أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


بشار الأسد وخالد بن الوليد

بقلم : د. مهند مبيضين
27-08-2013 01:38 AM
حين ألصقنا نوافذنا خشية أن تكسر جراء إطلاق العراق للصواريخ على اسرائيل العام 1990م فإن جُل الأردنيين كانوا ينتظرون بفرح رؤية الصواريخ العراقية وهي تسقط على اسرائيل، واستطاع العراق أن يوحد العرب معه غالبا بما فيهم الشعوب التي أرسلت جيوشها إلى حفر الباطن ضده.
كنا نراها في الكرك وهي في طريقها للهبوط، وكانت بشائر الناس لا حدّ لها ، لدرجة أنهم تخيلوا الشهيد صدام حسين على خد القمر، فقد أبرّ الراحل بوعده، وكان الناس يرون أن تأييد العراق واجب لأنه يواجه فعلا حلفا ثلاثينيا ويدك تل أبيب بالصواريخ، ذلك زمان لم يختلف فيه احد على موقف الأردن، برغم خطوة العراق المتهورة حدّ الجنون ضد الشقيقة الكويت، ومع أن العراق أخطأ كثيرا في عدوانه على الكويت، لكن لا يختلف أحد على أنه صدق وعده بضرب العدو الاسرائيلي.
اليوم لا أنصار لبشار الأسد، والسبب أنه ظل يعد ويتوعد باسرائيل التي غشته عدة مرات قبل الثورة، وحين أرادها بطولة وجه الرسائل المطمئنة لإسرائيل وضرب شعبه بالصواريخ، فضيع الدولة التي اضحت على شفا هاوية واصبحت وكأنها شاة تأكلها الذئاب، وكانت مشكلة بشار مثل غيره من القادة، أنه اشترى الكرسي بثمن أقل بكثير من سعر متر مربع في شارع القصاع بدمشق.
كان بوسعه أن يكون تقدميا حقيقيا، وقد يكون مضطرا لبعض التصرفات، وقد يكون مغلوبا على أمره، وقد يكون هو خارج دائرة القرار، لكنه حتى بعد مذبحة الغوطة كان يملك الفرصة للانسحاب ويرفض ما حدث ويعلن موقفا تاريخيا، فيكون براءا من كل ما نسب إليه. وحينها يكون مثله كالأسد حين يترك عرينه، في اوج قوته وبعد صمود طويل، لكنه أبى واستكثر على نفسه ذلك الموقف النبيل، وهو يجعله المسؤول الأول والأخير عن كل ما جرى.
ومع ذلك، أيها الرئيس ما زالت الفرصة مواتية لك للبقاء على مبرة ومكرمة أخيرة، وسوريا تستحق، ولا نقول اترك موقعك للشيطان أو لفصيل بعينه، بل رتب أنت خروجك واعلن ما يجب أن يقوله أي رئيس ينحاز لما يمكن يعد حسا إنسانيا، ولتكن في مستوى كبرياء الشام ومآذنها التي دمرها جيشك.
ايها الرئيس، يقول مقاتلو حزب الله العائدون من جبهات التحرير أنهم حين يحررون القرى ليتسلمها جيشك العربي، لا يجدون بديلاً يستلم منهم، وأنه إذا توفرت عناصر من جيشك، فإنهم يجدون أن المحَرَر لأجله عصابات تدخل للنهب والسلب، فعلى اي قوة وحلفاء وجيش تراهن؟
ايها الرئيس، لو أن كل الدنيا وقفت معك، وبقي طفل واحد في درعا وحمص ضدك، فذلك أدعى أن تنسحب وتعود لرشدك، ودمشق التي سالت فيها الدماء والغوطة الخضراء التي مادت فيها الجثث واصبحت مقبرة جماعية بعد أن كانت بساتين خضراء، لم تعد تحت ولايتك فالدم المراق لا يمكن أن ينسى بسهولة.
حمص أيها الرئيس لن يلحق بها دمار أكثر مما صنعت الحرب، وحلب التي اصبحت خرابا، لن تنسى قسوتك على مسجدها الأموي، أما خالد بن الوليد الذي أزعجته كثيرا وداس جندك عمامته وضربوها باقدامهم سيكون بانتظارك هناك يوم الحساب، ليسألك في أي مدارس الرجولة تربيت.
أخيراً، خالد بن الوليد، وبشار الأسد اسمان لا يجتمعان، لفارق المنزلة، والعذر من القارئ، لكنها آفة الزمان كما كان يردد الشهيد صدام حسين قول الإمام الشافعي:
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
رقصت على جثث الأسود كلاب
لاتحسبن برقصها تعلو على أسيادها
تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
تموت الأسود في الغابات جوعاً
ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهل قد ينام على حرير
وذو علم مفارشه التراب
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-08-2013 11:42 AM

ان خيول خالد بن الوليد التي جعلت لهذا المجرم ان يكون في هذا المكان والا لرأيته عبدا ذليلا عند الرومان وكان الاولى به ان يحتلرم هذا الصحابي الجليل الذي سطر ملاحم البطوله بسيفه المسلول.
ستكون يا بشار الشؤم وامثالك في مزبلة التاريخ الذي سيسجل كل شيء

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012