أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


لا تستجيبوا للنسور..

بقلم : فهد الخيطان
03-09-2013 01:37 AM
تجهد الحكومة في تبديد مخاوف المواطنين على أمنهم واستقرارهم بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة، ونية الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية للجارة سورية، واحتمالات نشوب حرب إقليمية. هذا أمر حسن، ولا بد من تطوير مهارات الاتصال مع الرأي العام، ووضعه بصورة الإجراءات والاستعدادات التي تتخذها السلطات المختصة. لكن القلق ليس أمرا ضارا على الدوام؛ فهو يدفع صاحبه أحيانا للشعور بالمسؤولية، والحاجة إلى التصرف بواقعية واتزان، وحساب خطواته ومراجعتها كي يتفادى المفاجآت.لندع الناس يشعرون بالقلق -وهو بالمناسبة غير الفزع- من التطورات الجارية حولنا، ليس لأن هذه التطورات تمس مصالحنا بشكل مباشر فحسب، بل لكونها أيضا فرصة للبحث عن العناصرالمشتركة في حياتنا.الاستقطاب الحاد حول الأزمة في سورية، ولاحقا مصر، ضرب المجتمع الأردني في العمق، وشل قدرة القوى السياسية والمؤسسات الرسمية على العمل المشترك، والحوار والتواصل حول القضايا كافة.في أي بيت أردني تدخله، تشعر وكأنك تدخل منزل عائلة سورية أو مصرية؛ انقسام حاد، وتنافر في الآراء، يصعب معهما إيجاد أرضية مشتركة للجلوس تحت سقف واحد. مؤسسات المجتمع المدني الوازنة، من نقابات وأحزاب، ووسائل إعلام، غارقة في حالة الاستقطاب هذه. وفي أوساط المسؤولين لا يوجد اتفاق على رأي واحد حيال ما يجري؛ أستطيع القول إن هناك تباينا ظاهرا في الآراء حول الموقف من النظام السوري، وما حصل في مصر.كل المحاولات لانتشال المجتمع من حالة الاستقطاب حول سورية ومصر فشلت. وسائل الإعلام لم تساعد في تنقية الأجواء؛ ففي ساعات المساء، يتوزع الأردنيون على شاشات الفضائيات؛ مؤيدو السيسي يقضون ليلتهم مع برامج 'التوك شو' المهيجة، وأنصار مرسي يضبطون ساعتهم على 'الجزيرة'. وحين يتعلق الأمر بالأزمة السورية، تدخل قنوات مثل 'الميادين' و'دنيا' والتلفزيون السوري على الخط. مع مرور الوقت، أصبحنا سوريين أكثر من أهل سورية، ومصريين أكثر من 'المصاروة'.الأردنيون عروبيون بطبعهم، وتلك صفة أصيلة نفخر بها، ولا نريد التنازل عنها. لكن المشكلة أننا نغرق أكثر من اللزوم بمشاكل الأشقاء، لا بل إن بعضنا لا يمانع في توريط الأردن في مواقف لا يقدر عليها؛ دعما لهذا الطرف أو ذاك، سواء في سورية أو مصر.نريد، ولو مرة واحدة، أن نقلق على الأردن. لا نشعر بذلك إلا عندما يتسع نطاق المخاطر ويفيض إلينا عبر الحدود. نتذكر الأردن؛ حياتنا واستقرارنا، حين تقترب نيران الحروب من أراضينا. 'الكيماوي' حرك الخوف في داخلنا، والصواريخ العابرة جعلتنا ننظر إلى السماء كل يوم.القلق مفيد لنا في مثل هذه الظروف؛ مفيد للدولة كي تدرك مسؤولياتها تجاه مواطنيها، والقيام بواجبها في توفير جميع مستلزمات السلامة لهم، ومفيد للمواطنين ليدركوا قيمة الدولة في حياتهم.يقال إن الأزمات تمتحن معادن الرجال، وهذا القول ينطبق على الشعوب والدول. تعاني الدولة في علاقتها مع مواطنيها من أزمة ثقة عميقة، تتبدى في كل المناحي. وبذل الساسة والمحللون جهودا كبيرة في تحليلها وتحديد مظاهرها وسبل علاجها، لكن أظن أننا لم نفلح بعد في ردم الهوة. الأزمة التي نعيشها، والشعور المشترك بالمخاطر، هما فرصة ثمينة لنعيد الاعتبار لقواسمنا المشتركة، ونستعيد ثقتنا ببعضنا بعضا، وندرك قيمة الدولة والمؤسسات، وتدرك الأخيرة قيمة الرضا الشعبي عليها.لا تستجيبوا لدعوات رئيس الوزراء عبدالله النسور بعدم القلق من الأوضاع؛ نحن في أمسّ الحاجة إلى الشعور بالقلق، لنشعر بقيمة مكتسباتنا، وحاجتنا للحفاظ عليها.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-09-2013 10:13 AM

كأنك تبحث عن كرسي وزارة الثقافه او كرسي الأعلام انت كاتب محترم كيف لا نرد على رئيس حكومتنا يا رجل ما معنى هذا هل هو تحريض على النسور شخصيا او على عمله كرئيس حكومه واله حيرتونا انتم اهل الأعلام كل يوم لكم مواضيثع شكل ويقول المثل خالف تعرف فأنت الأن تخالف بمقالك هذا رأي النسور مشان اول حكومه تكون اول الطابور بها مشان يسكتوك يسحبوك لطرفهم وبعد ذلك صم بكم ما سمعت شيء ولا رأيت شيء

2) تعليق بواسطة :
03-09-2013 03:40 PM

في دراسة قام بها أحد علماء النفس اكتشف أن 7% فقط من الاتصال يكون بالكلمات و 38% بنبرة الصوت و 55% بلغة الجسد .
تظهر بالمقال كانك معين لتدريب الرئيس النسور لمبادىء علم NLP علم لبرمجة اللغوية العصبية !!؟؟
هو حاول تطبيق تعليماتك لكنه فضح نفسة بلغة الجسد . اتحداك ان تحلل مقابلة النسور بعقلية متخصص بلغة الجسد ليبين العقد في شخصيته و مدي صدق تصريحاته ومعلوماته .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012