أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


"الإخوان": جماعة دعوية بسلوك سياسي وخطاب انفصالي!

بقلم : إبراهيم غرايبة
09-09-2013 12:31 AM
تحرك مسائل الدعوة والمفاصلة والسياسة، جدلا داخليا في جماعة الإخوان المسلمين، وفي المجتمعات والسياسة والحكم؛ وتربك 'الإخوان' والناس أيضاً. فالإخوان المسلمون اليوم يمارسون السياسة، ويشاركون في الانتخابات النيابية والعامة، كما لو أنهم حزب سياسي. ولكن تشكلهم وتجمعهم قائمين على أساس هيئة إسلامية دعوية تؤثر في الأفراد والمجتمعات والدولة، وليس المشاركة. ثم استبدلت الجماعة بخطابها المؤسس خطابا جديدا انفصاليا استعلائيا، لا يصلح لجماعة ولا لحزب. نحن اليوم أمام مزيج معقد مخيف: جماعة بمحتوى متشدد انفصالي، وتسلك كما لو أنها حزب سياسي! ما المخيف في ذلك؟

المحتوى الفكري الذي تقدمه الجماعة يتناقض مع كونها جماعة مسجلة للدعوة والتأثير في المجتمع والدولة؛ إذ هي تقدم خطابا يرفض القوانين والمجتمعات والمؤسسات، وتعتبرها جاهلية، أو في أحسن وصف: غير إسلامية، وما من إسلام تقوم عليه المجتمعات والدول سوى 'إسلام الإخوان المسلمين'. ثم إنها تشارك في السياسة على أساس خطاب يقيني رافض، وكأنها في الحقيقة تطلب من الناس أن يتقدموا للانتخابات ويصوتوا على إدانة أنفسهم ومجتمعاتهم ودولهم. وثمة تناقضات بنيوية وجوهرية خطيرة في ذلك!

إذا كانت القوانين المنظمة للحياة العامة والسياسية مرفوضة رفضا قاطعا لأنها 'جاهلية'، فلماذا الالتزام المؤسسي بها؟ لماذا لا يفعل الإخوان مثل حزب التحرير الذي يحمل الفكرة نفسها (لا فرق بين خطاب حزب التحرير وبين الخطاب المهيمن اليوم في الإخوان)، فيعتزلوا العمل القانوني المؤسسي في ظل الدولة وأنظمتها ومؤسساتها. وإذا كان الناس يلجأون إلى الانتخابات تعبيرا عن جدلهم وخلافاتهم حول البرامج والمواقف، فكيف يُطلب منهم أن يذهبوا الى الصناديق ليصوتوا لأجل أنظمة وقوانين لا يجوز التصويت عليها ابتداء، ولا يجوز الاجتهاد أمامها؟ فإما أن نتجمع ونتعاقد على أساس اجتهاد عقلاني إنساني لما يجب أن نفعله، وإما أن نسلم أمرنا للفقهاء يتولون أمرنا، ولا حاجة أبدا لانتخابات وأحزاب وتعددية!

المخرج من المأزق بسيط وواضح. فالذين يعتقدون أن ثمة نظاما سماويا للحكم والتشريع، عليهم أن يعتزلوا العمل الحزبي والانتخابات، ويلتزموا دعوة الناس والتأثير عليهم، ويتركوا للناس أن يقرروا الاستجابة لهم أو الإعراض عنهم. وإذا كانوا يعتقدون أن القوانين والمؤسسات المنظمة للحياة العامة والسياسية لا تصلح، وتتعارض مع الشريعة أو أنها كفر وجاهلية، فعليهم أن يعتزلوا العمل المؤسسي الخاضع للدولة وأنظمتها. ولكن إذا أرادوا أن يعملوا بشكل مؤسسي وقانوني، فيجب بطبيعة الحال أن يعملوا وفق هذه القوانين، وأن يحترموها ويلتزموا بها، ولا يتجاوزوها ولا يقوضوها أو يرفضوها! وإذا كانوا يريدون المشاركة في السياسة من مدخل الانتخابات، فذلك يقتضي بالضرروة الاعتراف والالتزام بالعقد الاجتماعي المنظم لهذه المشاركة، والقائم بداهة على العقلانية والأنسنة وعدم اليقين، لأن العمل لأجل اليقين، سواء كان يعتقد أصحابه أنه نزل من السماء، أو أنه صواب مطلق لا يحتمل أن يُصوّت عليه. وإذا كنا نقدم هذا اليقين لأجل التصويت، فذلك يعني ببساطة أنه ليس يقينا، أو أننا لا نحترم القوانين والعقد الاجتماعي المنظم للحياة السياسية. وبالطبع، فإن انتهاك العقلانية والأنسنة والعقد الاجتماعي الناشئ عنهما، هو أيضا مشكلة النخب السياسية المهيمنة، والروابط العشائرية لأهداف انتخابية، وليس فقط مشكلة الإخوان!.. وتلك قصة أخرى!

ibrahim.gharaibeh@alghad.jo
الغد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-09-2013 12:50 AM

هذر جدلي..وتصفيط كلمات ﻻ تنتهي الى فكره واضحه..صفط كﻻم منمق له هدف خبيث هو((غيبة ونميمة اﻻخوان))
..بل بهتانهم بما ليس فيهم..
الدوله بدهاش اﻻخوان..ومنافقو المناصب. صيادو الفرص القذره يتناهومع كره الدوله..وينتقدو بنا ﻻ يوجد باﻻخوان
اﻻخوان والله حركه واضحة الهدف..اقامة دولة الخﻻفه. اﻻسﻻميه. باﻻقناع والطرق السلميه...وهل هنالك هدف اجمل او ةنبل او اوضح من هذا الهدف..
اﻻخوان هدفهم اقامة الدوله اﻻسﻻميه التي دستةرها القران والسنه التبويه..وهل افضل واوضح وانقى واتقى من هذا الهدف..
تهذر يا غرايبه بفصل الدين عن الدوله...وكان اﻻسﻻم خلق. للنساجد وللعنائم فقط..اما ادارة الدوله فتترك. للاعبي السياسه والقمار..الراشفين كؤوس عصير التفاح..الناهبين الكاذبين الفاسدين البائعين للاوطان. للقريب والتسيب والحبيب
هذه دعوتك اخرس الله لسانك..!!
اﻻخوان الصائمين المصلين العابدين لله..اﻻمتاء على مال النسلمين..هؤﻻء ﻻ يعجبك سياستهم ويعجبك سياسة الكردي وامثاله من الفسقه ..عوض الله ووالده النخلس الدولي!!
تريد خريجي دور النخاسة الدوليه والقمار والكؤووس التفاخيه
ان يديرو تلوطن..!!؟؟ اﻻ شاه وجهك ووجه امثالك!!!

2) تعليق بواسطة :
09-09-2013 05:48 PM

جماعة الاصابع ..خوزقوا مستقبل الامة العربية مشكلتنا مع الاصابع ..اصابع للكتابه واصابع للمخمسات واصابع للقبض واصابع للدفع واصابع للهط ..انها مثل قصائد "مسامير " لشاعر عراقي مشهور ,كان عليه ان يكتب "اصابيع "!!اما نحن فنقول اصابيع لهذا التاريخ المعاصر ولمن كتبوه واصابيع لكل الذين "تناولونا"وتداولونا باصابيعهم وستضهر مزيد من الاصابيع التي تشبه اصابيع الجماعة "العشيرة " الاصابيعية منذ 1928 وهي تهلس وتدلس وتجد عقول لينه تدافع عنها !!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012