أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﻤﺪ ﻳﺪھﺎ

بقلم : فهد الخيطان
19-09-2013 01:20 AM
ﻓﻲ ﺑﯿﺎﻧﺎت أﺣﺰاب اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ وأﻛﺜﺮ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮد ﺟﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ، ﻧﺼﮫﺎ: 'إﻧﻨﺎ ﻧﺤﺬر اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﻘﻮت اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ وﻟﻘﻤﺔ ﺧﺒﺰھﻢ، وﻧﺤﻤّﻠﮫﺎ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺪاﻋﯿﺎت اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ إﻟﻐﺎء اﻟﺪﻋﻢ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻊ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ'.
ﺗﻜﺮرت ھﺬه اﻟﺠﻤﻠﺔ ﻣﺌﺎت اﻟﻤﺮات. ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻘﯿﻢ وزﻧﺎ ﻟﻜﻼم اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ واﻟﺸﺎرع 'اﻟﺬي ﻳﻐﻠﻲ'، وﻣﻀﺖ ﻓﻲ ﺳﯿﺎﺳﺔ 'اﻟﺘﻼﻋﺐ'؛ ﺧﺼﺨﺼﺖ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت، وأﻟﻐﺖ اﻟﺪﻋﻢ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺪﻓﻊ ﻧﻘﺪا ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺮوﻗﺎت، وﺟﺰﺋﯿﺎ ﻋﻦ اﻟﻜﮫﺮﺑﺎء، وھﻲ ﻓﻲ طﺮﻳﻘﮫﺎ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﻤﯿﺎه. وﻟﻢ ﺗﺘﺮك ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧﺪﻣﺔ إﻻ وﺗﻼﻋﺒﺖ ﺑﮫﺎ؛ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ
إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺮوﺑﺎت اﻟﺮوﺣﯿﺔ.
وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺒﻖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻗﺮارات اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺤﻤﻼت 'ﻣﺪاﻋﺒﺔ' ﻟﻠﺮأي اﻟﻌﺎم ﻻﺳﺘﻤﺎﻟﺘﻪ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﮫﺎ. ﻳﺒﺪأ اﻷﻣﺮ ﺑﻜﻼم 'ﻣﻦ ﺑﻌﯿﺪ ﻟﺒﻌﯿﺪ'، وإﺷﺎرات ﻋﻦ 'ﻋﺠﺰ وﺿﻌﻒ' اﻟﺨﺰﻳﻨﺔ، وﻋﺪم ﻗﺪرﺗﮫﺎ ﻋﻠﻰ 'اﻟﻮﻓﺎء' ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮫﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢاﻟﺨﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮاطﻨﯿﻦ، ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺪﻋﻢ ﻟﮫﺬه اﻟﺴﻠﻌﺔ أو ﺗﻠﻚ اﻟﺬي ﻳﺮھﻖ ﻛﺎھﻞ اﻟﻤﻮازﻧﺔ.
ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻳُﻔﺎﺟﺄ اﻟﻨﺎس ﻟﯿﻠﺔ اﻟﺨﻤﯿﺲ، 'ﻛﻤﺎ درﺟﺖ اﻟﻌﺎدة'، ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وھﻲ ﺗﻤﺪ ﻳﺪھﺎ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر.
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮات، ﻛﺎن اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺘﻤﻠﻤﻞ، وﻳﺤﺎول أن ﻳﺪﻓﻊ ﻳﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻳﺮدﻋﮫﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻼﻋﺐ. ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻷﻳﺎم واﻟﺴﻨﻮات، ﺻﺎر 'اﻟﺘﻼﻋﺐ' أﻣﺮا اﻋﺘﯿﺎدﻳﺎ، وﻟﻢ ﺗﻌﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺪاﻋﺒﺔ ﻗﺒﻞ اﺗﺨﺎذ اﻟﺨﻄﻮة اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ؛ ﻻ ﺑﻞ إن ﺑﻌﺾ رؤﺳﺎء اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻛﺎن ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺼﺪﻣﺔ، وأﺧﺬ اﻟﻤﻮاطﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﯿﻦ ﻏﺮة، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎل.
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم، ﻛﻞ اﻷﺳﺎﻟﯿﺐ ﻧﺠﺤﺖ. وﺑﻌﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻟﺨﺪﻣﺎت، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ھﻨﺎك اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﻓﯿﮫﺎ أو ﺣﺘﻰ اﻟﺘﺤﺮش ﺑﮫﺎ، ﻓﻤﺪت اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻳﺪھﺎ إﻟﻰ 'ﻗﻄﺎﻋﺎت' ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺎﺳﯿﺔ واﻟﺨﺼﻮﺻﯿﺔ. ﺑﺒﺴﺎطﺔ، ﻗﺮرت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ 'اﻟﺘﻼﻋﺐ' ﺑﺎﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻟﻠﻤﻮاطﻨﯿﻦ.
ﻓﺒﺤﺠﺔ دﻋﻢ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﻮطﻨﯿﺔ، ﻗﺮرت رﻓﻊ ﻗﯿﻤﺔ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺠﻤﺮﻛﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﻤﺴﺘﻮردة، وﻣﻦ ﺿﻤﻨﮫﺎ اﻟﻤﻼﺑﺲ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ، واﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ اﻟﻤﺴﺘﻮرد ﻣﻨﮫﺎ ﺑﺸﻌﺒﯿﺔ واﺳﻌﺔ ﻋﻨﺪ اﻷردﻧﯿﯿﻦ، ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺴﺘﻮردة ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺔ وﻣﺼﺮ وﺗﺮﻛﯿﺎ.
اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﻤﺎﺿﻲ. اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، وﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ ﻣﺴﺎﺋﯿﺔ، ﻣﺪت ﻳﺪھﺎ وﺗﻼﻋﺒﺖ ﺑﻤﻼﺑﺲ اﻷردﻧﯿﯿﻦ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻧﺺ اﻟﻘﺮار ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ، ﻟﻜﻦ ﻣﻨﻄﻮﻗﻪ ﺣﻤﻞ ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤﺴﺎس.
اﻷرﺟﺢ أن اﻷﻏﻠﺒﯿﺔ ﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﯿﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻤﻤﺪودة؛ ﻓﻘﺪ ﻣﺪﺗﮫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﺣﻠﻮق اﻟﻨﺎس، وﺣﺸﺮﺗﮫﺎ ﻓﻲ أﻧﻮﻓﮫﻢ، وﺿﺮﺑﺖ ﺑﮫﺎ ﻋﻠﻰ رؤوﺳﮫﻢ، وﻗﺒﻀﺖ ﻋﻠﻰ رﻗﺎﺑﮫﻢ. وﻓﻲ أﺣﯿﺎن أﺧﺮى داﻋﺒﺖ وﺟﻮھﮫﻢ، أﻣﻼ ﺑﺮﺿﺎھﻢ وﺻﻤﺘﮫﻢ.
اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻜﺎر ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﻟﻨﻔﺴﮫﺎ؛ ﻓﻤﻦ ﻳﻨﺎﻓﺴﮫﺎ ﻳﺘﻌﺮض ﻷﺷﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت. وﻟﺬﻟﻚ، دأﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺬﻳﺮ اﻟﺘﺠﺎر ﻣﻦ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر، وﺗﺴﯿﯿﺮ اﻟﺪورﻳﺎت ﻟﻀﺒﻂ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ، وﻛﺜﯿﺮا ﻣﺎ أﻟﻘﺖ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﮫﻢ ﻣﺘﻠﺒﺴﯿﻦ.
اﻟﮫﺪف ﻣﻦ ذﻟﻚ، ھﻮ أن ﻻ 'ﻳﻠﻤﺲ' أﺣﺪ ﻏﯿﺮھﺎ اﻟﻤﻮاطﻦ، أو ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻦ ﺟﯿﺐ 'ﺳﺮواﻟﻪ'.
اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت، وﻣﻦ ﺷﺪة ﺣﺒﮫﺎ ﻟﻠﻤﻮاطﻨﯿﻦ وﺣﺮﺻﮫﺎ ﻋﻠﯿﮫﻢ، ﻻ ﺗﺘﺮدد ﻓﻲ 'ﻣﺪ ﻳﺪ' اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ أﻋﻤﻖ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﯿﮫﻢ؛ ﻟﺘﺴﺘﺜﻤﺮ ﻛﻞ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ داﺧﻠﮫﻢ.
fahed.khitan@alghad.jo

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-09-2013 04:15 AM

الزلمة تعب كثير و هو رايح جاي يمد يده على جيبة المواطن و الجيبة فيها بركة مش راضية تخلص فحكى ”بالمرّة بشلحهم البنطلون و باخذ الجيبة و ما فيها و بخلص من اللف و الدوران على الشعب“
و عشان ما حدا يطارده، رفع الرسوم على الملابس الداخلية حتى ما حدا يقدر يشتري داخلي. و هيك بظل المواطن قاعد في بيته عريان

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012