أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


إلى أين سيصلون؟!

بقلم : د.محمد ابو رمان
08-09-2013 12:11 AM
أغنية علي الحجّار الجديدة 'انتو شعب واحنا شعب'، تفضح 'الأجندة الفاشية' المرعبة، التي يتم تمريرها اليوم ضد ليس فقط التيار الإسلامي وأنصاره، وليس فقط من يقف ضد الانقلاب العسكري، بل حتى أولئك الذين رفضوا الطريقة التي تمّ بها فضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، مثل يسري فودة وعمرو حمزاوي، وحتى من يتخوفون من النزعة الهستيرية الحالية، مثل باسم يوسف!من يتحدثون عن الإرهاب والتطرف وفقه العنف والتكفير عليهم أن يستمعوا جيّداً لكلمات أغنية الحجّار، لما فيها من مضمون مرعب؛ يقصي كل من لا يبصم على ما تقوم به المؤسسة العسكرية، ليس من المشهد السياسي فقط، بل حتى من صفة الشعب والمواطنة، وكأنّ هؤلاء أعداء وخصوم في الداخل، يجب اقتلاعهم من جذورهم، تحمل معاني 'شيطنة' التيار الإسلامي عموماً.'الأجندة' نفسها تثوي وراء مقالة نُشرت في صحيفة عربية بالأمس تتحدث عن 'خدعة الإسلام المعتدل'، ويروّج كاتب المقال لفكرة خطيرة تساوي الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية التي أعلنت قبول العمل السلمي والديمقراطية بالقاعدة والجماعات المتشددة، والأحزاب السنية والشيعية، وحماس وحزب الله، فتضعهم جميعاً في 'حقيبة واحدة'! ماذا يعني نفي الإسلام المعتدل، والزجّ بالإسلاميين جميعاً في خندق الإرهاب والتطرف والعنف؟! الجواب ليس إلاّ أمراً واحداً، هو الإقصاء والحلّ الأمني، وتبرير استخدام قوانين الطوارئ والأحكام العرفية، والأساليب القمعية كافة ضد هذه التيارات جميعاً، وعدم إظهار أي مشاعر من الرحمة والتعاطف، مع أي جريمة ضد حقوق الإنسان والحريات العامة، أو اعتقال وقتل مع أبناء هذه الحركات.يمكن معاينة نتائج هذه الروح الهستيرية المتطرفة، فيما حدث في ميداني رابعة العدوية والنهضة، ومع أبناء قيادات الإخوان، الذين استُهدفوا انتقاماً من آبائهم، وضد المدنيين المحتجين السلميين، فلم نسمع إلاّ أصواتاً محدودة خجولة من السياسيين والإعلاميين والمثقفين العلمانيين والليبراليين، الذين رفضوا ذلك، فكانت معاقبتهم بحملات تشويه وردح شرسة، كما حدث مع البرادعي وعمرو حمزاوي وغيرهما! إلى أين يريدون الوصول؟! هو السؤال، الذي أطرحه على نفسي، عندما 'أرصد' هذه الأجندة وتجلياتها في السياسة والإعلام، والتحالف الذي تستند إليه ما بين أنظمة وقوى سياسية وشخصيات وماكينة الثورة المضادة، والمركز الأمني والعسكري الذي يحرّكها! هل يتخيّلون، بالفعل، أنّهم يستطيعون القضاء على 'التيار الإسلامي' وامتداداته وجذوره عبر هذه الآلة القمعية، فكرياً وإعلامياً وأمنياً، وهل الحل الوحيد في مواجهة الإسلاميين واقتلاعهم من اللعبة السياسية يتمثّل في دفعهم بالقوة إلى العمل تحت الأرض والتنظيمات السريّة وتبنيّ خطاب العنف والراديكالية والقاعدة؟!هل يتصوّر أصحاب هذه المقاربة البائسة، بالفعل، أنّهم قادرون على اغتيال 'الجمهور الإسلامي' عموماً، ثقافياً وسياسياً وإعلامياً، بما فيه من آلاف الأطباء وأساتذة الجامعات والمهندسين والمحامين والمعلمين وأبناء الطبقة الوسطى ورجال الأعمال!مرّة أخرى تعود بنا هذه المقاربة إلى الأنظمة الأمنية القمعية، وهو ما نراه بالفعل عبر تصدّر رموز نظام مبارك وسائل الإعلام اليوم دفاعاً عمّا يحدث، ونقرأ لأحد خبراء الأمن المصري سابقاً، يشرعن فيه عودة جهاز أمن الدولة بقوة، ويتهّم من يقف ضد ذلك بأنّه من 'الطابور الخامس'، وربما أفضل من وصف هذه الحالة هو المثقف اليساري الفلسطيني، جوزيف مسعد، بأنّها 'مباركية بدون مبارك'!لا حلّ إلاّ بالديمقراطية، وإذا كان صحيحاً أنّ صناديق الاقتراع ليست وحدها الديمقراطية، فهنالك منظومة قيم وثقافة وأسس، إلاّ أنّ الأسلوب الأمني والقمع والمعتقلات والطوارئ ليست بالتأكيد هي الخيار الأفضل!m.aburumman@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012