أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


لماذا يا زعيم السلفيين في الأردن؟!

بقلم : ماهر ابو طير
03-09-2013 01:19 AM
كثرة منا لا تميز في تقييمات الاضرار التي سوف تتسبب بها الضربة العسكرية على سورية، مابين الاضرارعلى السوريين،وتلك الاضرارعلى النظام،والاضرار المحصورة سورياً، والاضرار الممتدة الى الاقليم.

اغلب الذين يرفضون الضربة العسكرية ضد سورية،لايدافعون عن الاسد ونظامه،ولاعن ممارسات النظام خلال العامين الفائتين،ولنا في نموذج العراق،دليل على ان قصف بغداد،وكل الضربات العسكرية كانت تقتل العراقيين وتشردهم،والنظام لم يسقط الا بعد احتلال العراق عام 2003.

هذا يعني ببساطة ان مقارنة الضربات، ستؤدي الى استنتاج واحد يقول ان السوريين سيدفعون ثمنا دمويا اضافيا،فوق ماهم فيه،ورموز النظام لن تصلهم رصاصة واحدة،في مخابئهم السرية والعلنية.

تقرأ تصريحات لاحد زعماء السلفية الجهادية في الاردن،ابوسياف،وهو يرحب بضربة عسكرية ضد النظام السوري،ويتوعد واشنطن اذا حاولت قصف الجماعات الاسلامية الجهادية،فيتوقف قلبك عند قراءة تصريحه!.

كيف يقبل شخص متدين توجيه ضربة لبلد عربي،تحت مسمى معاقبة النظام،وكيف يمكن الدمج بين الاستمطار بواشنطن في هكذا ضربة،وتهديدها اذا نالت الضربة من الجماعات الاسلامية،واين المبدأ الذي يصوغ هكذا مواقف غريبة،ترحب بالصاروخ مادام يصل الى هدف آخر،يريده ذات ابوسياف ورفاقه،هداه الله؟!.

الشعب السوري سيدفع الثمن في كل الحالات،لان القصف سيدمر بناهم التحتية وسيقتل المدنيين الابرياء،ولن يكون غريبا وضع دمشق الرسمية لمخزونها الكيماوي في المناطق المتوقع قصفها،لتكون الضربة هنا،سببا في قتل مئات الالاف،من باب الانتقام من واشنطن باعتبار ان عملياتها لم تكن دقيقة،وربما يتم ايضا قتل الاف المدنيين في ذات توقيت القصف،لاتهام واشنطن ايضا بقتلهم،وكل هذا يقول ان الضربة العسكرية لن تفيد ولن تغير من الواقع،بل ستزيده كارثية،فوق مانراه.

تتابع الاعلام العربي وتسمع فيه بكائيات قومية على موقف واشنطن ،والاعلام الاسرائيلي ايضا يصف اوباما بالجبان،والمحللون العرب يبكون ويشدون شعرهم لان الرئيس الامريكي خذلهم،وقام بتأجيل الضربة،وهذا مشهد مؤسف،لان الاستغاثة بالخارج باتت عقيدة عند القوميين وبعض اتجاهات الاسلاميين،والكل يجد مخرجا لشرعنة مطالباته.
كان الاجدى وقف تزويد كل اطراف الصراع في سورية بالاسلحة والمال،حتى يتوقف هذا الانتحار الجماعي في اهم بلد عربي.
كان علينا ان نسأل عن هذا النفاق العربي والدولي الذي سكت على مذابح متواصلة بيد كل الاطراف على مدى ثلاثة سنوات،ولم يتحرك الا حين رأى الكيماوي،وكأن القتل بالرصاص والصواريخ،امر مقبول.

اين النفاق العربي الذي يريد نحر السوريين،وهو يمدهم بأسلحة لاوزن لها في معايير القوة امام الجيش السوري،والمحصلة تقول ان على السوريين جميعا ان يخرجوا من مراهناتهم على العرب والعالم،وان يجدوا حلا داخليا لازمتهم،لان الجميع يلعب بدم السوريين،ويتفرج على تدمير سورية؟!.
كنا نقول سابقا،ولااحد يصدق،ان المطلوب هو رأس سورية البلد،ونحن نرى اليوم ان النظام والمعارضة معا،يؤديان المهمة ذاتها،بقصد او غير قصد،اي ادامة الصراع واطالته لهدف خارجي،تدمير مقدرات سورية السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

البلد العربي الوحيد الذي لم يكن مدينا،بحاجة اليوم الى ثلاثمئة مليار دولار لاعادة اعماره،وتم تدمير كل مصانعه وسياحته وزراعته،وهو على مشارف التقسيم والتفتيت،فوق الكراهية المبثوثة والثأرات النائمة،والصراع الدموي على السلطة الذي تم التجهيز له بانتاج مئات الفصائل المسلحة والكتائب وراياتها التي ستطلب حصتها لاحقا في الحكم والقرار،على ذات خطى النموذج الليبي.

الضربة العسكرية انخفضت احتمالاتها لان واشنطن لاتريد الوقوع في ازمة اقليمية،وكل مايهمها هو النفط واستقرار المنطقة والخليج،وفي حسابات واشنطن امن اسرائيل اولا،وهذه حسابات معقدة،قد تؤدي في المحصلة الى عدم توجيه الضربة،وترك سورية. لم نخسر سوى سورية.

الدستور

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-09-2013 03:03 AM

مافهمنا في النهاية ما هو الحل الانسب للقضيه السوريه الذي قد يتوافق مع جميع الاطراف ومن ضمنهم ابوسياف واوباما والنظام السوري وباقي مئات الفصائل الاخري الذين يسبحون بدماء اكثر من مئة الاف قتيل من الشعب العربي السوري ؟؟ حسب تحليل واعتقاد الحاج ماهر ابو طير !!؟؟ .

2) تعليق بواسطة :
03-09-2013 05:01 AM

.
-- استاذ ماهر.. عُذرا و لكن ابوسياف يفهم بالسياسه اكثر مني و منك و يدرك ان الضربه الصاروخية هدفها نفخ الجيش الحر بمنشقين جدد و ضرب الجيش السوري ليقوى جناح ابناء الامير سلطان على الساحة السورية.

-- وابو سياف الذي اكرر انه يفهم بالسياسه اكثر مني و منك يدرك ايضا ان تقوية الجيش الحر و صناعة صحوات سورية سيعقبه ضرب السلفية بواسطه الجيش الحر و الصحوات لتصفية نفوذ السلفية جماعة ابناء الامير نايف .

-- التنافس الناعم بين الجناحين الاقوى في السعودية يتحول لصراع مسلح بين اتباعهم خارجها يدفع ثمنه اللبنانيون و اللسوريون و قد يطالنا قريبا.

.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012