أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


تهوّر "الإخوان" ولؤم "الغربان"!

بقلم : د.محمد ابو رمان
26-07-2013 01:03 AM
ارتكب الإخوان المسلمون أخطاء فادحة في الحكم، لكنّها لن تُذكر أمام 'خطايا' الوقوع في استدراجهم إلى 'المصيدة الكبرى'؛ أي اختلاق الظروف والحيثيات التي تقول بأنّ 'الجماعة' انزلقت إلى العنف والإرهاب، وخرجت عن المسار السلمي، وصولاً إلى حظرها و'شيطنتها'، وهي الرسالة الثاوية وراء خطاب وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي (أول من أمس).السيسي يحاول في خطابه هذا أن يضع 'الإخوان' بين خيارين: الأول، التراجع عن التصعيد السياسي والشعبي. أمّا الثاني، فهو الانجرار إلى سيناريو صدامي تُرسم معالمه وملامحه بعناية فائقة، مع وجود نخبة من الإعلاميين والمخرجين والأكاديميين المتحالفين مع المؤسسة العسكرية يصوغون معها فصول 'الرواية' الجديدة.هذا الخطاب بمثابة 'حركة' دقيقة على 'الرقعة السياسية'، تتطلب من 'الجماعة' تفكيراً عميقاً، والأهم من ذلك الخروج من أسر 'الصدمة العاطفية' التي ما تزال تشحن خطابها وسلوكها السياسي، في وقت تقف فيه الماكنة الإعلامية والعسكرية والأمنية، والقوى الإقليمية المهمة، والمركز البيروقراطي الكبير، في الخندق المعادي للجماعة.الخطوات المطلوبة فوراً ومباشرةً، بل تأخرت كثيراً، للردّ على خطاب السيسي، تتمثل أولاً، وقبل كل شيء، في التأكيد على قدسية السلم الأهلي والمجتمعي، وعلى سلمية المظاهرات والاحتجاجات بلغةٍ صارمة حادّة، لا تقبل التأويل أو التفسير، وتوجيه ذلك إلى التيار الشعبي المؤيّد للجماعة بالقول إنّ الاحتكاك أو استخدام العنف، حتى ردّاً على الطرف الآخر، يمثّل توريطاً لهذه التحركات الشعبية في السيناريو المعدّ سلفاً، ومن يقومون بذلك مندسون، وهو خيار مرفوض جملةً وتفصيلاً من ائتلاف دعم الشرعية.حتى اليوم الجمعة، من المفترض أن يكون هذا أهم بند من بنود الخطاب الإخواني، لأنّ سيناريو الصدام، وبث حالة من الرعب في المجتمع المصري على الأمن والسلم الأهلي، هي اللعبة التي تتقنها الجيوش والأنظمة بتفوق كبير!إذا كانت الآلة الإعلامية الهائلة المصرية والعربية فشلت في إقناع تيار كبير من الشارع المصري بما حدث بعد '30 يونيو'، فإنّ الوسيلة الأخرى لدفع الشارع والبلاد للقبول عملياً بما وقع، هي وضع المصريين على مفترق طرق؛ إمّا الأمن والسلم الداخلي، أو الفوضى والعنف، ما يعطي الذرائع والمبرّرات لإتمام ما حدث.تأخّر 'الإخوان' وحلفاؤهم كثيراً في 'إدانة' العنف في سيناء، والتأكيد على رفض أي اعتداء على الجيش والأمن والشرطة، وهذا خطأ فادح. بل التبس خطابهم السياسي، ووقع بعض قادتهم في تخبّط، استثمرته الآلة الإعلامية إلى أقصى مدىً. أمّا الآن، فهم مطالبون بموقف واضح وصريح ضد 'ما يحدث في سيناء'، حتى وإن لم يُعجب ذلك جُزءاً من التيار 'الإسلامي' المتحالف اليوم مع 'الإخوان'، وربما يفكّك تحالفهم، إلاّ أنّ وضوح أجندة 'الجماعة' ورسالتها في هذا الموضوع مسألة مفصلية أهم بكثير من بعض الحلفاء!هذا وذاك يطرح أخطاء جانبية أخرى؛ مثل من يتحدث باسم ائتلاف الشرعية. فمن يتم تسليط الضوء الإعلامي عليهم إلى الآن شخصيات منفعلة منفلتة، تقدّم خطاباً يخدم الطرف الآخر، بينما هنالك شخصيات سياسية وإعلامية متزنة، مثل رفيق حبيب 'المفكر القبطي' المعروف، وأكاديميين مرموقين، هم من يستطيعون تقديم خطاب دقيق عقلاني. اللحظة الراهنة منعرج تاريخي ليس فقط على 'إخوان مصر'، أو في المشهد المصري، بل على مستوى المنطقة والمجتمعات العربية والحركات الإسلامية في المشرق العربي. وهي 'معادلة' لا يمكن فصلها عمّا يحدث في سورية ولبنان والعراق، ولا عن المياه التي تجرف 'الربيع العربي' نحو الدماء والفوضى والخراب، لتجريم وتدمير حلم هذه الشعوب والمجتمعات بغدٍ أفضل وحياة كريمة تليق بإنسانيتنا!نبدو الآن كأنّنا وقعنا ما بين تهوّر 'الإخوان' وأخطائهم وتخبّطهم، وبين لؤم 'الغربان' أصحاب أجندات الخراب، الذين يريدون قتل هذا الحلم باستخدام الوسائل غير الأخلاقية والرديئة!m.aburumman@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-07-2013 04:05 AM

1) من الواضح أن السلطه العسكريه في مصر تهدف لخلق الظروف لفرض الأحكام العرفيه وهذا ما يستلزم وصم المطالبين بالشرعيه الدستوريه بالأرهاب بغض النضر عما فعلوا او قالوا .
2) ان انقلاب الجنرال السيسي وخطابه الذي تجاوز به رئيس الجمهوريه الأنتقالي ورئيسه "رئيس الوزراء" في طلب نزول الجماهير ينبىء بالدور المستقبلي الذي يريدة الجنرال السيسي لقائد الجيش وهو( الوصي على رئيس الجمهوريه) ويستلهم بذلك الدور التاريخي الذي لعبه الجيش التركي في الوصايه على علمانيه الدوله , وعلى الأغلب سيسعى الجنرال السيسي لتضمين هذا في الدستور المصري الجديد ليكون الحاكم الفعلي لمصر بغض النضر عن رئيس الجمهوريه .
3) تتصادم رغبه الجنرال السيسي هذة مع طبيعه وتاريخ الشعب المصري المختلف مع التجربه العلمانيه التركيه أو حتى التونسيه ,( فالمجتمع التركي الذي يعيش عمليا في دوله علمانيه منذ ثمانين عاما وتربى على قيًمها والذي تسعى قطاعات كبيرة منه لتصبح تركيا دوله اوربيه ويتشكل هذا من المجتمع من اغلبيه من الطبقى الوسطى )يختلف جذريا عن المجتمع المصري الذي تبلغ نسبه الأميه به اكثر من ثلاثين بالمئه وهو مصَدر تقليدي لمنظري الجماعات الأسلاميه المتشددة والذي اكتسحت به التيارات الدينيه الأنتخابات النيابيه واوصلت مرشحها لرئاسه الجمهوريه . ولهذا فان رغبه السيسي التي اوردها في خطابه في عدم انزال مرشح من التيار الأسلامي لرئاسه الجمهوريه تنبيء بحاله تصادميه عنيفه , فتاريخيا حتى الغازي نابليون بونابارت أدعى الأسلام عندما غزى مصر تفهما للقيم الأسلاميه في ذلك البلد ولم يقم على تحديها .
4) رغم مطالبه الكاتب للمعتصمين في ميدان رابعه بعدم اعطاء الذرائع للفتك بهم الا أن هناك قراءة مختلفه , فخطاب السيسي قرأة الكثيرين في العالم كدعوة صريحه للحرب الأهليه , وعلى الفور أرجأت الولايات المتحدة تسليم الطائرات المقاتله للجيش المصري تعبيراً عن الخوف من حكم المغامرين العسكريين وكذلك طلب الأتحاد الأوروبي اطلاق سراح الرئيس مرسي ويضاف لذلك تعليق عضويه مصر في الأتحاد الأفريقي ,وهي كلها مؤشرات تجعل أي عمل ضد المطالبين بالشرعيه الدستوريه محفوفا بالمخاطر ويجعل ثمن استمرار الحكم العسكري باهظاً على الدوله والشعب المصري .

2) تعليق بواسطة :
26-07-2013 05:27 AM

لم يبق العسكر أمام الإخوان وحلفائهم سوى الصدام. مهلة الجيش الأخيرة لهؤلاء تشبه اغتصاب إمرأة وإجبارها على الزواج بشروط المغتصب ووفقا لقواعده! فهل يستقيم الحال؟ المواجهة قادمة ونهر الدماء يبدأ بقطرة دم سالت بالفعل قطرات! اللهم أنصر من ترى أنه أحق وأجدر بالنصر.

3) تعليق بواسطة :
26-07-2013 11:22 AM

محاولات د. ان يمسك العصا من المنتصف عمل ذكي ولكن ليس دوما صحيحا. من خلال متابعتي لمقالاته. تصل به الامور حتى يكون موضوعيا الى لوي عنق الحقيقة واخراجها من سياقها المنطقي. لاحظوا في بداية مقالته المنشورة يقفز بجملة واحدة عن حقيقة غير مكتملة ليستنتج فكرة يطرحها كحقيقة. ولك يقل لنا كيف كان يحكم الاخوان مصر وهل ما عملوه كان مجرد ارتكاب اخطاء ام نهج لا يجب ان يستمر لانه سيدخل مصر في متاهة التقسم والتفتيت الذي يقوم به نفس النهج ولكن من موقع المطالبة بعودة الشرعية يصرون على انها صندوقية وليست إنجازيه في المرحلة الانتقالية المعروف انها توحد كافة قوى التغيير وليس احتكار الحكم. اسلوب الكاتب رائع وطريقة تفكيره سليمة ولكن...

4) تعليق بواسطة :
26-07-2013 06:07 PM

.
-- ما من تجربه إداريه للإخوان في موقع عام تستحق ان ينظر اليها كنقله نوعيه بل تراحعت مؤسسات تولوا الهيمنه عليها"كالتربيه و التعليم في الأردن" لنهج ساذج يقوم على فكرة سيطر اولا ثم اصلح ثانيا. فتكون النتيجه الإنشغال بالهيمنه وصراعاتها و نعطل الإصلاح.

-- مشكله الإسلاميين هي عدم فهم جوهر رساله رسول الله بفصل الدين عن الدوله لإختلاف معايير الأداء و صفات القائمين بل لتناقض دور قاده الامه مع قاده الدوله.

-- فلقد جعل رسول الله قياده"الامه" في آل بيته و جعل قياده "الدوله" متداوله بالشورى .

-- و لو اراد رسول الله الجمع لأوصى بالحكم لآل بيته من بعده لكنه اراد بالفصل ان يكون قاده "الامه" رقباء على قاده "الدوله" الذين يقتصر دورهم على الأداء الخدمي و يحاسبون على ظاهر افعالهم و إنجازاتهم الملموسه و حزمهم لا على حسن نواياهم و عفوهم كما هو جساب الامه.

-- توحيد الدورين "قياده الامه و الدوله" هو نهج إبتدعه الفراعنه و نقله عنهم بنو اميه لتجنب المراقبه و الحساب و بطشوا ببني هاشم"قادة الامه" بعدما إستجاب علي كرم الله وحهه بعد تردد لرأي زوجته فاطمه و رأي محبيه فقبل رآسه الدوله فأصبح منوطا بدورين متناقضين بما اتاح التنازع الدموي الذي تلاه.

-- و على ذات القياس خطأ الإخوان القاتل .. وإذا ارادوا النجاح فليقتصر دورهم على تعزيز دورهم في قياده الامه والإكتفاء برقابه الدوله مع الدعوه الى حياديتها في معايير اختيار الاشخاص و البرامج حسب الكفاءة الفنيه في خدمه الامه .

-- أطلب من الإخوان قراءه تحليليه لعبقريه عمرو بن العاص كيف دخل مصر و كيف كان اهم اركان نجاحه هو تحالفه مع الاقباط و كيف جعل وزير ماليته قبطي و تجنب مرارا دعوه الخليفه عمر بن الخطاب في عزله .

-- نحج عمر بن العاص في ترسيخ حكم مصر بالحكمه لا بالسيف و هو ما عجز عنه الرومان و الإغريق .

-- و قبل عمرو بن العاص عرف رسول الله اهميه الاقباط فناسبهم حفظا لقدرهم و ليكون اخوال ولده ابراهيم اقباط مصر .

-- سر مصر اقباطها من حالفهم إنتصر ومن عاداهم إنكسر.

.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012