أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


من المستفيد من ضربة سورية؟

بقلم : جمانة غنيمات
31-08-2013 11:52 PM
للضربة العسكرية الأميركية على سورية، هدف واحد هو حفظ ماء وجه الرئيس الأميركي أمام العالم، بعد أن تجاوز النظام السوري حدود الخطوط الحمر التي أعلنها الرئيس الأميركي اوباما منذ العام 2011.الهجوم محدود وسريع ولن يطيح بالنظام الدموي الذي قتل أكثر من 100 ألف من السوريين، والهجوم لن يوقف قتل الأبرياء، بل على العكس يتوقع أن تطال الضربة بعضا منهم، فيضافوا إلى ضحايا بشار.أميركا وبعد تخلي بريطانيا وألمانيا عن الفكرة، لن تتراجع عن الضربة التي يمكن أن تكون تمت بعد كتابة هذا المقال، لتثبت للعالم أنها ما تزال دول تحمي المستضعفين، وتدافع عن الأبرياء، وفي هذه الفكرة شك كبير، إذ كيف يسكت العام كله عن قتل مئات الآلاف، ذهبوا بالسلاح التقليدي، ولم يحركهم سوى قتل 1300 شخص بالسلاح الكيماوي، فهل من قتلوا بالسلاح التقليدي رخيصون، أم أن موتهم يختلف عن من قتلوا بالسلاح الكيماوي؟إصرار أميركا على توجيه الضربة يحمل رسائل للمحور الراديكالي من وجهة نظر أميركا، خصوصا إيران وحزب الله أعداء إسرائيل بالدرجة الأولى، كرسالة استباقية تحذرهما من استخدام النووي مستقبلا، مضافا إلى ذلك أنها أسلوب لردع النظام السوري حتى لا يكرر فعلته باستخدام السلاح الكيماوي مجددا.من المستفيد من الضربة؟ بالتأكيد ليس الشعب السوري، الذي أثبتت الأيام أن العالم كله بما فيه أميركا لا يكترث لدمه الذي يسيل منذ أكثر من عامين.رغم التصريحات الأميركية المتتالية على مدى العامين السابقين بضرورة رحيل الأسد، لا يبدو أن أميركا تفكر جديا بالإطاحة به، فالرئيس الطبيب ووالده من قبله طالما كانا عصا طيعة بيد الاميركان، ولم يخرجا يوما عن الخط المرسوم لهما، رغم تهديدهما الدائم بالاحتفاظ بحق الرد.والنتيجة الأهم هي تدمير قدرات سورية العسكرية والبنية التحتية السورية، لدرجة تحتاج بعدها إلى عقود طويلة لإعادة البناء، وإبقاء الصراع مفتوحا، لترى أميركا وحليفتها المدللة إسرائيل جميع أعدائهما مستمرين باقتتال لا ينتهي، يضعف قدراتهم ويستنزفها.إسرائيل سعيدة بالخطوة ولن تكون شريكا فيها، لكن يكفي أنها ستستمتع بالخلاص من القوة العسكرية للنظام السوري التي استخدمها الأخير للأسف لإبادة وقتل شعبه، وليس في وجه العدو الحقيقي.الحركات الإرهابية ستستفيد أيضا من الضربة، فإضعاف النظام ينعكس قوة عليها، والدعم العسكري المقدّم لها من داعمي إسقاط النظام السوري مستمر لكن بحدود تكفل التوازن على الأرض وليس الحسم لأي طرف كان.المتضرر أولا وأخيرا هم السوريون، الذين ستبقى معاناتهم مع نظام استمرأ قتلهم، ولم يعد لديه رادع أخلاقي أو قيمي يجبره على وقف آلة الحرب التي يستخدمها ضد الأبرياء.إنهاء الأزمة تأخّر كثيرا، والعالم كله متواطئ ضد الشعب السوري، وغير مكترث بدمائه، وكل التناقضات السياسية تقف ضد مصلحة سورية وشعبها، فمصلحة روسيا الحفاظ على بشار، وكذلك أميركا التي لا تجد بديلا أفضل من نظام قدم لها كل ما تريد من خدمات على مدى عقود طويلة.وكل ما يقال عن أن الضربة عقاب لبشار لإضعافه وحمله على الذهاب إلى جنيف 2 للتفاوض وإنهاء الأزمة غير واقعي، وسنكتشف بعد أشهر أن الفكرة سطحية، فالضربة ستقوي النظام ولن تضعفه، كما تظن أميركا، وستجعله أكثر إصرارا على قتل الأبرياء وهو يعلم أن العالم لن يتحرك، إلا بحدود مصالحه، وليس لتخليص السوريين من عذاباتهم.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-09-2013 12:19 AM

كلامك منطقي و في محلو اول شيء لا يوجد اي قلق من امريكا تجاه اسرائيل حدوده امنه و اسرائيل ضربت سوريا اكثر من مرة ولم نسمع من سوريا الا انها تحتفض بحق الرد في اي وقت و زمان اصلا لو امريكا تريد الخلاص من بشار الاسد كان منعت في كل الطرق دخول جيش النصرة على الخط و كلنا شاهد كل ما بدو يتقدم دعم لا الجيش الحر تخرج علينا بعض الدول بان هناك من تنظيم القاعده انتي اشكرك ست جمانه على مقالك و انا من متابعينك كل التوفيك

2) تعليق بواسطة :
01-09-2013 09:31 AM

مراسلة"أسوشييتد برس" في عمان : السلاح الكيميائي الذي استخدم في "الغوطة" أرسلته السعودية للمتمردين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012