أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


الأقصى أقرب ما يكون للخطر

بقلم : د. رحيّل غرايبة
05-09-2013 01:04 AM
أعتقد أن القدس والأقصى أصبحت في أقرب الأوقات إلى الخطر من أي وقت مضى، ويبدو أن قادة الكيان الصهيوني بصدد استثمار الظروف الموانية ،من أجل تنفيذ خطوات تهويدية عميقة بشأن القدس والمسجد الأقصى، ربما تكون أكثر جرأة وأشد خطورة من كل الخطوات السابقة.
عندما تكون مصر على هذا النحو الذي تنشغل فيه قيادة الدولة وكل أدوات القوة في ملاحقة الإسلاميين الواسعة والشرسة، حيث أن الجيش بعقله وأركان قيادته وعناصره غارق في معركة داخلية بائسة؛ تدور رحاها على عقيدة تعتبر شريحة من أبناء مصر هم العدو الأول !وهم الخطر الأسود الذي يهدد مصر الدولة والشعب! ويتم تسخير الأمن والشرطة والمال والإعلام والمساعدات الخارجية وحشدها في هذه المعركة التي تحرق الأخضر واليابس، وتثير الفتنة في كل بيت وحي وقرية ومدينة، فينبغي أن نقف على حقيقة لا يماري فيها عاقل، تتمثل بالاسترخاء الصهيوني، وتمتع الاحتلال بقمة الراحة والاستجمام والمتعة الحقيقية ؛الناتجة عن رؤية الأنظمة العربية المجاورة تخوض حربها الشاملة ضد شعوبها، وتسخر كل ما لديها من قوة في عملية تدمير ذاتي ممنهج ومستمر.
عندما خاضت الأنظمة العربية معركتها ضد العصابات الصهيونية في عام (1948م) وتعرضت للهزيمة، وجدت الشعوب العربية بعض العذر وقليلا من التبرير، حيث كانت الدول العربية تعيش لحظة الاستقلال القريبة من براثن المستعمر، ووجدت عزاءها بالأمل على سرعة استعادة البناء والوحدة العربية، وإمكانية القدرة على لملمة الصفوف في مواجهة هذا الكيان الضعيف عدداً وعدة أمام الأمة العربية المترامية الأطراف!
عاشت الشعوب على وهج الوعد الكبيرة والشعارات الرنانة، والخطابات الطويلة التي تلهب المشاعر والوجدان، والتي تستثمر في السذاجة العربية والبساطة المتناهية.
والثقة العمياء بالقوّالين؛ الذي يلوحون بسيوفهم اللامعة، ويهتفون بقصائدهم ومعلقاتهم ؛ التي أطربت أسماك البحر المتوسط وحيتانه التي كانت تنتظر وليمة القرن في عام 1967م، التي كشفت عمق الخيانة ودنس المؤامرة.
منذ ذلك العام والشعوب العربية ترقب تنفيذ الوعود القاطعة بإعادة بناء الدول المحطمة، والجيوش المهزومة، وترقب هدر المال والوقت والجهد ببناء ترسانة مسلحة قادرة على سحق العدو، وفي الخفاء كانت الشعوب تتطلع على أسرار امتلاك أسلحة كيماوية قادرة على مواجهة العدو؛ الذي استطاع أن يطور ترسانة عظمى من أسلحة التدمير الشامل، ولكن كانت الخيبة المركبة تلو الخيبة !عندما لدغت الشعوب من الجحر نفسه عشرات المرات، ولكن هذه المرة كانت لدغة مميتة، حيث لم يتم الاكتفاء بمصيبة العجز والضعف الإداري، والتفرق والتبعية، بل وجدت الشعوب نفسها أمام مصيبة غير متوقعة ولم تخطر على بال أحد، حيث تم استخدام هذه الجيوش ،وما تم من شراء واستيراد للأسلحة الثقيلة والطائرات الحديثة ، وبناء ترسانات أسلحة التدمير الشامل، في عملية تدمير ذاتي، وعملية إبادة للشعوب ومطاردة للأحرار تحت شعارات (الإرهاب) والعنف وحفظ الأمن والصمود والمقاومة!!
وجدت الشعوب أن كل الأموال التي تم اقتطاعها من قوتهم وقوت عيالهم يتم استخدامها ضدهم قتلاً وسجناً واعتقالاً، وإهانة وتشويهاً، وهدراً للكرامة وتحطيماً للإنسانية.
بعد مرور (65) عاماً على هزيمة (48)، وبعد مرور (46) عاماً على هزيمة (67)، كيف أصبح حال العرب؟! وكيف أصبح وضع الكيان المحتل؟!
إن الإجابة العلمية والموضوعية على هذا السؤال تجعلنا نشعر بالخطر أشد ما يكون فيما يتعلق يالأقصى والقدس وفلسطين، فهناك خطة تهويد ساحقة ماحقة تقوم على استحدات مستوطنات جديدة، وتوسيع المستوطنات القائمة، على وقع المفاوضات التي أصبحت تسير جنباً إلى جنب مع عملية الاستيلاء والتهويد الكامل للقدس وما حولها، والاستيلاء على كامل الضفة الغربية، وإحكام الخطة على سلب الفلسطينيين قدرتهم على المقاومة، وقدرتهم الفعلية على وقف الاستيطان ووقف التهويد.
عندما تكون مصر على هذا الحال، وسوريا على هذا المنوال، والعراق على شفا الانهيار ! والمقاومة الفلسطينية على هذا الوضع من الضعف والانقسام، والمال النفطي يموّل كل عمليات التدمير الذاتي للدول والجيوش والشعوب العربية!وقتل حلم الشعوب العربية المقهورة بالحرية والديموقراطية! يحق (لاسرائيل) أن تقرأ علينا السلام.(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012