أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


.. بوس لحى لم يتم!

بقلم : طارق مصاروة
28-09-2013 12:16 AM

حين تتعقّد العلاقات بين الدولتين إلى حدّ القطيعة الدبلوماسية، والاقتصادية والثقافية.. وتتعدى ذلك إلى العقوبات والعقوبات المضادة... تضمر هذه العلاقات إلى الحدّ الذي تصير فيه أشبه بالعِداء الفردي بين شخصين!!.
بين الولايات المتحدة وإيران جرّب الطرفان منذ عام 1980 كل أصناف العِداء. ووصلت الأمور إلى احتجاز الدبلوماسيين الأميركيين لـ444 يوماً في طهران، وإلى حدّ تجهيز حملة هليوكبتر أميركية لتحرّرهم بالقوة. وقد وصل الطرفان إلى القناعة بأن الأفضل هو: الحرب بالواسطة!!. فبدل الهجوم على المارينز في الخليج العربي، يهجم أنصار إيران على المارينز في بيروت!!. وبالمقابل فالولايات المتحدة تقاتل إيران في كل مكان بمجلس الأمن، وبقواعدها في الخليج، وباقناع الدول المستهلكة للنفط بمقاطعة النفط الإيراني، وعرقلة التجارة بين دول العالم وإيران!!.
عض الأصابع هذا بين الولايات المتحدة والجمهورية الإيرانية، كان يجب أن ينتهي بقناعة الطرفين. ولو ببداية كنا وصفناها بأنها أشبه ما تكون بعلاقة اثنين باراك أوباما وحسن روحاني يحاولان على أرض محايدة هي الأمم المتحدة البدء بفكفكة العلاقات العدائية المُعقّدة!!.
كان السؤال منذ انتخاب «المعتدل» روحاني رئيساً للجمهورية: كيف تبدأ حلحلة الأمور؟؟. هل تكفي التصريحات المعتدلة لإنهاء الهتاف الدائم: الموت لأميركا؟؟. ولماذا لا تكون اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مناسبة لالتقاط صور الرئيسين أوباما وروحاني وهما يتصافحان على طريقة المصافحة الأميركية أمام الكاميرات؟!.
قبل وصول روحاني إلى نيويورك استهل الرئيس الأميركي في خطابه، وقبل وصول روحاني باعتراف خطير اشبه بالاعتذار عن التدخل الأميركي الفجّ في الشؤون الداخلية الإيرانية. وترك الناطقون بلسان البيت الأبيض والخارجية للظروف امكانية لقاء قصير ومصافحة وصور كثيرة بين أوباما وروحاني في ممرات الأمم المتحدة وقبل ذلك تحمس الرئيس الفرنسي للقاء الرئيس الإيراني. ولكن كل ذلك لم يحدث:
- فروحاني اعتذر بأن التوقيت لم يكن صائباً. وكان هناك الكثير من الأمور على المحك مما بدد فرص اللقاء!
- والأميركان فسروا السبب بأن السياسات الداخلية في ايران حالت دون قيام روحاني بهذه الخطوة الجريئة!!
.. وبغض النظر عن محاولة الصلح ببوس اللحى على الطريقة العربية. فإن خطة الأولويات لدى الطرفين كانت: بالنسبة للأميركيين فالمهم الالتزام بمعاهدة عدم انتشار أسلحة الدمار. لكنهم لا يريدون ان يكون الكلام في الموضوع النووي الإيراني كلاماً ثنائياً أميركي – إيراني. فهناك مؤسسة تفاوض اسمها 5 + 1. تضم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا!؟
الأهم هو المشكل النووي. ليس سوريا، وليس العراق وليس حزب الله. والمشكل النووي غير قابل للمساومة اعطيني فأعطيك. لأنه له مراجعة في منظمة الطاقة في فيينا!!.
الأميركيون غير مستعجلين طالما أن العقوبات الاقتصادية تفعل فعلها، وطالما أن المنطقة العربية وتركيا هي التي تقف في وجه الامتدادات الإيرانية. لذلك فإنّ لغة الاعتدال الإيرانية الجديدة ستبقى تبحث عن نقطة ارتكاز تتمسك بها. ويبدو أن الموضوع النووي وحده هو المدخل الوحيد لإيران للوصول إلى أميركا!!. (الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012