أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


"الإخوان".. ينتجون الأزمة أم أنتجتهم؟

بقلم : إبراهيم غرايبة
11-09-2013 01:01 AM
الحديث عن الإخوان المسلمين لا يعني تجاهل السياق العام المنشئ للأزمة الكبرى. ولكن القضية الأساسية في محاولة فهم 'الإخوان' ومراجعتهم، هي أنهم لم يُشغلوا بالإصلاح كما يفترض أن يكون، وصاروا جزءا من السياق نفسه الذي يعيد إنتاج الأزمة في طبعات وحالات أشد قسوة ورسوخا.

وقد كتبت كثيرا عن تهميش المدن والمجتمعات والموارد، والتصادم المقصود وغير المقصود الذي أدارته النخب، مستخدمة الدولة والسلطة، لمنع المجتمعات والمدن والأسواق من التشكل على النحو الملائم لاستقلال المجتمعات، وقدرتها على اختيار قادتها وممثليها، وبناء مؤسساتها وولايتها على احتياجاتها وأولوياتها، وما ينشأ عن ذلك بطبيعة الحال من فكر وثقافة تلهم وتنظم الحياة السياسية والعامة!

في شغل جماعة الإخوان المسلمين بالدعوة والتأثير، فإن ذلك يعني ببساطة أنها تراهن على الناس والمجتمعات، وأنها تستمد تأثيرها من مجتمعات فاعلة ومستقلة. ولذلك، فإن جهد 'الجماعة' وطاقتها سوف يكونان في مساعدة المجتمعات والناس على التنظيم الاجتماعي الذي يرتقي بروابطهم وتشكلاتهم لتكون حول القانون والموارد والأعمال والمصالح، وليست تجمعات عشائرية ودينية في مدن كبيرة ومعقدة، تقوم على الأسواق والمصالح والمهن والتنظيم الشبكي للمرافق والخدمات والسلع والتعليم العالي والمتقدم!

ولكن في انتقال 'الإخوان' إلى العمل السياسي؛ تأييدا أو معارضة أو مشاركة أو حكما، فإنهم يوظفون تشكيلاتهم الاجتماعية والدعوية، وما اكتسبوه من ثقة وتأييد، لأجل بناء السلطة السياسية أو معارضتها، وليس لأجل بناء المجتمعات وتمكينها. ثم إنهم يستخدمون خطابا دعويا استنهاضيا وإصلاحيا لإدارة منظومات أكثر تعقيدا من المؤسسات والبرامج والتشريعات؛ فهم يُقحمون أدوات وأفكارا في غير مجالها وعملها، ويُدخلون أنفسهم في تجارب لم يستعدوا لها، ولا تجمعوا لأجلها ابتداء. ولا يختلف ذلك عن محاولة عشيرة أو نقابة مهنية أو عمالية المشاركة السياسية وتشكيل الحكومة، أو المشاركة فيها أو معارضتها!

الحلقة الأخرى في متوالية المتاهة التي أدخلنا 'الإخوان' وأنفسهم فيها، هي مظنة أن تطبيق الشريعة موكول بهم وحدهم، وأنه لا يمكن تطبيقها أو قيام دولة إسلامية بدونهم، وأن أي دولة قائمة اليوم ليست إسلامية! فبعد أن أدخلوا أسلوب الجماعات والنقابات في العمل السياسي، أقحموا الدين في عملية إجرائية محددة، وهي أنه لا وجود للدين بدونهم! وأن الدين هو ما يؤيدونه ويرونه، فيما ما يعارضونه ليس من الدين!

ibrahim.gharaibeh@alghad.jo
الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012