أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


علامات حب الوطن

بقلم : د. رحيّل غرايبة
27-09-2013 01:19 AM
حب الأوطان مركوز في فطرة الإنسان، ويمثل حنينًا عميقاً في النفوس، يفيض شعراً ونثراً، على السنة الشعراء والأدباء، ولا يشذ عن ذلك شعب أو أمة أو جماعة، وأصبح تمجيد الأوطان نشيداً وطنياً، عذباً ممزوجاً بأقصى درجات الاحترام والتقدير، وأعلى مراتب الولاء والانتماء.

حب الأوطان لا يكون فقط بالكلام، والخطب، ونظم الشعر ونسج المقالات، بل ينبغي أن يتم ترجمة ذلك إلى أفعال وسلوكات، ومنظومة قيم، وفلسفة حياة، ومعايير للحكم والتقويم، ورابطة عامة للتقارب بين الأفراد والجماعات.

الدين والايمان يعزز قيمة حب الوطن، ويعلي من شأنها، وجعل القتال للدفاع عن الأوطان جهاداً يعد ذروة سنام الإسلام، ومن يقتل وهو يدافع عن وطنه وأرضه مقبلاً غير مدبر، مخلصاً نيته بعيداً عن الرياء والحمية والسمعة، يمنح مرتبة الشهيد، التي تعد من أعلى المراتب وأسماها، وأنبل الأوصاف وأجملها في الدنيا والآخرة.

علمنا النبي محمد عليه الصلاة والسلام هذه القيمة عندما قال وهو يهم بالخروج من مكه مهاجراً، مطروداً من الأهل والعشيرة: « والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت» يقول ذلك تعبيراً عن حنينه العميق وحبه العظيم لوطنه وبلده، ليكون نموذجاً لكل عربي ومسلم ولكل إنسان في إنتمائه لوطنه، أينما كان وأينما وجد.

هنالك بعض التصرفات التي تخدش وجه الوطن، وتتناقض مع ادعاء الانتماء للوطن وحب الأرض، وتعد خروجاً على هذه القيمة العليا؛ فكل من يمارس الفساد، ويعتدي على المال العام فقد ناقض حقيقة الولاء والانتماء الوطني، وكل من يغش في تجارته، ولا يتقن عمله، ولا يقوم بوظيفته فقد خان الأمانة وخان الوطن، وكل من يقذف قاذوراته، من أبواب نوافذ البيت أو السيارة، فقد أساء لوطنه ومارس الكذب في ادعاء الحب لبلاده وأرضه، وأن كل من يتمرد على القوانين والأنظمة والتعليمات العادلة التي تنظم الحقوق والواجبات، وترسي قواعد المساواة مع المواطنين، فقد خرق الانتماء للوطن، وأفسد العلاقة التي تربطه بوطنه وشعبه، وكل من يمارس الاعتداء على أملاك الغير، والسطو على الحق العام فليس أهلاً لقيمة حب الوطن، ولا يرتقي لمستوى هذه المرتبة فضلاً على مخالفته لقواعد الإيمان، وتمرده على معاني الإيمان الصحيح، ومخالفته للحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، إن القيام بالعبادة الصحيحة، يتطلب ثمرة عملية مؤكدة تتجلى في امتلاك القدرة على القيام بخدمة الوطن، وخدمة أهله، والدفاع عن أمته وشعبه، وصيانة المال العام وتأديه الوظيفة على أتم وجه، وحفظ الأمانة بكل قوة وإخلاص، بعيداً عن الرياء والسمعة، وبعيداً عن النفاق والتزلف.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-09-2013 10:43 AM

يا رجل اتقى الله فيما تقول و لا تفتى بغير علم .ولا تؤول و تتقول على رسول الله صلى الله عليه و سلم. الرسول عليه السلام يحب مكة ليس لانها بالمفهوم الحالى وطن و جنسيهو ارض عاش عليها . و انما حبه لمكة لانها احب البقاع الى الله سبحانه و تعالى , و لحرمتها و جلالة قدرها بين بقاع الارض. و ما يؤكد هذا انه لم يرجع ليسكن بمكة بعد الفتح و انما كانت حياته و اهماله عليه السلام مكرسة لخدمة الاسلام و تبليغ الرساله . ولم يطغى عليها ما يسمى بحب الوطن . و ايضا لم يميز اهل وطنه عن غيرهم من المسلمين , و انما المسلمون اخوة . لا معنى للوطن و الوطنيه التى يتشدق بها الكثير من الناس عندما تتعارض مع احكام الدين الحنيف , و تصبح دعوة للجاهليه , وفوق ذلك يستشهد لها باحاديث و اقوال الرسول الكريم. الدعوه الحق تكون لله و لرسوله و للاسلام , و ليس لوطنيات مفرغه من المضمون . الاسلام بلغنا كاملا و شاملا و نظم كل علاقاتنا مع البشر و الاوطان , وحدد حق كل طرف وواجباته . فلا داعى للفتاوى المضلله و المحرفه للدين .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012