أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


الأردنيون النوابغ!

بقلم : فهد الخيطان
14-08-2013 01:20 AM
تعج صفحات الجرائد اليومية، ومنذ إعلان نتائج الثانوية العامة 'التوجيهي'، بأسماء الآلاف من الطلبة المتفوقين في المدارس الخاصة، تشعر معها أننا نُخرّج كل سنة جيشا من الشباب المبدعين الأذكياء؛ أكثر من 3 آلاف طالب وطالبة معدلاتهم فوق 95، وفي فئة الـ99 هناك المئات ربما.

هل من بلد في العالم المتقدم يدانينا في نسبة المبدعين؟ في اليابان لا يوجد مثل هذا العدد، ولا في ألمانيا!
نحن شعب لا يُخرّج غير المتفوقين؛ ينقل أحد الأصدقاء المطلعين عن مصادر معتمدة أن عدد الطلبة الذين حصلوا على معدل ما بين 50 و55 في عمان لا يزيد على عشرة! ذلك يعني ببساطة أن محدودي الذكاء في بلادنا أقلية لا تذكر، وسط بحر من الشبان النوابغ!

دفعة هذا العام من النوابغ ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ما دام امتحان 'التوجيهي' بصيغته الحالية قائما؛ فقد خرّجنا في السنوات الأخيرة دفعات كثيرة مثلهم. لكن أين اختفى جيش المبدعين هذا؟

كان من المفترض بعد تخريج دفعتين أو ثلاث منهم، أن نحصد شيئا من ثمار عبقريتهم وتفوقهم؛ براءات اختراع، وريادة في علوم الهندسة والطب والتكنولوجيا، ومشاهير في عالم الاقتصاد والمعرفة. لم يلمع اسم أردني منذ سنوات في مجال من المجالات تلك ولا في غيرها.

المبدعون هؤلاء تحولوا إلى جيش من الخريجين، مثلهم مثل باقي خلق الله؛ منهم من يبحث عن فرصة عمل ولا يجدها، ومنهم من التحق بوظيفة روتينية وأغلق باب مكتبه. لا شك في أن قلة منهم حظيت بفرص عمل ممتازة في شركات كبرى، هنا في الأردن وفي دول الخليج العربي، والتحق عدد آخر بجامعات غربية لاستكمال دراساته العليا، وعما قريب سيعود مدرسا في واحدة من جامعاتنا التي تعرفونها. ربما يكون بعضهم نسي أنه كان الأول أو الثاني على المملكة.

يتعين علينا أن نتواضع قليلا؛ صحيح أن بيننا مبدعين كحال شعوب العالم كله، لكن ليس إلى الحد الذي تعكسه نتائج الثانوية العامة. النسبة العالية من أصحاب المعدلات المرتفعة هي محصلة لآلية وطريقة الامتحان، ولا تعكس الواقع الحقيقي لمعدلات الذكاء والتميز. والمؤكد أن تغيير الطريقة سيغير النتائج، وعندها قد يصاب الأردنيون بالإحباط حين يكتشفون أنهم ليسوا شعبا من النوابغ كما كان يخيل لهم.

ذلك بالطبع لا يقلل من قيمتنا أبدا، ولا من قدرتنا على المساهمة في إثراء عالم المعرفة. وليس شرطا أن يحصل طلبتنا على معدلات فوق 99 حتى يكونوا مبدعين في مجالاتهم. المهم أن ينالوا حقهم في تعليم متطور ونقدي، يبني عقولهم بالمعرفة لا بالعلامات؛ عندها تصبح طريق الإبداع مفتوحة أمامهم. الأشخاص الذين أحدثوا فرقا في العلم والمعرفة لم يكونوا من المتفوقين في الدراسة، لكن بلدانهم ومجتمعاتهم وفرت لهم البيئة الملائمة للتميز.
وأود أن أشير هنا إلى أن العديد من الشخصيات الأردنية المتميزة في مختلف المجالات لم يكونوا من المتفوقين في امتحان الثانوية العامة، ومع ذلك نجحوا في إحداث فرق في حياتهم وحياتنا أيضا بما قدموا من خدمات جليلة.

fahed.khitan@alghad.jo
الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-08-2013 01:43 AM

العلم علمان، علم الرواية وعلم الدراية.علم الرواية يعتني بتعيم الأجيال فقط ما يقرأون وحفظ ما يسمعون، وعلم الدراية يعلم الأجيال التفكير بما يقرأون وحفظ أحسن ما يسمعون.

مفهومنا للعلم للأسف هو احفظ ثم أكتب ما حفظت، وأنا أستاذ جامعي أجد صعوبة كبرى في تغيير هذا المفهوم الإجتماعي للعلم والتعليم. اكتشفت أن كثيرا من الطلبة غير المبدعين في المدارس لهم قدرة على فهم المعلومة وتطويرها والإستفادة منها أكثر من الطلبة المبدعين وفق معايير علامات التوجيهي.

لهذا أجد ضرورة تحويل كل الجامعات لجامعات وطنية حكومية وخاصة لأن الطالب المحظوظ بجامعة حكومية ليس بالضرورة أذكى من الطالب المضطر لدخول جامعة خاصة، وهذا المفهوم للأسف ينطلي على بعض الأساتذة الجامعيين الذين يظنون عبثا أنهم من النخبة لأنهم فقط في جامعة حكومية، وساعدته علامته والواسطة والمال الحكومي لتحصيل بعثة لجامعة أمريكية تعني بشكل خاص بطلبتها المبعوثين، فتخرجهم أساتذة جامعات حكومية.

أقترح أيضا توسعة صندوق الطالب لسيشمل طلبة الجامعات الخاصة، فهم أيضا أبناء وطن وأبناء أسر أردنية محرومة.

ليس خطأ خصم 2% من راتب كل مواطن و 1% من أرباح الشركات لتوسعة الصندوق وإعفاء أولياء الأمور من دفع أقساط أبنائهم دفعة واحدة، يمكن أن يدفعوها وفق نظام التأمين العام بأقساط طيلة العمر وليس مرة واحدة، جيل يعلم جيل وهكذا دواليك، وأتمنى سماع الإقتراح وتطبيقة، لكن للأسف ليس هناك من يقرأ وإن قرأوا لا يسمعون، ولنا الله.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012