أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


الحـرب قادمـة : ما هو موقفنا؟

بقلم : حسين الرواشدة
26-08-2013 01:09 AM
يبدو أن مسألة التدخل العسكري قد حسمت، لكن التوقيت لم يحدد بعد، ومن التجربة في العراق يمكننا أن نتوقع أن السيناريو المعتمد سيكون متشابها، ونحن الآن في إطار التمهيد وإعداد البيئة المناسبة أو – بالتعبير العسكري – تهيئة الميدان وتمشيطه لتوجيه ما يلزم من ضربات مختارة في العمق السوري.
للأسف، لا يمكن لأحد في منطقتنا أن يدافع عن هذا “الخيار” أو أن يرفضه كاضطرار، فقد فتح النظام السوري منذ نحو ثلاثة أعوا م الباب واسعا أمام “التدخلات” الخارجية، ولم يعد أمام الشعب السوري الذي ظل وحيداً تحت القصف والموت و”الكيماوي” (لا تسأل من استخدمه؟) إلا الاستعانة بـ”الشيطان” لوقف هذه الحرب الدموية والإحساس بالأمن والاستقرار (وهذا بالطبع مجرد أمل)، وها هي الشياطين تتحرك، وبوسعنا أن نتوقع ما يمكن أن تفعله في منطقتنا التي أصبحت “مشاعا” لمن يبحث عن مصالحه او نفوذه.
الآن، يبدو أن خرائط “التدخل” أصبحت جاهزة، وقد بدأت الخطوات الأولى في التنفيذ من خلال وضع “موطئ قدم” للاجهزة الاستخبارية في الجنوب السوري، وتمركز “البارجات” الامريكية في مياه المتوسط، وإذا كانت “جريمة الغوطة الكيماوية” أطلقت صفارة البداية للحشد والتلويح بالحرب، فإن ما سبق من حسابات سياسية قد افضت -بالتأكيد – الى ضرورة “الإطاحة” بالأسد ونظامه.
سيناريو “التدخل العسكري” لم يعد سراً، فقد تم الكشف عن الخطة التي يمكن تنفيذها، ابتداء من الحظر الجوي والمنطقة العازلة، وتدريب الأفراد من الجيش الحر وأبناء العشائر وتزويدهم بالأسلحة، وصولا الى توجيه “صواريخ كروز” من البوارج المتمركزة في المتوسط الى مواقع محددة ومهمة في سوريا، ووضع اليد على المنشآت “الكيماوية” وكبح جماح القوة السورية وشلها تماما لمنعها من الرد.. وربما يتطور السينارينو الى انزال قوات خاصة في بعض المناطق، ومحاصرة دمشق وتشجيع الجيش على الانشقاق وتشكيل حكومة داخل الأراضي السورية، وكل هذا سيكون في معزل عن “مجلس الأمن” وربما بتوافق غير معلن مع روسيا.
لا مصلحة للاردن – بالطبع – بالانخراط في هذا السيناريو “المرعب” لكن ماذا لو وجدنا انفسنا مضطرين اليه؟ اعتقد ان الاجابة ستتوقف على مسألتين: إحداهما وجود “توافق” دولي على العملية بحيث يستطيع الاردن أن يبرر حضوره كجزء من المجتمع الدولي، وهذا غير مؤكد كما يبدو حتى الآن والمسألة الاخرى وجود تطمينات دولية واقليمية للاردن بتوفير ما يلزم من حماية له فيما اذا ردت دمشق على اي هجوم، وهي ستفعل ذلك بالتأكيد، ومع ذلك فإن الاردن سيبدو محرجاً تماماً من “انخراطه” في هذا السيناريو حتى لو قدمت له الضمانات و”الصفقات” التي يريدها.
استطعنا مرتين في الحرب ضد العراق أن ننأى “بأنفسنا” – نسبياً – عن التدخل، وخرجنا منها بأقل ما يمكن من خسائر، لكن الحالة الآن تغيرت على ما يبدو، فليس أمام عمان التي ظلت صاعدة في عصر “التحولات” العربية سوى أن “تتكيف” مع المطالب الإقليمية والدولية والضاغطة، وهذا مفهوم بالطبع، لكن هذا “التكيف” وهذا ما يحتاج لمقاربات سياسية واعية، ومناورات دبلوماسية ذكية، وقبل ذلك وكله اعداد الجبهة الداخلية للتعامل مع هذه المستجدات الخطيرة، ووضع الرأي العام أمام الحقيقة والاعتماد على الشعب بتحديد الخيارات اللازمة.(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-08-2013 09:56 AM

كلام صحيح بخصوص التحضير للضربه العسكريه ... وهي قادمه مسالة وقت . لكن الكاتب ضخم كثيرا من الدور الاردني وكاننا نملك ناصية امورنا . نحن العبد المامور . وبعدين ليش خايف على سمعة الاردن كثيرا , الكل متورط . اذا لم تهدم اجزاء كبيره من عمان ولم يضربنا احد بالكيماوي ولم تقتل اعداد كبيره من عندنا واعطونا الامريكان اجرتنا احنا بالف خير .

2) تعليق بواسطة :
26-08-2013 01:50 PM

اخي حسين الوضع مقلق ولكن هكذا يريد ناصر جوده .....
هكذا كتب علينا منذ تسلمنا الدور الوظيفي لزرع الصهيونيه بين ظهرانينا ولا بد من الاستمرار بحمايتها وضمان امنها بكل قوه لأن مكمن قوتنا برضاها .
بتدمير سوريا سنرتاح لدورنا في حماية الصهيونيه ولكن تذكر المثل الذي أكده القذافي اكلت يوم اكل الثور الابيض والحبل على الجرار ومن يعتقد أنه ينجو واهم وواهم جدا ... هي عد ايام ومسلسل ادوار فقط وسيذوب الثلج وسينكشف كل ما تحته من اوساخ وظيفيه وادوار مشبوهه وقذارات ولكن بعد فوات الاوان .

3) تعليق بواسطة :
26-08-2013 05:15 PM

اعوذ بالله على من يحرض على دمار بلد عربي ؟؟ وبالمناسبة هذا ليس موقف الاردن الرسمي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012