أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


من ربح ومن خسر؟

بقلم : د. فهد الفانك
19-09-2013 12:57 AM
لكي تنجح المبادرة الروسية الأميركية لتجنب الحرب على سوريا كان لا بد من معادلة يربح بموجبها جميع الاطراف ذات الوزن، وإن بنسب متفاوتة.
سوريا استفادت تفادي الضربة الصاروخية، أميركا استفادت بالحصول على ثمرة التهديدات دون أن تمارسها، إسرائيل استفادت بالخلاص من سلاح سوري رادع كان يثير قلقها. روسيا استفادت بحماية حليفها السوري. والأردن ولبنان استفادوا بانقشاع سحابة الخطر المجهول الذي كان معلقاً فوق الرؤوس.
لكن ما حدث كان أهم من حسابات الفوائد والتكاليف العابرة. وربما سيكون نقطة تحول في النظام العالمي الذي كان سائداً منذ 23 عامأً، ويقوم على أساس القطب الواحد وهو أميركا التي أصبحت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تتزعم العالم دون أن ينازعها أو يتحداها أحد.
أيلول 2013 سوف يعتبر نقطة العودة أو الانتقال مجددأً إلى نظام القطبين، فقد صعدت روسيا هذه المرة إلى مرتبة قوة أعظم تحسب ندأً لأميركا، بل إن القيادة الروسية أثبتت أنها أكثر ذكاء وقدرة على الإبداع والمناورة واجتراح الحلول من الطرف الأميركي المتردد.
بهذه الصفقة هبطت مصداقية أميركا درجة، ولكن مصداقيـة روسيا ارتفعت درجات، فقد ثبت أن روسيا حليف قوي لا يتخلى عن حلفائه. واتضح أن قضايا الشرق الأوسط ليست متروكة بعد الآن للقرار الأميركي المنفرد.
هناك خاسرون بطبيعة الحال وهم يعانون الآن من الصدمة، وفي المقدمة المنظمات الإرهابية المسلحة التي تعمل في سوريا وكانت تعتقد أن أميركا ستمهد لها الطريق إلى دمشق كما فعلت في العراق، وتركيا التي كانت تسعى لدمار سوريا وهزيمتها بأي ثمن !!.
تبقى مجموعة محدودة من الكتـّاب العرب ذوي الاجندات الخاصة، الذين بحكم مصالحهم وارتباطاتهم تخلوا عن عروبتهم ورفعوا عقيرتهم بدعوة أميركا لعدم التردد في ضرب سوريا، فخاب ظنهم، فهل جاء الوقت لكي يعودوا إلى تاريخهم وضمائرهم، ويعترفوا بأخطائهم، ويتوقفوا عن دق طبول الحرب التي لا تتم إلا بالتنسيق بين أميركا وإسرائيل وعن المتاجرة بالجيش المنشق ومنظمات النصرة والقاعدة ذات التمويل والتسليح الخارجي من أكلة قلوب البشر، (الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-09-2013 08:51 AM

الى د.فهد الفانك

خير الكلام ماقل ودل

اتمنى للشعب السوري ان يعود الى رشده

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012