة إلى الحكومة المنتخبة، دليل واضح على الدور الأمريكي في هذا الانقلاب المدبّر الذي جرى الإعداد له بالتعاون مع عدد من دول الإقليم العربي عبر تشكيل خلية مكونة من أجهزة الاستخبارات لهذه الدول التي قادت المخطط بالمشاركة مع بعض الشخصيات المصرية المعروفة، والتي بدأت عملها منذ عدة أشهر.
مركز أبحاث الأمن القومي 'الإسرائيلي' الذي يعد أهم مراكز الدراسات الاستراتيجية المعتمدة لدى الحكومات 'الاسرائيلية' في بيان المواقف والسياسات التي يجب اتخاذها في معالجة الأحداث والتحولات الجارية على الصعيد السياسي، قد أقدم مؤخراً على نشر مجموعة من التوصيات التي توصل إليها كبار الباحثين بخصوص الحدث المصري الأخير، وقد نشرت على النسخة العبرية لموقع المركز، كما عرضها الباحث العربي المختص د.صالح النعامي.
أشارت الدراسة إلى الهدف 'الاسرائيلي' المتمثل بالعمل على تشكيل نظام علماني ليبرالي يتولى إدارة الدولة المصرية بفعالية، ويملك القدرة على مواجهة الحركات المتطرفة في مصر، وفي سيناء على وجه الخصوص، من دون عوائق أيدولوجية، وهذا يتطلب مجموعة من الخطوات، ومنها:
أولاً: تعزيز أواصر التعاون مع الجيش المصري، ورفع مستوى التنسيق مع قيادته، وتمكينه من دفع أعداد متزايدة من قواته إلى سيناء، ولو تجاوز ذلك بعض بنود معاهدة كامب ديفيد، وذلك من أجل تمكين الجيش المصري في إحكام سيطرته على المجموعات المتطرفة التي تهدد الأمن 'الإسرائيلي'، ومن أجل التصدي لعمليات تهريب السلاح إلى غزة.
ثانياً: يتوجب على 'اسرائيل' أن تبذل جهوداً من أجل تواصل الدعم الأمريكي والغربي للجيش المصري، ودعم الاقتصاد المصري عن طريق تكثيف المساعدات المصرفية للحيلولة دون انهيار حكم العسكر الجديد، ومساعدته على تقليص البطالة وحل المشكلات المعيشية للشعب المصري للحيلولة دون نمو بذور التطرف في الريف والمدن المصرية.
ثالثاً: تشجيع دول الإقليم العربي ولا سيما الدول الخليجية على تقديم الدعم الكافي للحكم الجديد في مصر، من أجل مواجهة النفوذ المتزايد للإخوان المسلمين الذي يهدد هذه الأنظمة، والذي يشكل تحدياً استراتيجياً لدول المنطقة، والعمل على تطوير التعاون معها في مواجهة التحالف الايراني.
رابعاً: على صناع القرار في تل أبيب البحث عن قنوات الاتصال مع مفجري الثورة التي استطاعت إطاحة حكم مرسي، وذلك من خلال تقديم الخبرة الاسرائيلية في معالجة القضايا الاقتصادية الملحة، مع مراعاة ضيق الهامش المتاح الذي يسمح بالمناورة 'الإسرائيلية' والتأثير في الخارطة الحزبية على الساحة المصرية.
خامساً: لقد خدمت التحولات الأخيرة في مصر دولة اسرائيل بشكل كبير، لأنها مثلت ضربة قوية لحركة حماس التي فقدت مرتكزها الأيدولوجي والسياسي الأبرز، خاصة بعد فقد مركزها في دمشق، والضعف الملحوظ الذي اصاب علاقتها بإيران وحزب الله، ولذلك يجب أن تعمل 'اسرائيل' على تنمية مشاعر العداء لحركة حماس في أوساط الشعب المصري، والأوساط السياسية والإعلامية المصرية.
ومن المعروف أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بذل جهوداً كبيرة في إقناع الإدارة الامريكية بعدم اعتبار ما حدث في مصر انقلاباً عسكرياً، حتى لا يكون ذلك عائقاً قانونياً أمام مواصلة الدعم الأمريكي للجيش المصري.
هذا بعض ما جاء في تقرير مركز أبحاث الأمن القومي 'الإسرائيلي'، الذي سوف يسهم في انقشاع الضباب الذي يلف الحدث المصري، إضافة إلى ما يجري فعلاً من خطوات فعلية تكشف الحقائق المخفية أمام الجماهير المصرية والعربية التي بدأت تتحول تدريجياً، بشكل ملحوظ نحو تأييد الشرعية الدستورية التي تم التحايل عليها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-07-2013 02:45 AM

اكيد مش متسحر مبارح واكيج انك بتتابع مطرب الثوره صفوت حجازي.....خلاص عموه--اخوان بححححححححححح

2) تعليق بواسطة :
17-07-2013 05:37 AM

لا ادري عن اي فرح غامر يتحدث الغرايبة اصاب امريكا والغرب بعزل مرسي؟!! ما نراه ان امريكا والغرب وفي كل يوم يطالبون بعودة مرسي ويدينون الارادة الشعبية المصرية التي خرجت لعزل مرسي...هل يريد الاخوان وهم في غمرة تحالفهم المكشوف مع امريكا ان يقنعونا بان حليفتهم سعيدة بانهيارهم!! التاريخ يثبت والايام تؤكد يوما بعد يوم مدى الارتباط الوثيق بين الاخوان وامريكا سواء من ايام افغانستان والسوفيات ومن بعدهم حلف الشمال الذي حارب مع امريكا ضد ابن لادن بقيادة الاخوان او تحالفهم معها في ليبيا والعراق والان تحالفهم معها في سوريا ومصر...الاخوان مشكلتهم انهم يظنون ان الناس ما زالت تصدق الغطاء الديني الذي يمارسون السياسة من خلاله...تلك الايام ولت والعيال كبرت وانكشفوا وسقطوا الى غير رجعة

3) تعليق بواسطة :
17-07-2013 11:08 AM

يا شيخ طيب هو الاخوان لما نزلو للساحه ما كانو عارفين شو المحيط فيهم داخليا وخارجيا وللا بس حاقدين على عبد الناصر" وما ادراك ما الستينات" طيب ما يستفيدو من تجربته مجرد انه فكر يكون عنده قرار سيادي تعرض لعدوان ثلاثي وهجوم بكافة الوسائل من الرجعيه العربية اللي لا زالت فاعله ومن الحلف الغربي حتى اسقطوه "حتى شعبيا بعد حين" في 67 ومن ثم عندما لم ينفع سموه وأتو بالسادات اللي فهم اللعبه وكذلك الذي حصل مع صدام حسين ويا سيدي بتقدر تقول مع النظام السوري مع انك رح ترفض هالكلام بس مو مشكله وسلامتك يا شيخ بدك تفهم اللعبة مش قاعدين لسا بنكتشف فيها وبنكتشفها عن طريق معهد ابحاث القومي الاسرائلي وعظم الله اجركم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012