أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
الملك يتفقد مشروع مساكن الملاحة في دير علا المكون من 400 وحدة - صور الامانة تعلن إيداع قوائم التخمين 2025 عطية يسأل وزير الصحة عن اسماء شركات اللحوم الفاسدة الملك يلتقي المكتب الدائم لمجلس النواب اللجنة القانونية النيابية تُقرّ عددا من مواد (الوساطة لتسوية النزاعات) الجمارك: ضبط 17000 عبوة من الجوس المقلّد المنتهي الصلاحية احالات الى التقاعد المبكر في التربية - أسماء إصابة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم خيرالله خلال معسكر الدوحة رئيس الوزراء يوجّه باتخاذ كامل الإجراءات لتصويب المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة إعلام إسرائيلي: فشل مدوٍ للجيش وحماس حققت أهدافها وفاة خمسيني بحادث دهس في الزرقاء والأمن يبحث عن السائق تأجيل اجتماع لجنة الصحة النيابية المخصصة لمناقشة حادثة ( اللحوم الفاسدة ) مدير الكهرباء الوطنية: رفع الجاهزية وضمان استقرار النظام الكهربائي جلسة مفتوحة لمجلس الامن بشأن فلسطين اليوم 54.8 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلي
بحث
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


هــل ننجـح في التنمية؟

بقلم : باتر محمد علي وردم
05-10-2013 12:19 AM
تشترك كل الدول الناجحة في العالم في تخطيطها لتطلعاتها المستقبلية عبر مسارين متوازيين وهما تحقيق الديمقراطية والنجاح في التنمية. الديمقراطية في هذا السياق تمثل كافة التشريعات والمؤسسات والأدوات التي تحقق الحكم الرشيد وحقوق الإنسان والشفافية ومكافحة الفساد، بينما تمثل التنمية الهدف النهائي لكافة النشاط الاقتصادي في الدولة فهي تتعلق بمقدار النجاح في مؤشرات التنمية الإنسانية وليس مقدار النجاح في زيادة الناتج القومي الإجمالي بحد ذاته.

لا بد من القول بأننا في الأردن قد حققنا فشلا واضحا في مسار الديمقراطية، بل أن المؤشرات الحالية تعكس نزوعا نحو التراجع لا التقدم، وذلك على صعيد السلطة التنفيذية والتشريعية معا، وعلى صعيد ضعف المجتمع المدني وتباطؤ الإصلاح السياسي وعشوائية الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح، ولا يبدو أن هنالك أدوات سياسية ومؤسسية وتشريعية متاحة للتحول الحقيقي نحو الديمقراطية بالطريقة التي تمارسها الدول والمجتمعات التي آمنت بالمنظومة الديمقراطية بشكل فعلي لا بشكل دعائي.

وإذا كنا قد سلمنا بالفشل في الوصول إلى الديمقراطية فإن تحدي التنمية يجب أن يشكل الهدف الرئيسي الذي لا يمكن التخلي عنه لأنه يتعلق بدور الدولة المباشر تجاه المجتمع، وفي حقيقة أن كافة النشاط الاقتصادي يجب أن يصب في نهاية الأمر نحو تحسين نوعية حياة الإنسان وتطوير التنمية بكافة قطاعاتها الاساسية مثل مكافحة الفقر والبطالة وتحسين الصحة والطاقة والمياه والبيئة وغيرها من الظروف والشروط الأساسية للتنمية الإنسانية.

لقد تمكنت العديد من دول العالم من الوصول إلى مستويات مرتفعة ومبهرة من التنمية في ظل غياب الديمقراطية، والأمثلة على ذلك كثيرة وخاصة في آسيا (الصين، ماليزيا، سنغافورة، كوريا، الخ...) وربما بات من المناسب لنا أن نضع جانبا ولو لفترة بسيطة كل هذه النقاشات والطموحات حول الإصلاح السياسي ونركز على قضايا التنمية وكيفية المضي قدما في مشاريع التنمية بالحد الأقصى من الديمقراطية والعدالة والكفاءة ومكافحة الفساد.

في الأردن تبقى شروط الديمقراطية الحقيقية معطلة لأسباب خارجية مثل التداعيات المؤلمة لما يسمى الربيع العربي وخاصة في سوريا ومصر والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والذي ينعكس بدوره على أهم قضايا المواطنة والمشاركة السياسية. ولأسباب داخلية منها التأثير الكبير لمراكز القوى التقليدية وغياب الأدوار الفعالة للمجتمع المدني وإضعاف الإعلام وتشتت الحراك السياسي وتطرف لعديد من تطرفاته، ولهذا فإن فقدان المزيد من الطموحات في الإصلاح السياسي سوف يؤثر على معادلة العلاقة بين المجتمع والدولة، وهي معادلة يمكن حمايتها بالمزيد من الإستثمار في جهود التنمية الصادقة التي تراعي البعد الإنساني وليس المؤشرات المالية الجافة.

هذه ليست دعوة إلى التوقف عن بذل الجهود نحو الإصلاح السياسي ولكنها مجرد تذكير، لعل دافعه الإحباط إلى ضرورة “عدم التمادي” في السير وراء دعوات الإصلاح السياسي والتي تجد مسارات مسدودة دائمة، والتركيز الأكثر على مسارات التنمية التي يمكن أن تحقق نجاحات ملموسة في تقوية الدولة وترسيخ دور المواطن والعقد الاجتماعي الذي يشكل اسس بناء الدولة واستقرارها وهو عقد اجتماعي بات بحاجة إلى الكثير من التطوير استجابة للعصر الجديد وزيادة الطموحات المشروعة في المشاركة السياسية والتنمية العادلة.

وفي هذا السياق تبدو المنحة الخليجية فرصة ذهبية لإعادة ثقة المجتمع الأردني وخاصة في المحافظات بالدور المركزي للدولة، وإذا ما ضاعت هذه الفرصة يجب عدم لوم الشارع ولا “القوى الخارجية” ولا “غياب الوطنية” على استمرار وزيادة وتيرة النقد الشعبي للدولة وتعاملها مع التحديات التنموية والإدارية في البلاد.
(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012