أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


أين يقف الأردن؟

بقلم : فهد الخيطان
01-10-2013 12:35 AM
تُخفي دول عربية وخليجية على وجه التحديد، قلقها، لا بل وصدمتها من التقارب الإيراني الأميركي.الأسبوع الماضي حمل مفاجآت غير سارة لتلك الدول، تمثلت في اجتماع بين وزيري خارجية إيران وأميركا، تبعه اتصال هاتفي غير مسبوق منذ ثلاثة عقود بين الرئيس الأميركي ونظيره الإيراني، أفضى إلى تفاهم أولي للبدء بحوار ثنائي لتسوية الخلاف حول ملف إيران النووي.

والظاهر في العلن من الاتصالات بين البلدين هو مجرد نقطة في بحر المراسلات السرية، على ما تدّعي مصادر صحفية ودبلوماسية غربية، ستنتهي إذا ما تكللت بالنجاح، بصفقة تاريخية، تشمل إضافة 'للنووي'، الملف السوري.

الدبلوماسية الخليجية تحركت بفاعلية في واشنطن في الأيام الأخيرة، سعيا إلى أجوبة حول مغزى التحول في الموقف الأميركي تجاه إيران، وحدود التفاهم المحتمل. لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مع نظرائه الخليجيين، إلى جانب وزراء عرب أبرزهم الأردني، في نيويورك قبل أيام، تمحور حسب المصادر الصحفية حول هذا الموضوع.

منذ الاتفاق الروسي الأميركي حول ملف الأسلحة الكيماوية السورية، برزت ملامح تفاهم أوسع حول قضايا المنطقة؛ وجود رئيس معتدل وإصلاحي في ايران، وفّر الفرصة لاختراق كبير ينتهي بما بات يعرف بالصفقة الكبرى.

إسرائيل منزعجة للغاية من السلوك الأميركي. وتعكس تحليلات الصحافة الإسرائيلية ذلك بوضوح؛ فهي تخشى من اتفاق يكرس إيران دولة نووية في المنطقة. هذا الاحتمال مستبعد بالطبع؛ فما من إدارة أميركية تسمح بتهديد أمن إسرائيل على المستوى الاستراتيجي. لكن إسرائيل، كحال دول عربية، متلهفة لسماع توضيحات أميركية بشأن خطوات الإدارة الأميركية تجاه إيران.

الوصول لتسوية سلمية لملف إيران النووي، ينسجم تماما مع الموقف الرسمي الأردني الذي طالما أكده كبار المسؤولين. لكن في مداولات نيويورك حول الموضوع، بدا أن الدبلوماسية الأردنية في حالة تضامن مع الدبلوماسية الخليجية؛ 'السعودية والإماراتية' خصوصا.

ساند الأردن بقوة الدول الخليجية في مواقفها المتشددة تجاه إيران. وبمناسبة، وأحيانا بدون مناسبة، لم تبخل الدبلوماسية الأردنية في انتقاد التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الخليجية، والوقوف إلى جانب الإمارات العربية المتحدة في مطالبها باستعادة الجزر من إيران.العلاقات الأردنية الإيرانية عموما ظلت على الدوام رهينة الاعتبارات الخليجية بالدرجة الأولى، وبدرجة أقل الموقف الأميركي.

لكن من الصعب على الأردن الذي ينخرط في تحالف استراتيجي وثيق مع الولايات المتحدة، أن يعارض الاتصالات مع إيران بنفس الوتيرة الخليجية.

هناك حاجة للتفكير بمقاربة جديدة. صانع السياسة الخارجية الأردنية أثبت قدرته على التنبؤ بالتطورات المحتملة في الإقليم، ولعل الموقف من الأزمة السورية خير مثال على ذلك.اليوم، لم يعد بوسعنا أن نتجاهل التبدلات الجارية في الموقف الأميركي تجاه مختلف قضايا المنطقة. ويتعين النظر إلى التفاهمات الروسية الأميركية على نحو جدي، لأنها على ما يبدو ترسم مسارا جديدا للصراعات والتحالفات والتسويات على مستوى الإقليم كله، لا يُعرف بعد من سيكون الخاسر والرابح فيها.

سيتأثر الأردن مثل غيره من دول المنطقة بالتغيرات المحتملة في السياسة الأميركية، وهو المعني أكثر من غيره بتسوية سلمية للأزمة السورية، وتجنب حرب إقليمية بسبب النووي الإيراني. هنا تكمن مصالحه على المدى البعيد، وعليه أن يتصرف وفق هذه المصالح.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-10-2013 02:13 AM

الاخ الكاتب بعد التحيه:
كيف اثبت صانع السياسه الخارجيه قدره على التنبؤء بالتطورات المحيطه ؟ولماذا وضعت الموقف من سوريا في اثبات السياق للمقال .على عكس ما تقول تماما الاردن ليس له وزرارة خارجيه تقراء او تكتب .وما تقوله فيه خجل في وصف الحقيقه .الاردن شريك في الموقف من سوريا مع الخليجيين .الاردن ك... البقره مع اشقاءه .لقد انبح صوتنا ونحن نقول ان سوريا لا يسطيع اعدائها اسقاطها لاعتبارات كثيره.لا زال للاردن فرصة ضئيله في تغيير موضعه بان يقدم كل ما يستطيعه للجيش العربي السوري من معلومات امنيه للقضاء على الارهاب الذي يعصف بدوله جاره لانه ان لم يفعل سيكون الدوله التي سوف يتدفق عليها حثالات التكفيريين بحيث يجد نفسه امام مصير "ذواق السم بذوقه ".
اخيرا :في الاردن سياسيون وكتاب وصحفيون لا يجيدون الا الاكل والشرب والاحلام وعلى عكس ما تقول تماما ,الاردن يقراء ما يدور حوله بالمقلوب او مصاب بالرعاش في السياسيه الخارجيه حاله حال بعض وزراء الخارجيه العرب وهم اصدقاء لناصر جوده .

2) تعليق بواسطة :
01-10-2013 02:50 PM

اللي بجوّز امي هو عمي !!! هذا هو جوهر السياسة الاردنية ، ولكن الحيرة حاليا هو بين امريكا ام اسرائيل فكل واحدة هي عمّنا الذي لا نستطيع اغضابه وقد تعودنا ان تكون سياستهما متناغمة ومتكاملة ، ام حاليا فربما برزت تمايزات تضطرنا لان نزداد اضطرابا وحيرة!!! مين اللي بدنا نرضيه يا ترى؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012