أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


الكذبة الكبيرة!

بقلم : د.محمد ابو رمان
24-07-2013 12:48 AM
ما يحدث اليوم في مصر، هو الردّ الصارم على 'الكذبة الكبيرة' التي كان يردّدها مثقفون وسياسيون عرب خلال الأشهر الماضية، بوجود صفقة 'إخوانية-أميركية'، تقوم على تبادل المصالح والتفاهم حول العديد من الملفات، وعلى رأسها الموقف من إسرائيل والقضية الفلسطينية!الموقف الأميركي المتواطئ مع تدخل الجيش المصري، واعتقال محمد مرسي وقيادات الإخوان، والقيام بإجراءات تعديل الدستور (الذي تمّ إقراره باستفتاء شعبي)، وكل السياسات الإشكالية التي تحدث الآن، تبرهن على أنّ السياسة الأميركية لم تتغيّر تجاه الإسلاميين، بقدر ما تجنّبت الاصطدام معهم عندما جاءت بهم صناديق الاقتراع إلى الحكم في مصر وغيرها من دول.البعض تجاوز الحديث عن صفقة أميركية-إخوانية إلى وصف ذلك بـ'المؤامرة العالمية' ضد سورية والعرب، وأسّس عليها استدارة كبيرة ضد الثورات الديمقراطية على وقع الأحداث السورية وصعود الإسلاميين في الانتخابات. لكنّه اليوم –مثلاً- يصمت عن الانحياز الحقيقي للموقف الأميركي، وأغلبنا يدرك تماماً، ويعرف أنّ الجيش المصري لم يكن ليقدم على هذه الخطوة لو لم يكن قد حصل على 'ضوء أخضر' من الجانب الأميركي.التغيّر الوحيد الذي حدث في الموقف الأميركي في بدايات 'الربيع العربي' تمثّل فقط في قبول 'اختبار' العلاقة مع الإسلاميين الصاعدين، والإنصات للخبراء الأميركيين (من كانوا ينادون بذلك)، تحت وقع انتصار الإسلاميين في الانتخابات الديمقراطية العربية، وتراجع شرعية الأنظمة الحليفة والصديقة.إلاّ أنّ الاختبار الأميركي لم يكتمل، وسرعان ما تهاوت فرضيات القبول بالإسلاميين، وعدنا إلى المقاربة الأميركية التقليدية التي تنظر بعداء نحو الإسلاميين عموماً، بقوة دفع عاملين أساسيين.العامل الأول، الموقف الإسرائيلي المعادي للإخوان المسلمين وللقوى الإسلامية كافة. وهو موقف لا يحتاج إلى قراءة، إذ يبدو واضحا وضوح الشمس. بل لم يدّخر الإعلام الإسرائيلي وخبراء معروفون، مثل باري روبين، جهداً في اتخاذ مواقف حادّة من الرئيس باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية السابقة، بدعوى أنّه تخلّى عن الحليف الأهم لإسرائيل والغرب، حسني مبارك، وأنّه يقف ضد نظام بشار الأسد، بينما البديل هي القوى الإسلامية المتطرفة.لا يمكن فهم السياسة الأميركية في المنطقة بدون 'العامل الإسرائيلي'. والموقف الإسرائيلي من مصر وسورية واضح ومعروف، وهو ما يفسّر المماطلة الأميركية، واللف والدوران، تجاه ما يحدث في سورية، والمباركة العملية للانقلاب العسكري في مصر!العامل الثاني، هم حلفاء أميركا من الدول العربية التي لعبت دوراً ملحوظاً في الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في مصر، وأعادت إحياء 'معسكر الاعتدال'، مع تطوير استراتيجيته لتصبح مزدوجة؛ الأولى، مواجهة ما تعتبره هذه الدول الحلف الأصولي (التركي-القطري-الإخواني)؛ والثانية النفوذ الإيراني- الشيعي في المنطقة.في الفترة الأولى من 'الربيع العربي'، تمكّنت قطر وتركيا من تشكيل قوة ضغط على السياسة الأميركية، لإقناعها بجدوى اختبار العلاقة مع القوى الإسلامية في الحكم، بوصفها القوى الصاعدة في المنطقة. إلاّ أنّ الدفع المضاد الإسرائيلي والعربي أبقى على المعادلة القديمة للمصالح الأميركية في المنطقة.الكذبة الكبيرة تتبدّى بدرجة أكبر في سورية. إذ كشفت السنوات الثلاث الماضية أنّ السبب الرئيس الذي يدفع بالولايات المتحدة والغرب عموماً إلى عدم تقديم الدعم الحقيقي المطلوب للثوّار السوريين يكمن في الخشية من صعود الإسلاميين في اليوم التالي لسقوط نظام الأسد، على قاعدة: 'الشيطان الذي تعرفه أفضل' (بحسب تعبير الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل). وما تزال الاستراتيجية الأميركية محكومة بمنطق 'دعهم يحترقون'؛ أي كل من الإسلاميين و'القاعدة' من جهة، وحزب الله وإيران والنظام السوري من جهة أخرى!m.aburumman@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-07-2013 12:52 AM

اي كذبه يا محلل؟؟ الاترى غضب ان باتيرسون واجتماعها بخيرت الشاطر يوم واحد قبل 30-6؟؟ ياراجل فوق من الطاعه العمياء تبعة الاخوان المجرمين..وليش الموقف الامريكي الان ضد السيسي والجيش المصري..ولا هاي نذبه منان..؟؟ الظاهر انك مش متسحر مبارح..تسحر ففي السحور بركه.....

2) تعليق بواسطة :
24-07-2013 02:13 AM

ما هذه الخلطه السحريه ؟؟ من اين اتيت بها ؟؟

3) تعليق بواسطة :
24-07-2013 09:26 AM

يلخص الكاتب الحالة بكلمات ذكية مصل: اختبار الإسلامين، دعهم يحترقون.

نعم صحيح، الأمريكان أرادوا أن يختبروا ما ظنوه النسخة المعتدلة من الإسلام السياسي بعد معركتهم مع النسخة المُتطرفة المتمثلة بالقاعدة (و التي هي صناعة أمريكية 100% قبل أن تثور عليهم).

وجد الأمريكان أن الإسلام السياسي واحد و هو ملئ بالتطرف و القتال و القتل و العنف و الإقصائية و محاولة فرض اللون الواحد بدون فهم صحيح للمجتمع و حاجاته و العوامل المؤثرة فيه و بدون تقديم بديل إسلامي اقتصادي اجتماعي قادر على ااتعامل مع النظام الاقتصادي و السياسي العالمي.

سياسة الأمريكان "دعهم يحترقون" معناها أنهم لن يتدخلوا في الشأن السوري إلا حين يبدو أن طرفا ًما سيحسم، عندها يمدون الطرف الآخر، فتتساوى المعادلة من جديد، و يطول أمد الحرب، حتى إذا ضعفت الأطراف ضعفا ً شديدا ً أصبحت تسوية يتحكمون فيها أو في في جزء منها مسموحة.

يا جماعة الخير، لماذا ننتظر العون من الأجنبي؟ ماذا ينقصنا لكي نسير أمورنا بأنفسنا؟ لماذا يجب أن نقتل بعض و نعادي بعض و نُضعف بعض ثم نلوم أعداءنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أرى أننا أعداء أنفسنا صدقوني.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012