أضف إلى المفضلة
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
الملك يتفقد مشروع مساكن الملاحة في دير علا المكون من 400 وحدة - صور الامانة تعلن إيداع قوائم التخمين 2025 عطية يسأل وزير الصحة عن اسماء شركات اللحوم الفاسدة الملك يلتقي المكتب الدائم لمجلس النواب اللجنة القانونية النيابية تُقرّ عددا من مواد (الوساطة لتسوية النزاعات) الجمارك: ضبط 17000 عبوة من الجوس المقلّد المنتهي الصلاحية احالات الى التقاعد المبكر في التربية - أسماء إصابة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم خيرالله خلال معسكر الدوحة رئيس الوزراء يوجّه باتخاذ كامل الإجراءات لتصويب المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة إعلام إسرائيلي: فشل مدوٍ للجيش وحماس حققت أهدافها وفاة خمسيني بحادث دهس في الزرقاء والأمن يبحث عن السائق تأجيل اجتماع لجنة الصحة النيابية المخصصة لمناقشة حادثة ( اللحوم الفاسدة ) مدير الكهرباء الوطنية: رفع الجاهزية وضمان استقرار النظام الكهربائي جلسة مفتوحة لمجلس الامن بشأن فلسطين اليوم 54.8 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلي
بحث
الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025


العالم العربي .. إلى أين؟

بقلم : حسين الرواشدة
06-10-2013 01:04 AM
هذا السؤال كان مجالاً للنقاش في ندوة نظمتها رابطة كتاب التجديد بالتعاون مع المنتدى العالمي للوسطية، وعلى مدى نحو (5) ساعات تحاجج عشرة من أبرز الباحثين والاكاديميين والاعلاميين حول ما حدث: هل هو ثورة أم مجرد انفجارات اجتماعية، هل كانت سحابة صيف عابرة أم انها بمثابة “خريف” سقطت فيه الاوراق وانكشفت “الملفات” وبالتالي فان الربيع قادم، ثم ما دور “الفاعلون” في المشهد: المجتمع بحالته التي تراكمت عليها عقود من الاستبداد والفساد، العسكر الذين شكلوا “بيضة” القبان في توجيه التحولات وضبط “بوصلتها”، القوة السياسية الاسلامية والليبرالية والعلمانية التي وجدت نفسها امام “بناء” تم هدمه.. وينتظر من يتولى بناءه.
اختلف المشاركون في “تشخيص” الحالة، كما بينت آراؤهم في قراءة “المقاربات” التي جرت على هامشها، وتحديد “المسؤولين” عنها و مخارجها ايضا، لكن في اطار هذا “الاختلاف” كان ثمة مشتركات يمكن ان تطمئننا على عدة مسارات، احداها ان أمتنا - اليوم - تتعرض “لأزمات” خانقة، وان اي طرف مهما كان وزنه السياسي، لا يستطيع ان يدّعي بأنه يستطيع لوحده ان يتولى دور “المخلص” أو المنقذ، وبالتالي فان توافق “الكتلة التاريخية” في كل بلد على “خارطة” انتقالية هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الازمات وبناء “حالة” جديدة تتناسب مع مطالب الشعوب وتمنع “التدخل” الخارجي من حرفها عن مسارها.
من المشتركات ايضا، ان تجربة “الاسلاميين” في الحكم تمنحنا الفرصة لمعرفة الاخطاء التي ارتكبوها، لكنها لا تكفي لتقييم “الاسلام السياسي”، واذا كان مطلوبا من “الاسلاميين” ان يعيدوا النظر في ادبياتهم السياسية وممارساتهم العملية فان المطلوب - ايضا - من خصومهم السياسي ان يتعاملوا مع مرحلة التحولات السياسية بالمنطق ذاته، وان لا تدفعهم “الخصومة” السياسية الى الانقلاب على الديمقراطية كرهاً بالاسلاميين.
من المشتركات - ثالثا - ان مفهوم “الدولة” في عالمنا العربي ما زال عائما وغامضا، كما ان “المدينة” التي تلصق “بالدولة” لابعادها عن “الايديولوجيا” ما تزال “ناقصة”، وبالتالي فان من واجب المثقف العربي ان يتحرر من “انحيازاته” واحكامه المسبقة، باتجاه التأسيس لحالة “تنويرية” ترشد المجتمعات العربية التي تتعرض اليوم “للتضليل” والعبث وتشويه الصورة لكي تتكيف مع هذه التحولات المتسارعة وتهضمها، ولكي تستجيب ايضا “لخيارات” البناء مثلما استجابت لاضطرابات الهدم ونجحت فيها.
من المشتركات - رابعا - ان “اللعب” بأوراق “الثنائيات” داخل المجتمع الواحد، والصراعات الطائفية والمذهبية والدينية في العالم العربي، لا يخدم “التحولات” التي جرت بفعل “ارادة” الشعوب العربية، وهي - بالتالي - ليست اكثر من محاولة لاجهاض هذه التحولات، سواء من قبل المتضررين منها في الداخل او المتربصين بها في الخارج، والمطلوب ان تنهض القوى العربية الفاعلة لاطلاق مبادرات حقيقية “للمّ الشمل” وتطويق الصراعات واطفاء نيران “الفتن” والا فان عالمنا العربي سيواجه مرحلة جديدة من “رسم الخرائط” والحروب الاهلية.
آخر هذه المشتركات هي ضرورة فك الاشتباك بين القوى السياسية وحسم اشكاليات “الهوية” سواء في بعدها الديني او القومي او حتى “الحزبي”، فالصراع الذي جرى في عالمنا العربي - وهو بالمناسبة امر طبيعي - صراع على السياسة وفي داخلها ايضا، وبالتالي فان اقحام “الدين” فيه يضر بالدين والسياسة معاً، كما ان اقصاء اي طرف من هذا الصراع بشكل متعسف سيضر بالمجتمع والامة ايضا.
لم تحل الندوة - بالطبع - من اشتباكات في الرأي، فثمة من تصور بأن الثورات “صناعة” غربية ومؤامرة كونية، وان الهدف منها هو “الفوضى” الخلاقة، وتدمير “الجيوش” العربية، وثمة من رأى بأن “التحالفات” التي تجري في المنطقة على هامش هذه التحولات لا تقيم اعتبارا لمصلحة الشعوب وانما تصب في “تقسيم” النفوذ لقوى بعينها في المنطقة، وثمة من اعترض على “حكم الاسلاميين” واعتبر ما حدث في مصر ثورة جديدة ضد الاخوان وليست انقلابا، وثمة من دفع باتجاه ان ما يحدث محاولة “للانقضاض” على الاسلام لا على “الاسلاميين” وعلى “الديمقراطية” والثورات العربية لا على “حكم” فصيل ما حتى وان اخطأ.
في الندوة - باختصار - كانت تضاريس “خارطة المواقف” والافكار تتطابق تماما مع ما يدور في عالمنا العربي اليوم من نقاشات حول ما جرى في السنوات الثلاث الماضية، لكن هذه التضاريس - على ما فيها من فوارق - تمنحنا فرصة “امل” بجدوى الحوار والتفاهم، وضرورة البحث عن “المشتركات” والخروج من “الصندوق”، فهذا هو الطريق الوحيد لقراءة ما حدث واستيعابه والخروج من مرحلة “المخاضات” الى مرحلة “الولادات” بمنطق الهضم والاستيعاب والتوافق، لا بمنطق الاستحواذ والاقتتال والحذف والمكاسرة.
(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012