أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


مصـر وسيناريوهات ما بعد «رابعة» و«النهضة»

بقلم : حسين الرواشدة
14-08-2013 11:15 PM
سؤالان اثنان تطرحهما “المذبحة” التي شهدها ميدانا “رابعة” و”النهضة” في مصر أمس، احدهما: لماذا حصل ذلك؟ والآخر: الى أين ستتجه مصر في الأيام القادمة؟
لا نملك - بالطبع - من برودة “العواطف” ما يكفي لتجنب التعبير عن الحزن والأسى لمقتل العشرات من المصريين بلا ذنب، أو لعدم ادانة مرتكبي “المجزرة” مهما كانت عناوينهم، سياسية أو عسكرية، أو لعدم الخوف على مصير “الشقيقة” الكبرى وخطر انزلاقها الى حرب أهلية أو الى صراع دموي، لكننا في الوقت ذاته ندرك - تماماً - أن الثورة في مصر لم تكمل “جولاتها” بعد، وان “الدم” الذي سال هو ضريبة لاستكمال هذه الثورة، فكما أن الدم يفتح الأبواب أمام “الحرية” للشعوب فانه ايضا يسقط شرعية من تجرأ على سفكه.
ما حصل - بالطبع - لم يكن مفاجئاً، فبعد نحو “50” يوماً على انقلاب “العسكر” وانسداد الأفق السياسي واحساس الفريق السيسي بأن خيار التراجع سيكلفه ثمناً باهظاً، كما ان خيار التنازل عن عودة “الشرعية” سيقصي الاسلاميين وحلفاءهم من المشهد السياسي وسيكرس “حكم” العسكر ويلغي ما حققته الثورة من انجازات، لم يكن أمام الطرف “الاقوى” الا حسم الجولة من خلال فض الاعتصام، صحيح أن “المغامرة” كانت غير محسوبة تماماً، لا سياسياً ولا أمنياً، وصحيح أن ثمنها سيكون مكلفاً بالنسبة لمصر كلها، لكن امام الخيار الآخر بالنسبة للفريق السيسي على الأقل وهو: المحاكمة أو الاستقالة بدت “المغامرة” بفض الاعتصامات أقل كلفة، على الأقل على المستوى الشخصي، خاصة اذا ما كان قد حصل على ضوء أخضر من قبل “الداعمين” في الاقليم والخارج.
بمنطق “السياسة” اخطأ الرجل في تقديراته، فالقوة لا يمكن أن تحسم الصراع السياسي، وفض الاعتصامات لن ينهي حالة رفض “الانقلاب” المتصاعدة، وعودة العسكر للحكم من خلال “اعلان الطوارىء” لا يمكن ان تقبل في بلد خرج للتو من “ثورة” أطاحت بحكم استبدادي، والقاعدة الشعبية التي استند اليها الانقلاب حين أطاح بالرئيس مرسي وحين طالب “بالتفويض” خاصة اذا ما أدركت أغلبية الناس - وهي محقة الآن - بأن “حكم العسكر” هو الوجه الآخر لحكم مبارك، وبأن الانقلاب ليس على الاخوان والمرشد ومرسي وانما على “الثورة” التي صنعها المصريون كلهم، وعلى الديمقراطية التي اختارها طريقاً لمستقبلهم.
على ايقاع “الدم” ورائحته ايضاً سيصحو المصريون على هذه الحقيقة، وسيجد “السيسي” وحكومته انفسهم أمام “جولة” اخرى من الثورة التي لن يكون بمقدورهم ان يواجهوها أو يختزلوها بالاخوان فقط ليبرروا - كما فعلوا - مواجهتها بالرصاص.
أما فيما يتعلق بالسؤال الآخر فأعتقد ان مصر أمام سنياريوهين اثنين: احدهما تكرار نموذج “الجزائر” وقد بدا واضحاً بعد مضي الاعتصامات بهذا الشكل الدموي ان العسكر اختاروا اقصاء “الاخوان” من المشهد كليا، وتحويلهم الى “جهة” ارهابية واقناع المصريين بأن قتلهم “حلال” وهو الطريق لتحقيق الديمقراطية.
أما السيناريو الآخر فهو ارتداد السهم السياسي الذي استخدمه العسكر اليهم من خلال تصاعد حدة الصراع، وامتداد الاعتصامات أو تحولها الى عصيان مدني، وانضمام أطياف سياسية اخرى الى “الاحتجاجات” ضد الانقلابيين، وكل ذلك سيدفع بجولة جديدة من الثورة.
يبقى سيناريو آخر مفزع وهو استمرار الصراع وتطوره الى حرب أهلية لا تنحصر في طرفي المعادلة: العسكر والاخوان، وانما قد تمتد الى حرب أهلية، قريبة من النموذج السوري لا سمح الله.(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-08-2013 05:27 AM

مهما أغلقت الحدود سيصل السلاح الى الاخوان
الحرب سجال يوم بيوم يوم للسيسي لانه البادئ و يوم عليه
لا تنسى ايها الكاتب الكريم ان منطقة الصعيد سيكون لها أثر كبير في دعم الاخوان.
اذا أعلن الاخوان الحرب و تخلوا عن فكرة الاكتساب السياسي من خلال تجريم السيسي بفعلته فان حرب الشوارع تلغي التفوق العسكري الذي يعتقد السيسي و زبانيته انه لصالحهم

2) تعليق بواسطة :
15-08-2013 07:15 AM

يوجد كثير من المغالطات فى هذا المقال .و قد تكون بحسن نيه او عدم دقة فى الوصف . فمثلا .. ليس صحيحا ان مصر خرجت للتو من ثورة اطاحت بحكم استبدادى )) لان الثورة لم تحصل اساسا و لم تطح باى حكم استبدادى . و انما مسرحية و التفاف على ما يسمى بالثورة قادها العسكر و نظام مبارك مؤقت حتى تحين الفرصة ثانية للانقضاض مرة اخرى و بشكل اقبح مما مضى .

3) تعليق بواسطة :
15-08-2013 07:18 AM

من المغالطات الاخرى ان نحمل ما حصل لشخصية مثل السيسى . صحيح انه فى واجهة الاحداث و المسؤول ظاهريا . و لكن من المؤكد ان ما جرى وراءه دوله و نظام عميق متكامل و مبرمج و مدعوم . و ليس هو مجرد مزاج و قرار شخص مهما كان مركزه فى الجيش .

4) تعليق بواسطة :
15-08-2013 08:56 AM

ثورة 25 يونيو التي أطاحت بمبارك كانت ثورة شعب استجاب لها الجيش المصري و أنهت حكم مبارك.

قدم الإخوان أنفسهم للمصرين على أساس أنهم يفهمون طموحات الشعب لأنهم قالوا أنهم من الشعب و يحملون الخير لمصر.

جاءت الإنتخابات و أفرزت لاعبين كبيرين مرشح الإخوان و مرشح النظام السابق بينما ظل اللاعب الناصري حمدين صباحي حاضرا ً في المشهد بقوة أقل.

صُدمت أغلبية المصرين من الخيارين المتاحين إما الإخوان أو مرشح النظام السابق، فامتنعت غالبية المصرين عن التصويت (تقريبا ً 50% فقط ممن يحق لهم التصويت صوتوا).

لذلك جاءت نسبة التصويت متقاربة جدا ً لكن لصالح مرشح الإخوان بواقع 13 مليون صوت.

إذا 13 مليون صوت هم من اختاروا مرسي، و نصفهم إن لم يكن أكثر ليسوا إخوان لكنهم نكاية ً في النظام السابق اختاروا الإخوان.

عندما أثبت مرسي بالدليل القاطع و الأحداث المتكررة أن من يحكم مصر هو مرشد الإخوان محمد بديع و نائبه خيرت الشاطر و أن مرسي مجرد دمية لا أكثر و لا أقل اكتشفوا أنه تم خداعهم و أن الإخوان أسوأ من مبارك و طبعا ً لا يمكن أن يقبل المصرين بنفس الذل القديم الذي كانوا يقبلونه أيام مبارك. هم لم يصنعوا الثورة من أجل تبديل دكتاتور بدكتاتور و ظالم بظالم و حكم حزب واحد بحكم حزب واحد آخر. كانت طموحاتهم هو أن تعود للشعب كاملا ً حقوقه المنقوصة ويكون التمثيل السياسي عادلاً للجميع.

ثار الشعب مرة أخرى في 30 يونيو و خرجت أعداد وصلت إلى 35 مليون و 4- مليون في كل محافظات مصر أكثر بكثير ممن خرجوا ضد مبارك، الشعب كله خرج، و استجاب الجيش مرة أخرى كما استجاب أيام مبارك. الشعب المصري هو الذي لا يريد الإخوان.

ما يحدث في مصر ليس مذبحة و لا مجزرة، أنصار الإخوان بدأؤوا بإطلاق النار الحي و الخرطوش و المولوتوف على الشرطة، أنظر فيديوهات اليوتيوب المليئة بشبابهم الذي يتلثم و يطلق النار. أنصار الإخوان لا يعدون 3 مليون من أصل 90 مليون مصري و شبابهم يقتل و يحرق و يكسر.

البارحة هجموا على مخفر شرطة الكرداسة فقتلوا المأمور و نائبه و ضابطي شرطة و سبعة من أمناء الشرطة.

الجيش المصري و الأمن لا يطلق النار إلا على الذين يطلقون عليه النار و يهاجمونه.

نحن ضد الدم و ضد القتل و ضد الموت لكن يجب أن نسمي الأمور بأسمائها، سلوك أنصار الإخوان سلوك عنيف و هم ليسوا سلمين أبدا ً و هم مسلحون و يطلقون النار و يرمون المولوتوف و يحرقون السيارات و يروعون الناس.

رجاء ً أيها الكاتب لا تأخذ الناس بالعاطفة و تعميهم عن الحقائق.

ما يحدث في مصر تتحمل الإخوان نتيجته كاملة ً مع تأكيدنا على رفض العنف و يجب أن يُطلب من الطرف العنيف سبب المشكلة أي الإخوان أن يتوقفوا عن هذا الإرهاب حتى لا يسقط منهم ضحايا.

ختاما ً نسأل الله لمصر التعافي والعافية و كفانا قتلا ً لبعضنا من أجل كرسي لمرسي و برلمان للإخوان و حكم زائل إن لم يكن فيه للناس خير يشهدون به فلا كان و لا كان السعي إليه.

5) تعليق بواسطة :
15-08-2013 04:09 PM

السيناريوا الذي لم تاتي على ذكره هو نهاية الاخوان المسلمين كحزب فاعل له وزن . وظهور جماعات اسلاميه جهاديه حقيقيه . ان ما حدث بمصر هو نهاية الاخوان المسلمين .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012