أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


قبل أن تسقط مصر

بقلم : فهد الخيطان
14-08-2013 10:18 PM
وضعت قوات الأمن المصرية نهاية لاعتصامات المؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي؛ بالقوة فرقت المحتشدين في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وخلفت العملية مئات الضحايا بين قتيل وجريح. المشهد بدا مأساويا، فلم يكن لأحد أن يتخيل أن ربيع المصريين سيكون معمدا بالدم.لكن نهاية المسلسل في 'رابعة' و'النهضة' ليست إلا البداية لمرحلة محفوفة بالمخاطر، بدأت ملامحها بالتشكل قبل أن تنجز قوات الأمن مهمتها في الميدانين. ففي مختلف محافظات مصر، أطلق الإخوان المسلمون موجة من العنف استهدفت المراكز الأمنية والحكومية والكنائس، في ردة فعل أولية على فض الاعتصامين.أعتقد أن هذه الموجة ما هي إلا 'بروفة' لما ستشهده مصر في الفترة المقبلة. ليس في وارد الإخوان المسلمين التسليم بما حصل، وولوج طريق السياسة لاستعادة دورهم في الحياة المصرية؛ ما يزالون على قناعة بأن الجيش اغتصب السلطة منهم، وعليهم أن يكافحوا لاستعادتها. وبما أن وسائل النضال السلمي قد سدت في وجوههم، فما من حل أمامهم سوى اللجوء للقوة. قد لا يكون هذا موقف جميع 'الإخوان' في مصر؛ فقد ظهرت جماعات بينهم تطالب بالمراجعة وعزل القيادة الحالية، وإعادة هيكلة 'الجماعة' وفق رؤية جديدة، لكنّ هناك اتجاها غالبا في أوساط القواعد الشبابية لا يرى أملا في العمل السلمي، ولن يتردد بعد كل ما جرى في اختيار طريق القوة.وفي غياب معظم قيادات 'الجماعة'؛ جراء السجن والاختفاء، سيكون من الصعب على التنظيم الذي اتسم بطابع حديدي أن يسيطر على مناصريه أو يضبط تحركاتهم. ومن المرجح أن وجوها متشددة من جيل الشباب ستتصدر واجهة التنظيم الإخواني في المرحلة المقبلة، الأمر الذي يعزز حالة التطرف في صفوفه.سيكون هدف 'الإخوان' في الأشهر المقبلة تعطيل خطط النظام الانتقالي المتعلقة بتعديل الدستور وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وإطالة أمد المرحلة الانتقالية إلى الحد الذي يدفع بالشعب المصري إلى الثورة مرة أخرى، وتوريط الجيش المتورط أصلا بمزيد من الأزمات مع الشعب. سيناريو كهذا يتطلب استمرار حالة التوتر في الشارع عبر مواجهات مفتوحة وميدانية مع الجيش والشرطة في كل أنحاء مصر، وإبقاء جبهة سيناء مفتوحة لاستنزاف قدرات الجيش المصري وإشغاله بحرب عصابات مكلفة.بمعنى آخر، ستكون مصر في حالة فوضى مستمرة، لا يمكن معها انتشال الاقتصاد من أزمته مهما بلغت المساعدات الخليجية، فيما يتعزز حضور الجيش والأمن في الحياة السياسية على نحو أكبر، إلى درجة يصبح معها حكم العسكر أمرا واقعا ودائما، وكما كانت الحال من قبل.هل تسقط مصر في يد العسكر فعلا؟ لم يعد ذلك مستبعدا، إلا إذا نجحت القوى السياسية المصرية والقيادات الوطنية في بلورة مبادرة استثنائية، تجنب مصر المصير البائس. حتى الآن، هناك العشرات من المبادرات، لكنّ أيا منها لا تحظى بقبول جميع الأطراف؛ الإخوان المسلمون ليسوا مستعدين لتقديم تنازلات جوهرية، والتيارات الأخرى تسيطر عليها نزعة الإقصاء والانتقام من الإسلاميين. قبل أن يتجاوز الطرفان حالة التشدد هذه، ستنزف مصر دما كثيرا.fahed.khitan@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-08-2013 10:35 PM

لماذا الاصرار على تصوير ما يحدث كانه نزاع بين طرفين فقط ؟
و ثانيا ان مصر (ساقطه ) منذ زمن بعيد , و لم تكن سابقا دوله عظمى حتى يخشى عليها من السقوط !!!!!

2) تعليق بواسطة :
15-08-2013 01:15 AM

يعني الاخوان عندما امتلكوا زمام كل امور الدولة لم يستغلوها ويستفيدوا منها ويصنعوا قاعدة شعبيه تلتف حولهم ، فهل يستطيعوا الان بعد تبعثرهم وتشتيتهم!! التخوف مبالغ به !! وان تصدر جيل الشباب واجهة التنظيم الإخواني في المرحلة المقبلة هذا اسلم لهم فهذا الجيل بعيدين عن التطرف والتشدد والنزعة الحاقدة نتيجة لماضي عنيف من سجن وتعذيب كما هو حال القيادات الحالية المتخلفة.
اسالوا دماء المصريين قتلى وجرحى وخرجوا من المولد بلا حمص !! قمة الغباء منهم في قراءة نتائج الاعتصامات وحسمها .
ان كان في السابق عين المخابرات تراقبهم !! الان انظم اليها اعين الشعب والامن والجيش والاعلام لتطويقهم فلن يفلحوا طويلا في اي شىء ان اختاروا المواجهة او استعمال الاساليب الغير سلميه .

3) تعليق بواسطة :
15-08-2013 01:27 AM

.
-- منذ تسعون عاما و لكل من الطرفين الإخوان و الجيش مظله دوليه تنافس الأخرى دون كلل للسيطره على مصر .

-- امريكا دعمت انقلاب الضباط الاحرار " و صرح بذلك السادات لاحقا" و بقيت تحميه "وجه الرئيس ايزينهاور الإنذار الصارم الشهير لإنسحاب جيوش العدوان الثلاثي" الذي كان يهدف لإسقاط النظام .

-- و خلافا للقصف الإعلامي فلقد إستهدفت مصر كل نظام يدور بالفلك البريطاني و تفاهمت سرا و علنا مع الانظمه العربيه التي تدعمها امريكا .

-- و بالمقابل لم ينجح بطش الجيش في القضاء على نفوذ الإخوان الشعبي في مصر.

-- عندما شعرت امريكا بضروره "تحديث" الانظمه التابعه لها في تونس و مصر و ليبيا قبل ان تقوم ثورات حقيقيه فيها استبقت الاحدات بسيناريو "ربيع الجمهوريات العربيه" الذي كان يتطلب ثلاله عناصر لنجاحه :ثوره شباب إصلاحيين مبرمجه+ حياد الجيش و مؤسسات الامن + دعم التنظيمات الدينيه.

-- هنا نشأت مرحلة"فهلوه"سياسية فأمريكا ترغب في تحييد الإخوان لتمرير الوصول للقيادات الجديده الشابه و الإخوان يرغبون في تكرار التجربه الإيرانيه كما فعل الخميني غندما إتفق مع الامريكان ثم إنقلب عليهم.

-- غاب عن الإخوان ان التجربه الإيرانيه كانت مؤلمه جدا لامريكا سيما و ان رجل امريكا القوي في ايران "اردشير زاهدي" ابلغهم بأن الخميني رجل بريطانيا و سينقلب عليهم فأهملوا نصائحه بإستخفاف.

-- كانت النتيجه ان خطط الكهل الماكر الخميني اخذ اعضاء السفاره رهائن لحين ضربه لقوى الشارع من الشباب الإصلاحيين المبرمجين "مجاهدين خلق" و إعدام الجنرالات و تصفيه النفوذ الامريكي مسببا كارثه للمخطط الامريكي في منطقه آسيا و الخليج لم تنتهي آثارها حتى اليوم.

-- لذلك غدرت الإداره الامريكيه بواحد من اهم حلفائها "اردوغان" عراب التقارب الإخواني الامريكي ليقنع إخوان مصر بالقفز للحكم قبل الإستعداد فإنكشف ظهرهم و تغدت امريكا بالإخوان في مصر قبل ان يتعشوا بها.

-- مع سقوط القذافي " هو من اهم رجالها" و سيطرة الإخوان على تونس و فشل السيطره حتى الآن على سوريا مع سرعه خطوات الإخوان للسيطره على مصر ولتكرار النموذج الإيراني إتجهت امريكا للأسلوب الذي تتقنه و هو اللجوء لبنادق الجنرالات .

-- و سبق ان كتبت فور تحرك السيسي بأنني اتوقع تطورا دمويا مشابها لما جرى في "تشيلي" عندما إنقلب الجنرال "بينوشه" المعين من قبل رئيس الجمهوريه اليساري المنتخب "سلفادور اليندي" على الشرعيه و قتل الرئيس الذي رفض التسليم و اطلق النار على المتظاهرين و اقام المعتقلات و أنشأ حكما دمويا تحت مظله امريكيه.

-- امريكا لا تستطيع خساره مصر و تعلم انها لن تستطيع إخضاع سوريا لذلك لا يستبعد ان تجري صفقه دوليه تتعلق بالبلدين"أتركونا هنا نترككم هناك"و يدفع الإخوان ثمنا باهظا في المنطقه بأكملها قد يمتد لتركيا .

-- و لربما يكون في ذلك الدرس المرير للإخوان في مصر وسوريا و الاردن ما يدعوهم لتغيير شامل لنهجهم المتفرد الإقصائي و عليهم ان يحيلوا على التقاعد قيادات تلقي خُطب الجمعه في كل ايام الاسبوع و ان يقوموا سريعا بإختيار قيادات جديده برغماتيه محنكه تصلح لعصرها و تقبل بالتعدديه فالسياسه يصلح لها من يفكر كعمرو بن العاص و ليس كأبو موسى الأشعري.

.

4) تعليق بواسطة :
15-08-2013 03:35 PM

ما هذا يا مغترب

الخميني مشروع امريكي صرف
هل تذكر ايران- جيت
وكذلك خامنئي هل تذكر 2003 احتلال العراق بالتعاون والتنسيق بين اطلاعات (المخابرات الايرانية) والسي آي اي والموسادوجرى قتل وخطف قادة وضباط وعلماء العراق

ودخل الحكيم عميل ايران (ابن خالة حسن نصر الله ) على الدبابة الامريكية
لتحطيم النظام المقاوم الوحيد في الوطن العربي والحاقه بالنفوذ الايراني

5) تعليق بواسطة :
15-08-2013 04:06 PM

.
-- سيدي, احترم وجهة نظرك لكني أختلف مع جزء منها .بريطانيا هي الغطاء الدولي لإيران لذلك كان حجم العمليات المقاومة في منطقه الجنوب ذات الكثافه الشيعيه " الواقعه حينها تحت السيطره البريطانيه ممثله بوحده عسكريه رمزيه ضعيفه " لا توازي في شهر كامل ما يجري في يوم واحد في باقي المناطق العراقيه رغم التواجد الكثيف للقوات الامريكيه المدججه.

-- دخول بريطانيا الى جانب امريكا في العراق كان مناورة ذكيه سهلت تسرب النفوذ الإيراني للمناطق الواقعه تحت سيطرتها في الجنوب و قطفت بريطانيا عبر النفوذ الإيراني ثمارها بالنهايه.

مع التقدير للاستاذ خشم العقاب/حارس العروبه.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012