أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


أقحوان الطرقات

بقلم : احمد حسن الزعبي
23-09-2013 02:02 AM
لماذا عندما يحمل مسؤول غربي أو حتى ياباني شرقي.. مكنسته وينزل إلى الشارع يصل الخبر إلينا خلال ساعات ونفتح أفواهنا انبهاراً وإعجابا بتواضعه وإخلاصه..وعندما يقوم بذات الفعل «رئيس البلدية» أو «أمين عاصمة»..نحسّ أن الصورة متكلّفة وثقيلة ..وان «المكنسة» التي بيديه أثقل من «الكريك»نفسه...
الجواب لا يحتاج الى كثير من التفكير ، ببساطة لأن الصورة هناك «طبيعية»..قد يلتقطها شخص هاوٍ أو فضولي مرّ في الطريق صدفة وشاهد المسؤول يقوم بواجبه بصمت وسريّة فالتقط له صورة ...أما هنا فالتحضير للنزول يتم قبل أسبوع ، والترتيب المسبق للمكان والزمان والبقعة التي «سيكنّسها» عطوفته على قدم وساق.. كما يوكل الأمر إلى أحد الموظفين للبحث عن مكنسة «لايقة» تليق بالرئيس أو الأمين، وآخر يكلف بانتقاء بدلة تناسب مقاسه..أما قسم الإعلام والعلاقات العامة فمهمته أن يرسل كاميرات التصوير الفوتوغرافي والفيديو الى الميدان ويحرص أن يتواجدوا تماماً على البقعة المراد تكنيسها وذلك قبل وصول المسؤول بساعتين على الأقل، في هذه الأثناء يتأكد المصورون أن البطاريات مشحونة و»الستاندات» ثابتة..بالضرورة يضع أحد الموظفين «كناسة مفتعلة « باكيت دخان فارغ على شوية عشب وورق» ليكنسها الرجل أمام «الفلاشات» السريعة وبمختلف الأوضاع والوضعيات..
تناقض المشهد هو الذي يجعل المواطن لا يقتنع كثيراً بما يرى ، يعني لا يستطيع ان يؤمن بمسؤول يرتدي البدلة البرتقالية وبيمينه «مكنسة» وفي نفس الوقت يرتدي نظارة شمسية ثمنها خمسمائة دينار...وينزل من سيارة «فور ويل» أو مرسيدس «أس 500»!!!..كما لا يستطيع ان يقتنع بمن ينظر إلى الناس والشوارع وحاجات السكّان من خلف نظارة معتمة..يستطيع أن يخدمهم على نور وشفافية..بينما حوله من المرافقين المهندمين ما يكفي استقبال رئيس جمهورية...
ولأننا لا نحُبّ أن نظلم أو نُظلم..كنا نتمنى ان تخرج هذه الأفعال أصيلة ،حقيقية تلقائية دون أخذ «فيلق» من المصوّرين والمجاملين والمجمّلين...هذه بلدنا..وخدمتها ليست استعراضاَ أو «منّة «من احد...وهذا الزي البرتقالي الذي لم يعتد إلا على الوفاء والإخلاص والعمل بصمت ، يليق بنا جميعاً كما يليق بأكبر شخصية مهما علت أو ارتفعت..لأنه زي الكادحين الشرفاء..ولأنه إقحوان الطرقات..
ليتنا نعمل لوجه الله..وخدمة للوطن..فقط ...
عندها ستشتمّ الناس وحدها رائحة الوفاء والصدق والإخلاص كما يشتمّ ياسمين أيلول.. (الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-09-2013 07:42 AM

كل المسؤلين في الاردن كناسين ، بعضهم يكنس الشارع تحت ضوء الكمرات ، وبعضهم يكنس جيوب الناس عالعتمه !

عاشت الاردن (بلادناوبلادغيرنا) نظيفة على الدوام .

2) تعليق بواسطة :
23-09-2013 10:16 AM

شو الغلط بأن يضع أمين عمّان نظارة ثمنها 500 دينارا أم تريده أن ينعمي ويعيش على صندوق الإعانة الوطنية!؟ وبعدين يا أخي اشتراها من حلال ماله من الباعة المتجولين وسط البلد. وسمعت أنه أخذ عليها تخفيضات بحوالي دينار ونصّ.

3) تعليق بواسطة :
23-09-2013 10:23 AM

هنالك محاولات دائمة من الكتاب الزعبي الإساءة إلى وجهاء الأردن (عج). الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على تجارة الأردن الخارجية مع الصين وألمانيا أكبر شريكين تجاريين للأردن. لذا نهيب بالأخ الزعبي أن يكفّ عن الإساءة إلى هؤلاء الوجها (عج) والتركيز بذكر مناقبهم أمام الأم الراقية وقابك الصحراء والغوطة ووادي رام وعرب السراحين والهيب في فلسطين الحبيبة.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012