ظاهرة واقعية، والسبب أزمة الهوية التي ما زلنا نعاني منها رغم مرور أكثر من تسعين عاما على تأسيس "الإمارة".
المشكلة في البذور وفي الجذور فحكم آل عون في الأردن أسسه عبد الله الأول الذي لم يكن الأردن بالنسبة له أكثر من مجرد قاعدة ينطلق منها للجلوس على عرش بلاد الشام من دمشق حاضرة بني أمية. كان الأردن أصغر بكثير من طموحات عبد الله، وكذلك كان الأردنيون. لذا يرى قارىء التاريخ أن الملك المؤسس أحاط نفسه بشخصيات جلها غير أردني، وظل يراسل أنصار الملكية في دمشق، وجبل العرب، وجبل لبنان، وفلسطين طامعا بحكمهم ولكن القدر والمصالح الدولية كانا له بالمرصاد فقتل قبل أن ينال مراده. هكذا أراد عبد الله الأول وأعقابه من بعده الأردن: ساحة لا وطنا، وأرضا مفتوحة لكل من يحمل فكرهم لا يرى في الأردن أكثر من وطن مؤقت على طريق البحث عن وطن دائم. حتى جيش البلاد وحامى حماها لم يكن ليحظى بشرف حمل اسم الأردن فكان ولا يزال الجيش العربي، بمعنى أنه جيش للعرب بأسرهم لا للأردنيين فقط فمن نحن؟ عبارة "من شتى الأصول والمنابت" ظلت راسخة في أدبياتنا السياسية والإعلامية واصبح من يجرؤ على المناداة بتعريف الأردني "عدو النظام إلى يوم القيامة" لأنه يعبث "بالوحدة الوطنية".
نعم يشتم الأردني بلده ولا يعني بالشتيمة أرضه ولا أهله بل يعني نظامه وحكومته لأنهما أس الظلم والتهميش، ويشتم غير الأردني الأردن وأهله لأنه لا يعبء بهم ولا بوطنهم السليب. الظاهرة موجودة ونحمل وزرها جميعا حكاما ومحكومين. نحمل وزرها كأردنيين لأننا سمحنا للغريب أن يحكمنا وأن يستعين بالأغراب علينا مقابل فتات من مال أو منصب أو جاه زائف لسراتنا. ويحمل وزرها النظام لأنه أراد طمس هويتنا التاريخية لتبرز مكانها هوية جديدة مائعة فضفاضة تستوعب كل غريب لأنه سيد الغرباء وأسّهم.
ماذا بقيا للأردنين في بلدهم ، اصبح الأردني الأصيل يشعر بالغربة في بلده، و قريبا سيكون الأردني في الأردن كالهنود الحمر في أمريكا .
أبدعت في هذه المقالة أستاذ ماهر أبو طير, حقا كل ما ورد بمقالتك وللأسف هو واقعنا بالبلد الذي كما ذكرت حضرتك نجلده يوميا ولا نراعي مخافة الله بأنفسنا وبوطننا. حقا نعمة الوطن ونعمة الأمن هي من أعظم النعم التي خصنا الله عز وجل بها. فلنتقي الله بوطننا كي يديم علينا هذه النعم
أي إنتماء تطلبه من اللاجئين من كل الجنسيات والذين حصلوا على الجنسيه بدون وجه حق ...الأردني الأصلي لا يشتم بلده انما يستنكر على النظام حالة التهميش التي ارادها لكل ما هو أردني ...أما باقي المتجنسين فكل هواه لبلده الأصلي وهذا شعور طبيعي ...الأردن في النهايه مأكول ومذموم
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .