أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


متى يأتي «ربيع الإخوان المسلمين»؟

بقلم : باتر محمد علي وردم
21-07-2013 01:59 AM
لو كانت لدينا طموحات قليلة في أن يتمكن الأخوان المسلمون في الأردن من الاستفادة من التجربة التي مر بها أخوانهم في مصر خلال سنة من الحكم عن طريق تغيير طريقة تفكيرهم الانعزالية والاتهامية والإقصائية فإنها اختفت مع صدور التصريحات الأولى للمراقب العام ونائبه. التصريحات التي صدرت عن أخوان الأردن تتراوح ما بين عدم القدرة على رؤية الأحداث من خلال تصور ما حدث بأنه مؤامرة، إلى السوريالية التي ظهرت من خلال تصريح يصف السنة التي عاشها الشعب المصري تحت حكم السيد محمد مرسي بأنها تشبه حكم الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز!
يا أرحم الراحمين، لو كان عهدا شبيها بعمر بن عبد العزيز جعل عشرات الملايين من المصريين يخرجون للشوارع للتخلص من الرئيس فكيف سيكون الحال لو كان العهد يشبه الحجاج بن يوسف الثقفي أو يزيد بن معاوية؟ لقد بات واضحا أن جماعة الأخوان المسلمين في مصر والأردن وكافة أنحاء العالم العربي (ربما باستثناء تونس) باتت بحاجة إلى ربيع عربي أشبه بما تعرضت له الأنظمة العربية.
في بعض الحالات تمكنت الأنظمة العربية من استيعاب الضغط الشعبي وتغير الحقائق السياسية والاجتماعية وبالتالي حدث تغيير جذري في الخطاب السياسي وطريقة الإدارة، ولكن في منظومة الأخوان المسلمين المتصلبة والقاسية لا يزال التفكير التقليدي الذي يعتمد على نظرية أن الأخوان هم الجماعة الناجية والتي تمتلك الحق المطلق وهي التي تقود أمة الإسلام وكل انتقاد لها هو مؤامرة مدفوعة الأجر، بينما لا يوجد إقرار بالأخطاء في الإدارة والنظرة إلى العالم.
لا يزال الاخوان المسلمين في الأردن غير قادرين على فهم ثلاثة حقائق اساسية في الحالة المصرية. يمكن لهم أن يتحدثوا كثيرا عما يصفونه “الإنقلاب” والمؤامرات والتضليل الإعلامي ولكن لا يمكن تجاوز هذه الحقائق الثلاثة وهي:
1- فشل الرئيس مرسي والأخوان في إدارة الدولة المصرية وقدرتهم على صناعة منظومة متكاملة من الأعداء نتيجة سلوكهم الإقصائي 2- من خرج إلى الشوارع ضدهم هم الشعب المصري وليس شعبا من الفضاء الخارجي أو ملايين من العملاء 3- محمد مرسي لن يعود رئيسا للجمهورية لأنه غير قادر على بسط سلطته على أحد لا الدولة البيروقراطية ولا الجيش ولا الشرطة ولا القضاء ولا المجتمع المدني ولا القطاع الخاص ولا المثقفين ولا المجتمع المدني. لا عودة إلى الوراء.
طالما بقي الأخوان المسلمين متمسكين بموقف الصراع بين الأخيار (هم) والأشرار (الآخرين) لن يصلوا إلى أكثر من كونهم حزبا سياسيا معارضا له قاعدة جماهيرية مؤثرة وبارع في النقد ولكن غير قادر على جمع الناس حوله ولا ممارسة دور قيادي في الإصلاح. الأخوان كمؤسسة اجتماعية سياسية عريقة في الأردن بحاجة إلى استعادة الدور الإيجابي الذي لعبوه في عقود كثيرة ماضية نتيجة النظرة طويلة الأمد والرؤية الصحيحة التي حملتها قياداتهم تجاه الدولة والمشاركة الايجابية في صناعة القرار وعدم صنع الانقسامات والتوتر.
إذا كان الأخوان يريدون البقاء في مربع المعارضة ولعب دور الضحية فهنيئا لهم ولا داعي لتطوير خطابهم السياسي أما إذا كانوا يهدفون للمشاركة في صناعة القرار يوما ما فلا يمكن الاستمرار بهذا النمط الانعزالي والإقصائي في التفكير ولا بد من حالة ربيع فكري وسياسي وإداري في هذه الحركة تجعلهم قادرين على لعب دور الشريك البناء لا الناقد المثير للانقسام والتوتر. (الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-07-2013 04:42 AM

1) ينطلق الكاتب من نضريه " انكار حدوث الأنقلاب العسكري في مصر" وينكر حدوث المؤامرة على الرئيس مرسي , وأن كان كذلك فكيف يفسَر استمرار سبعه وزراء من حكومه الدكتور مرسي في الحكومه الجديدة وتقديم الخدمات للجمهور في نفس تلك الوزارات التي استمر وزرائها (كهرباء ,بنزين, خدمات الشرطه) ؟؟؟ وهل كان الرئيس مرسي هو المسؤول المباشر عن تردي الخدمات في تلك الوزارات أم الوزراء أنفسهم ,فلماذا عندما استمروا بعد الأنقلاب أعادوا الخدمات التي عملوا على حجبها عن الناس .
2) يحاكي انقلاب الجيش المصري أنقلاب الجيش التركي عام 71 ,والشهير تاريخيا" بأنقلاب الأنذار" coup by memorandum حيث وجه قائد الجيش التركي انذارا لرئيس الحكومه وانقلب الجيش بعدها على الحكومه المدنيه , وكان رئيس هيئه الأركان التركي هو الحاكم الفعلي رغم تنصيب واجهه حكومه مدنيه.
3) تم فرض حاله الطواريء في تركيا ووضع الألأف الأتراك في الأعتقال وقتل وخطف واختفى الكثيرين في تلك الفترة من حكم العسكر .
4) اسست تلك الفترة للضهور القوي للحركه الأسلاميه في تركيا والتي أكتسبت مناصرين ومتعاطفين كثيرين ووصلت للحكم في الجمهوريه التركيه .
5) المشهد في مصر لم ينتهي , بل أبتدأ .

2) تعليق بواسطة :
21-07-2013 10:41 AM

كلام موزون ونظرة صائبة لحال الاخوان وسياستهم ونظرتهم..على الاخوان ان ينظروا للحقائق كما هي وليس كما يريدون ان يروها..عليهم الخروج من لطمياتهم واتعليق فشلهم على المؤامرة الكونية التي مللنا من سماعها..المشكلة فيهم وليس في الاخرين

3) تعليق بواسطة :
21-07-2013 11:23 AM

الاردن مش بحاجة لحزب ينظم اموره الاردن قوي بقيادته الهاشمية والمخلصين من شعبه.

الله يقوي الاجهزة الامنيه لحماية شعوبهم.

4) تعليق بواسطة :
21-07-2013 02:48 PM

أشكر عناد الحويطات على تعليقه ، ولا شك أن الكاتب يحاول أن يكون منصفا ولكن لم يستطع إلا ؟أن يتجنى ..النصيحة التي ينبغي سماعها أن الانقلاب مفبرك والحقيقة لا تغطى بغربال ، وبديل مرسي عودة نظام مبارك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012