أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


الدب..لوماسية هي الحل!

بقلم : احمد حسن الزعبي
30-09-2013 01:05 AM
تماماً مثل الدول العربية،لم أذق طعم الانتصار في حياتي..صحيح أن المعارك التي خضتها مرغماً كانت قليلة، لكنها مشبعة بالهزيمة..
في الصفّ الأول الابتدائي، أرغمت على مشاجرة مع طفل شرس وقف لي في الطريق الواصل بين بيتي وبين «دكّان» الحارة،حاولت تغيير الطريق والتظاهر بأني مغرم بالمسافات الطويلة، إلا انه أصرّ بالتصدّي لي وتوقيفي، اذكر انه كان معي قطعة «كيك» ما زالت في غلافها..وأذكر أنه قال كلمة واحدة :»طعميني»..فرفعت كتفي وقلت له كلمة واحدة أيضا : « بديش»..!! عندها هوت قبضة سمراء صغيرة فجأة على جبهتي..فوجدت نفسي منسدحاً بين قطعتي طوب وفردة «حذاء قديم»، رفعت نظري إلى أعلى قليلاً، في الوهلة الأولى اعتقدت ان ناطحة سحاب تظللني من شمس الظهيرة وعندما دققت النظر قليلاً اكتشفت ان ناطحة السحاب ما هي إلا برميل»زبالة»..نفضت ملابسي من التراب وعدت إلى البيت «اتلمّض» «والوك الهواء» لأوهم اهلي أن اشتريت الكيك وأجهزت عليه في الطريق..
في الصفّ الرابع كنت مكلّفاً بمسك دفتر الحضور والغياب الخاص بالطلاب- حسب النظام التربوي القديم- كل ما أقوم به أحصي الحضور وأسجل الغياب وأناوله لمربي الصف نهاية الأسبوع ليتّخذ الإجراء..ذات يوم أخذتني العزّة بالإثم وقمت بتسجيل أقوى الطلاب وأطولهم وأعرضهم في سجل الغائبين، وقد وشى بي أحد الزملاء من الطابور الخامس للزميل العزيز، اقترب منّي «بلطجي» الصف طالباً الدفتر، تجاهلت في البداية والتهيت ببري القلم..فجأة رفعني من مقعدي بواسطة ياقة بلوزتي، في هذه الأثناء حاولت ذراعاي الوصول الى أي مساحة من جسده كنوع من أنواع المقاومة الصورية دون فائدة،في نهاية المشاجرة لا أدري كيف لفّت «البلوزة» كلها الى الخلف، فأنا أذكر رسمة كوخ صغير وقربه أرنب على الواجهة الأمامية للبلوزة، لكن بعد المشاجرة اكتشتفت ان الكوخ في منتصف ظهري والأرنب على كتفي كيف لا أعرف..
المشاجرة الثالثة كانت قصيرة ونوعية، في الصف السادس و أثناء الفرصة ونحن نلعب في ساحة المدرسة غافلني طالب «سمج» بوضع قطعة ثلج في «الفانيلا» وهرب، لحقته..وعندما وقف وقابلته وجهاً لوجه..صفعته صفعة مدوية «حقيقة أجمل وأنجح صفعة أنفّذها» في حياتي..فما كان منه إلا أن ردّ الصفعة بـ»بكس» مزلزل..في الحقيقة صرت مدينا له فيما بعد على هذه «اللكمة» لأنها عجّلت بظهور ضرس «العقل»..
بعد هذه المعارك الصغيرة والمؤلمة ، أحصيت خسائري، وعرفت قدراتي القتالية..أيقنت تماماً أن لا حل أمامي إلا الدبلوماسية، فمثلاً صار كل من ينوي المشاجرة أو افتعال مشكلة معي، أقوم بالتحايل عليه..إما من خلال صلة القرابة كأن أقول له: «ولك استنى شوي..بتعرف انه أمي بتقرب لأمك؟؟؟»..أو أفاجئه قبل الضربة بلحظات قائلا: «صحيح مش انتو بتقربولنا»؟؟!!...»مش مرت خالك بتصير جارة بنت عمي»؟؟؟..وإذا انقطعت كل صلات الأرحام والاسترحام ..وبقي مصراً على الضربة..فلا بد حينها من التنازل عن «مصروفي» طواعية او تسليم طعامي..بحجة التبرع والتآخي و التشارك والإيثار..
الآن فقط عرفت لماذا تعتبر الدبلوماسية العربية من انجح دبلوماسيات العالم!...
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-09-2013 08:15 AM

والله مقال رائع وجميل جدا ومعبر افكار بسيطة ومطروحة بشكل مبسط وسهل وفكاهي وهادف اتمنى لك مزيد من التقدم والنجاح والشهرة.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012