أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
الامانة تعلن إيداع قوائم التخمين 2025 عطية يسأل وزير الصحة عن اسماء شركات اللحوم الفاسدة الملك يلتقي المكتب الدائم لمجلس النواب اللجنة القانونية النيابية تُقرّ عددا من مواد (الوساطة لتسوية النزاعات) الجمارك: ضبط 17000 عبوة من الجوس المقلّد المنتهي الصلاحية احالات الى التقاعد المبكر في التربية - أسماء إصابة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم خيرالله خلال معسكر الدوحة رئيس الوزراء يوجّه باتخاذ كامل الإجراءات لتصويب المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة إعلام إسرائيلي: فشل مدوٍ للجيش وحماس حققت أهدافها وفاة خمسيني بحادث دهس في الزرقاء والأمن يبحث عن السائق تأجيل اجتماع لجنة الصحة النيابية المخصصة لمناقشة حادثة ( اللحوم الفاسدة ) مدير الكهرباء الوطنية: رفع الجاهزية وضمان استقرار النظام الكهربائي جلسة مفتوحة لمجلس الامن بشأن فلسطين اليوم 54.8 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلي لجان نيابية تناقش اليوم مشاريع قوانين وقضايا عدة
بحث
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


السعيد من اتعظ بغيره

بقلم : جهاد المنسي
02-10-2013 01:14 AM
يشهد العالم الافتراضي، على موقعي 'فيسبوك' و'تويتر' وغيرهما، حالة غضب شعبي ضد الحكومة، وخاصة في ظل وجبة رفع الأسعار الأخيرة التي اتخذتها، وأبرزها رفع الرسوم على الملابس، وبعد ما ثار من أنباء حول نية الحكومة رفع رسوم تسجيل وترخيص المركبات.العالم الافتراضي تفنن في الكلام عن الحكومة، والغمز واللمز منها. والبعض كان أكثر قسوة ودعا لرحيلها. فيما حضرت النكتة في أغلب التعليقات التي شاهدتها خلال الأسبوع الماضي والذي سبقه.أبرز ما رأيته نكتة تداولها زوار 'فيسبوك' تدعو رئيس الحكومةد. عبدالله النسور، إلى المشاركة في برنامح مشاهير العرب (Arabs Got Talent) الذي تبثه قناة 'أم. بي. سي 4'، باعتبار أنه يمتلك موهبة خارقة هي رفع الأسعار.ما يدور في العالم الافتراضي هو بعض مما يدور في الحقيقة والواقع. والناس تعبر عن شعورها وما بداخلها من ضيق حال، وقسوة عيش، من خلال تعليقاتها.الحكومة تواصل سياسة الرفع، وتصمّ آذانها عن كل النداءات التي تدعوها للتوقف عن عمليات رفع الأسعار المتلاحقة التي أرهقت المواطن وجيبه، وسببت له إعياء دائما، وتفكيرا متواصلا في طريقة تأمين لقمة العيش. للأسف، الحكومة انتهجت الأسلوب الأسرع والأكثر ملاءمة لها لمعالجة خلل الموازنة وعجزها، واعتمدت على جيب المواطن للخروج من الوهن المالي الذي تمر به موازنة الدولة.لم تلتفت الحكومة لتأثير قراراتها على قدرة الناس الشرائية، ولم تفكر في أثر ما تقوم به على السلم والأمن الاجتماعي، ولم تقدم ما يُقنع المواطن بأهمية التضحية والصبر. فقد تحدثت كثيرا عن محاربة الفساد من دون أن تقدم قضية فساد كبرى؛ وتحدثت مطولا عن مشاريع تنموية، وتأخرت كثيرا في الاستفادة من المنحة النفطية؛ وتحدثت مطولا عن فتح مشاريع ومعالجة الترهل الإداري والصرف الحكومي الزائد عن الحاجة، وهي ما تزال تصرف بالشمال واليمين.المواطن يريد من حكومته توفير حاجات أساسية، أهمها التعليم والصحة والبنية التحتية، قبل أن تطالب بدفع الضريبة أو تقوم برفع ضريبة ما على المواطن. ولكن، للأسف، وضعنا الصحي يتراجع، والتعليمي حدث ولا حرج، والبنية التحتية لم تعد تصلح.ما يكتب على صفحات 'فيسبوك' و'تويتر' يؤشر لحالة غليان شعبي ساكن، لا يجوز أن تبقى الحكومة يوميا تثيرها وتشعل النيران حولها. وإنما عليها معالجة الاختلالات في الموازنة، ولو لمرة واحدة، بعيدا عن جيب المواطن وقدرته الشرائية.قد يقول منافح عن الحكومة إنها عوضت محدودي الدخل عندما أقدمت على رفع أسعار حاجات أساسية للمواطن، وإن التعويض المقدم عادل لمحدودي الدخل ولا يرهقهم، وإن رفع الرسوم هو على بعض حاجيات لا علاقة لها بمحدودي الدخل. وهذا ذر للرماد في العيون؛ فأي رفع مهما كان، وأي تعويض مهما كبر، لن يعوض محدودي الدخل تحديدا، والمواطن بشكل عام، إزاء متوالية الرفع الذي ستصيب قطاعات مختلفة تتعلق بحياة المواطن اليومية.فرفع سعر أي سلعة كانت سينعكس على سلع أخرى. ومن قال للحكومة إن رفع أسعار المحروقات، مثلاً، لم يؤثر على أسعار الخضراوات والفواكه واللحوم والدواجن والمواد الغذائية والصحية والمواصلات والمخابز، وغيرها من عمليات إنتاج يومية المواطن بحاجة لها بشكل يومي؟في كل الأحوال، فإن سياسات الحكومة الاقتصادية التي باتت حالة تندر متواصل من المواطن يعبر عنها في العالم الافتراضي، يمكن أن تنعكس لاحقا على السلم والأمن الاجتماعي، وخاصة في ظل اتساع الحاجة وضيق ذات اليد. فمن قال للحكومة إن تلك الأمور لن ترفع نسبة السرقات والجريمة وغيرها؟ ومن قال لها إن ما تقوم به لن يراكم غضبا شعبيا؟قالوا سابقا، وفي باب الحكم، إن السعيد من اتعظ بغيره. ولهذا، فإن الحكومة عليها أن تفتح عيونها جيدا، وأن تعرف أن سياسة الصبر والتحمل وشد الأحزمة التي يقوم بها المواطن، قد لا تستمر طويلا. وعليها تغيير سياستها الاقتصادية التي تقوم بالأساس على جيب المواطن، والبحث عن مناح مختلف لردم عجز الموازنة التي انهارت جراء السياسات الاقتصادية الخاطئة، والتخطيط غير السليم، والترهل المتواصل، والفساد المستشري، والاعتماد المتواصل على المعونات والهبات.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-10-2013 08:48 AM

الكاتب المحترم بعث في مقاله الرائع بعدة رسائل اقتطف ثلاثا منها:



(1) ما يكتب على صفحات 'فيسبوك' و'تويتر' يؤشر لحالة غليان شعبي ساكن،



(2) سياسات الحكومة يمكن أن تنعكس لاحقا على السلم والأمن الاجتماعي،



(3) الحكومة عليها أن تعرف أن سياسة الصبر والتحمل وشد الأحزمة قد لا تستمر طويلا.



منذ ثلاث سنوات تلقت الحكومات الاردنيه المتعاقبه رسائل من كتّاب وطنيين ومن محللين اقتصاديين وسياسيين ومن هيئات المجتمع المدني ، واوضح تلك الرسائل هي التي هتفت بها الاف الحناجر في حراكات سلميه راقيه .

الرسائل وصلت صناع القرار ولكن .. بحسابات صناع القرار " كلام الناس ما بقدم ولا بأخر" .

صناع القرار مطمئنين ويغطون في سبات عميق لن يوقضهم منه كل الكلام ، صناع القرار لا ولن يوقضهم الاّ الافعال ، عندها فقط سيصدرون مقوله " الان فهمتكم" والتي لا تأتي عادة الاّ متأخره !

عندها فقط سيندمون على عدم الاستماع لتحذير الكاتب الذي جاء بعنوان هذا المقال " الحكيم او السعيد من اتّعض بغيره" .

في الصدور احتقان وفي الحناجر مراره ، ومع ذلك فاننا نرجو الله مخلصين ان يتم انتشال الاردنيين مما هم فيه سلميّا ، ولا نتمنى ابدا شرارة تحرق البيدر .

طال الانتظار وبلغ السيل الزبى ونحن على اعتاب قشه تكسر ظهر البعير، ورسالتنا لصناع القرار :

اذا الشعب يوما اراد الحياه ..فلا بد ان يستجيب القدر .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012