أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


الوسط الاسلامي يطلق مبادرة «لم الشمل»

بقلم : حسين الرواشدة
23-07-2013 01:13 AM
أطلق حزب الوسط الاسلامي مبادرة “للم الشمل” الوطني، وأكد في كلمة القاها امينه العام النائب مدالله الطراونة خلال مائدة افطار حضرها نحو الف من الشخصيات السياسية والاعلامية ان الحزب يستشعر خطورة “الازمة” التي يمر بها بلدنا، وان حالة “السكون” السياسي والشعبي لا تعبر عن رضا الناس عن الاوضاع الصعبة وانما تعكس هواجسهم ومخاوفهم من انتقال عدوى الفوضى التي دبّت في محيطهم، وانعكاسها عليهم، مما يوجب على القوى السياسية الفاعلة ان تدفع باتجاه فتح “القنوات” المسدودة، والتفاهم على “خطة عمل” محددة زمنيا، بضمانات مباشرة وصريحة، للخروج من هذه المرحلة نحو مرحلة انتقالية عنوانها “الاصلاح” بمشاركة الجميع وبدون استثناء.
حين سألت النائب مدالله الطراونة عن ملامح هذه المبادرة ذكر لي بان الحزب بدأ فعلا بالاستعداد لاطلاق “حوار وطني” وهو الآن بصدد تشكيل ثلاث لجان: واحدة لمناقشة المحور القانوني والثانية للمحور الاقتصادي والثالثة للمحور السياسي ، بحيث يشارك في كل لجنة “نخبة” من المختصين والكفاءات الوطنية التي تحظى باحترام الجميع، وبعد ان تقدم هذه اللجان اقتراحاتها وتوصياتها سيصار الى اعداد وثيقة “لمشروع وطني للاصلاح” ستعرض على طاولة “حوار تضم ممثلين من كافة اطياف القوى السياسية والاجتماعية لمناقشتها تمهيدا لعرضها على مؤتمر وطني بمشاركة نحو الف من كبار الشخصيات التي تمثل المجتمع الاردني، وبعد اقرارها سيتم اشهارها في مؤتمر صحفي على اعتبار انها تمثل “المطالب الشعبية” المطلوب تنفيذها وفق آليات واضحة ومحددة وملزمة لكافة الاطراف.
سألته هل سيتبنى الحزب هذه المبادرة ام انها ستحظى “بغطاء” برلماني او رسمي، فقال بان الباب ما زال مفتوحا للتوافق على مظلة لهذه المبادرة، والحزب مستعد لتلبيتها لكن لا مانع لديه اذا ما وجد ان ثمة توافقا على توسيع هذه “المظلة” وبموافقة الجميع على توسيعها لتمثيل الدولة الاردنية بكافة مؤسساتها الرسمية والشعبية وقواها السياسية والاجتماعية المختلفة خاصة اذا ما كان ذلك سيتم بلا شروط مسبقة وبلا استقواء من اي طرف على الطرف الآخر، لان مشاركة الجميع سيضمن الالتزام بالتنفيذ وسيمنح “المبادرة” قوة اخلاقية وسياسية تجعلها “ممثلة” ومعبرة عن مواقف ورغبات الاردنيين في تحديد مشروع الاصلاح الذي يتطلعون اليه.
سألته فيما اذا كان “الحراك” الشعبي سيكون حاضرا في الحوار، فقال: بان “المبادرة” ستدعو ممثلين عن شباب الحراك من كافة المحافظات وسيكونون جزءا من هذه المبادرة، واضاف: لن نستثني احدا، سواء اكانوا من الحركة الاسلامية ام من القوى اليسارية والقومية او من الشخصيات المستقلة وسندفع باتجاه “اقناع” كل من نشعر بانه جزء من “حل المشكلة” للحضور والمشاركة، ونتعهد بأننا سنكون طرفا في الحوار وسنفتح المجال امام الجميع للتوافق على مطالب موحدة وواضحة وهذا –بالطبع- يستدعي مزيدا من الحوارات والتفاهمات للوصول الى “مشتركات” وطنية مقنعة وآليات محددة للتنفيذ.
اضاف النائب الطراونة بان “كتلة” الوسط الاسلامي في البرلمان ستوظف امكانياتها لانجاح هذه المبادرة من خلال تشكيل تحالفات مع “الكتل” الاخرى، وستبحث في امكانية اضفاء صفة او صيغة مقبولة للضغط باتجاه ممارسة البرلمان لدور ما في هذه “المبادرة” يجعلها ملزمة للجميع.
ذكّرني الطراونة بثلاث مسائل مستجدة، احداها ان حزب الوسط الاسلامي انتخب من قبل نحو اسبوعين امينا عاما جديدا وهيئة ادارية ورئيسا لمجلس الشورى وان امانة الحزب بكافة اعضائها بدأت باعداد خطة لتطوير اداء الحزب، وتمكينه من القيام بدور “استثنائي” في دفع حركة الاصلاح وايجاد “حالة” توافقية بالمشاركة مع كافة القوى السياسية، اما المسألة الثانية فهي ان الحزب الذي حاز على اعلى الاصوات في الانتخابات البرلمانية ولديه كتلة تضم نحو 17 نائبا اصبح مطلوبا منه ان يجدد فاعليته واني ستثمر امكانياته لخدمة المجتمع والدولة، وتغيير صورة “الجمود” الحزبي والانشغال بالتفاصيل والمخاوف نحو صورة افضل تقنع الناس بالاحزاب وتدفعهم الى الايمان بالحزبية والانخراط فيها، اما المسألة الاخيرة التي اشار اليها النائب الطراونة فهي ان لدى الحزب “تقديرا” للموقف العام يتضمن تشخيصا دقيقا لما يحدث في المجتمع الاردني من ازمات وما جرى على الصعيد السياسي من تحولات ولما يواجه الاردن وسط هذا المحيط المشتعل من تحديات كما ان لديه ما يلزم من اعتبارات وطنية لطرح مشروع “انقاذ” وطني، يحافظ على منجزات البلد واستقراره ويجنبه العواصف وامتدادات الفوضى وهو لن يتردد في استثمار كل امكانياته بمشاركة الاطراف الحريصة على الاردن لاعادة العافية الى المجتمع ومنع الاستقواء عليه من اي طرف واقناع الجميع “بالنزول” من فوق الشجرة، والعمل معا لبناء الدولة الاردنية على اساس من العدالة والديمقراطية والكرامة.
حين سمعت ما قاله النائب الطراونة قلت في نفسي: ليت ان هذه المبادرة تجد فرصتها للنجاح، فبلدنا احوج ما يكون لصوت “العقلاء” في هذا الزمن الذي دبّ فيه الجنون والحماس وطغى صوتهما على كل صوت.
ما شجعني على اعادة طرح هذه المبادرة هو ان ما حدث في محيطنا العربي، وخاصة في مصر ثم ما جرى من توظيف له، ومن بروز لتيار يدفع نحو المزيد من الانقسام والقطيعة وتحديدا مع الحركة الاسلامية ربما يشكل ارضية مناسبة لاطلاق حوار وطني يأخذنا الى “ملاذات” آمنة ويجنبنا تكرار السيناريوهات المقلقة التي يدفع بعض “المتحمسين” من الاطراف المختلفة اليها دون ادراك لما قد يلحقنا من خسائر، ودون قراءة صادقة لتجربتنا التي تأسس على التوافق وبناء الجسور لا على الصراع والاستفزاز وقلب المراكب.(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-07-2013 02:24 AM

تشكيل لجان للحوار و حوار فى ط.. حوار .!!! و بعدين معاكم يا جماعه ؟

حوار لماذا و على ماذا نتحاور ؟ ما هذه اللفة المتخلفه عن الحوارات . شو القصه بدنا نظل عقود فى حوارات عقيمه و من طرف واحد ؟ اذا لم يستطيع الوسط عمل اى انجاز فالسكوت افضل من اطالة عمر الفساد بطرح حوارات و لجان معروفة النتائج.

من اجل الله اولا و كما تدعون انكم وسط اسلامى و من اجل الوطن ثانيا , استحلفكم بالله يكفى رياءا و مماطله و اضاعة وقت . يكفى ,,كفى .. انتهوا خيرا لكم ..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012