أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


ربيع عربي أم حرب دينية !؟

بقلم : طاهر العدوان
29-07-2013 01:32 AM
تطور الأوضاع في مصر نحو الصدام بين الامن وبين الاخوان المسلمين يأتي بعد فشل المرحلة الانتقالية من حالة ثورة ٢٥ يناير الى قيام الدولة المدنية الديموقراطية ، هذا الفشل يهدد ايضا المرحلة الانتقالية في تونس تحت وقع ضربات الحركات السلفية المتطرفة التي أدى اغتيالها للمعارض محمد البراهمي الى انقسام داخل الجمعية التأسيسية والحكومة ، وان شئت ان تطبق الأمر ذاته على المرحلة الانتقالية في ليبيا فان اليأس من النجاح هو العنوان امام تنامي سلطة الميليشيات .
في مقالات وتحليلات بالصحافة العربية يرى محللون ان كل هذا الفشل في مسار الربيع العربي نحو الديموقراطية مؤشر على انه يوشك ان ينتهي على خراب البلاد والعباد وان ما يجري بالفعل هو إعادة نهوض النظم التي أسقطتها موجات الربيع الأولى في مصر وهناك من يتحدث عن عودة نظام مبارك وفي تونس تسعى تمرد التونسية الى استنساخ التجربة المصرية أما في ليبيا فاشباه القذافي الذين يتجولون في طرابلس وبنغازي انتقلوا من حصار المؤسسات الى الاغتيالات .
تحليلات أخرى ترى ان كل هذه الأحداث هي جزء من طبيعة الزلزال التاريخي الضخم الذي سمي بالربيع العربي على غرار الربيع الأوروبي الذي فجرته الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر فكانت الحروب بين الأنظمة والانقلابات والحروب الداخلية التي أعاد بعضها إمبراطور فرنسا الى الحكم بعد نصف قرن لكن عودته كانت الجسر الذي عبر به الفرنسيون والأوروبيون الى الديموقراطيات بلا رجعة وكما نشهدها اليوم .
لا اعتقد بان القرن الحادي والعشرين بحضارته وتفاعلاته الإنسانية وثورة الاتصال والمعلومات يسمح للربيع العربي ان يستمر نصف قرن من الثورات والدماء ولا هو سيستمر ٣٠ عاما كما كتب توماس فريدمان عندما وصف ما يجري في العالم العربي بانه أشبه بحرب الثلاثين عاما بين الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا في القرن التاسع عشر . قوة الإعلام وحداثة الاتصالات لا تسمح لأي طرف بتنفيذ أهدافه في الظلام وغسل يديه من دماء خصومه ، فالصورة والنقل الحي المباشر للأحداث يضغط بقوة على الزعماء والأطراف للاتجاه نحو الحلول التوافقية وهي تساعد في بناء حشد دولي لمحاصرة وإسقاط من يرتكب الجرائم وكشف الخطأ والصواب في اتجاهات التيارات السياسية .
ما اعتقده ان السنوات الثلاث التي مر بها الربيع العربي أفرزت وجود تيارين رئيسيين يتواجهان بالمنطقة هما تيار الاسلام السياسي وتيار أنصار الدولة العلمانية او المدنية ، وكانت الفرصة كبيرة ومهيأة للإخوان المسلمين في فترة حكمهم لمصر للمبادرة بجسر الفجوة بينهم وبين التيار المدني لكنهم فشلوا ، او استدرجوا الى الفشل وهم مبصرون . والخشية ان يقع أنصار الدولة المدنية بنفس الخطأ فينساقون خلف وهم الحلول الأمنية بما يدفع الى مواجهات مفتوحة لكن دامية هذه المرة مع التيار الإسلامي .
ما طرحه العقلاء والمفكرون المصريون من خطة للخروج من الأزمة وفي مقدمتهم الدكتور سليم العوا وطارق البشري وفهمي هويدي وغيرهم تتضمن أفكاراً توافقية للخروج من الأزمة والعودة الى مسار ديموقراطي يجمع عليه الجميع تكشف عن وجود تيار ثالث سنرى انه سيتزايد في الايام المقبلة ليحرك كل من لا يريد لمصر ان تنزلق الى العنف والتطرف والانقسام . ومثل هذه الأفكار والأطروحات يفترض ان تصدر عن الدول العربية لانه وبالمحصلة امن واستقرار مصر يؤثر إيجابا على المنطقة والعكس صحيح .(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-07-2013 02:26 AM

هي حرب فكرية ثقافية سياسية وشد حبال بين مختلف التيارات، كل يريد الفوز بالسلطة، وكل يدعي أن الربيع العربي هو فرصته، ولن ينال السلطة أي منهم.

السلطة ستكون للقانون بالإنتقال من العقلية الحزبية والشخصية للعقلية المؤسساتية التشريعية، وعلى الأقل بعد 10 سنوات من الربيع العربي، وسيجد الناس عندها أن أفضل قانون وتشريع هو تشريع رب العالمين، يثقافة وفكر عربي اسلامي، لا حزبي ولا قومي ولا شخصي ولا فلان ولا علان، الكل سيقول دائما جملة واحدة وفقط، وهي: ماذا يقول القانون، أو ما هو حكم هذه المسألة في شرع الله؟ وليس ما يقوله الزعيم ولا الحزب.

هذه هي تجربة الحضارات، عشناها بعصورنا الاسلامية الزاهره، وتعيشها الحضارة الأوروبية بنسبية أخلاقية، وتعيشها كل أمة تبحث عن حقيقة أفضل أنظمتها الحياتية.

2) تعليق بواسطة :
29-07-2013 05:56 AM

لو تواجد وعي سياسي وتنازل واكررتنازل ورضا بالتفاعلات الجديدة وثورة المعلوماتية فسنختصر المدة لعشر من السنوات
ان تخلى الفساد السلطوي عن جشعه سينجو ومعه الناس
واللا فدولاب الاحتراب الدموي الداخلي دوارررررر ولن يستثني احدا واسباب احترابات المستقبل اتفه ان تخطر على بال منظومات الحكم الفاسد
لا يعتد احد بمنظومته الامنية المدجدة سوريا بتسع عشرة جهاو امني ها حالها
مصر باجهزتها العتية تونسليبيا
الدمار دقائق
التعمير سنوات
لا ندعي حكمة لكنانشاهد الواقع
الف نوون

3) تعليق بواسطة :
29-07-2013 06:37 AM

لا ادرى كيف يستطيع الاخوان او غيرهم تجسير الفجوة بين الاسلام و التيار المدنى العلمانى ؟؟ و لا اظن احد يسنكيع ذلك , و هذه نتيجه منطقية وواقعية للامور . اما الاسلام و اما العلمانيه .الحق و الباطل لا يجتمعان مهما عملنا من جسور . و ان حصل فرضيا توافق او تجسير فسيكون على حساب احد الطرفين . خصوصا الاسلاميين . لان الاسلام لا يقبل التجزئة وانصاف الحلول . على مبدا خلى شوية عليه و شوىه عليك . هو دين الله سبحانه و تعالى , و ليس بعد الحق الا الضلال .

4) تعليق بواسطة :
29-07-2013 10:26 AM

الى اكاديمي : لا يوجد عصر ذهبي بالمعنى الحالم الذي تتحدث عنه فمثلا الخلافة الراشديه ثلاثه منهم انتهوا بالقتل ؟ والامويين مثل الاستعمار سيد وسوط ؟ والعباسي غسل الارض بدم المخالفين واجتثهم , ثم لم يوجد مجتمع اسلامي بالمعنى المحدد اذ ان المجتمع هو في عاصمة الخلافية وفي الشارع المقابل للقصر والسجن وفي الشوارع الخلفيه كل شيء حلال !! انتم تحلمون بالاسلام وهو غير قابل للتطبيق الحرفي الذي تدعونه ؟ قلي اين تم تطبيقه ؟ في المدينة المنورة التي كان مفتيها (مالك) يشتم السكارى من كثرتهم لدرجة انه وضع كتابا (المعروف )!! يا راجل اخشى ان ثلاثين سنه قليله جدا !!

5) تعليق بواسطة :
29-07-2013 04:28 PM

إلى أخ كركي: كلامك فيه من الصحة ما فيه، تطبيق الإسلام بشكل كامل ومتكامل حكومة ودولة ومجتمع هو قمة ما يهدف إليه الخالق برحمة الناس، ولكن تطبيق الاسلام كتشريع وقانون يحمي الناس ويرشدهم فهو مطبق في المجتمعات الإسلامية فردا وجماعة ودولة بشكل نسبي يزيد وينقص.

لذا فإن مغزى الدين هو تقديم روحية تشريعية وقانونية ربانية تتجاوز رغبات وأهواء الناس، فإن طبق بالكامل فذلك قمة ما يسعى إليه كل تقي وورع ولذلك فاليعمل العاملون.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012