ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﺮھﻞ!

الإثنين , 20 كانون الثاني/يناير 2025

ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﺮھﻞ!

بقلم : جميل النمري
13-10-2013 11:28 PM
أﻣّﺎ وأن ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻗﺎﻟﮫﺎ، ﻓﻘﺪ اﻧﻔﺘﺤﺖ ﻗﺮﻳﺤﺔ اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻟﻠﺘﻌﻠﯿﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮھﻞ اﻹداري، واﻟﺘﺜﻨﯿﺔ واﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯿﯿﻢ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻟﺤﺎل اﻹدارة اﻷردﻧﯿﺔ.
ﻟﺴﺖ ﻣﺘﻔﺎﺋﻼ ﺑﮫﺬه اﻟﺼﺤﻮة، إﻻ إذا ارﺗﺒﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﻹﻗﺮار ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﺗﺠﺎه اﻹﺻﻼح اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ؛ اﻟﺤﺎﺿﻨﺔ اﻷم ﻟﻜﻞ اﻹﺻﻼﺣﺎت. إذ ﺟﺮى اﻟﻨﻜﻮص ﻋﻨﻪ ﺑﻨﺴﺒﺔ 90 %، وﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﻋﻦ اﻹﺻﻼح اﻟﻤﺆﺳﺴﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔوﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﺪوﻟﺔ. وﻳﻤﻜﻦ ﺑﺒﺴﺎطﺔ أن ﻧﻼﺣﻆ ﻛﯿﻒ أن ﻗﻮى اﻟﻤﺤﺴﻮﺑﯿﺔ واﻟﻔﺴﺎد واﻻﻣﺘﯿﺎزات ھﻲ ﺑﺎﻟﺬات ﻗﻮى اﻟﺸّﺪ اﻟﻌﻜﺴﻲ اﻟﺘﻲ وأدت اﻹﺻﻼح اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ.
وﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺮى ﻛﯿﻒ أن إرادة اﻹﺻﻼح اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺰت ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮاﻓﻖ ﺣﻘﻘﺖ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﻓﺮﻳﺪا، ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻌﺠﺰ واﻟﺸﻠﻞﻓﻲ ﻣﺮاﻓﻖ أﺧﺮى. واﻟﺘﺤﺪﻳﺚ اﻟﺠﺬري ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮاﻓﻖ، أﻋﻄﻰ ﻧﻤﻮذﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻞ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺴﻮﺑﯿﺔ واﻟﻮاﺳﻄﺔ ﺑﻨﻔﻲ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﯿﮫﻤﺎ. إذ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗُﻘّﺪم اﻟﺨﺪﻣﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺟﯿﺪة وﺳﺮﻳﻌﺔ وﻣﻨﻈﻤﺔ وﺧﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻘﯿﺪ واﻹﻋﺎﻗﺎت، ﻓﺈن أﺣﺪا ﻻ ﻳﺤﺘﺎج، ﻣﺜﻼ، إﻟﻰ اﻟﻮاﺳﻄﺔ ﻟﺘﺠﺪﻳﺪ رﺧﺼﺔ اﻟﺴﯿﺎرة، ﻣﺎ داﻣﺖ ﺗُﻨﺠﺰ ﺑﺸﻔﺎﻓﯿﺔ وﺳﺮﻋﺔ وﺑﺴﺎطﺔ.
ﻟﻜﻦ ﻟﻨﺬھﺐ إﻟﻰ ﻣﺜﺎل ﻛﺎرﺛﻲ ﻣﻦ ھﺬه اﻷﻳﺎم، ﻛﺪﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻹﻗﺪام اﻟﺸﺠﺎع ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ، وأﻗﺼﺪاﻟﻘﺒﻮﻻت ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﺣﯿﺚ ﺗﺒﺪأ اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺤﯿﺎة ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﻨﻀﺞ. إذ ﻣﺎ ﺗﺰال ﻧﺴﺒﺔ 65 % ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻮﻻت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات. وﻗﺪ ﻛﻨﺎ ﺧﻄﻮﻧﺎ اﻟﻌﺎم ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺧﻄﻮة إﻳﺠﺎﺑﯿﺔ ﻣﮫﻤﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎء أي
ﻗﻮاﺋﻢ ﻻ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ أﺳﺲ ﻣﺤﺪدة، وﺑﻘﯿﺖ اﻟﻤﻜﺎرم اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻛﺄﺑﻨﺎء اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﯿﻦ أو اﻟﻤﻌﻠﻤﯿﻦ وﻏﯿﺮھﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﺌﺎت، واﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺒﻮل اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻲ ﺑﯿﻦ أﺑﻨﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺌﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﮫﺎ، وﻣﻦ دون أي ﺗﺠﺎوز ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻌﺪﻻت ﺑﯿﻨﮫﻢ. وﻗﺪ ﻓﮫﻤﻨﺎ أن ﻣﻜﺮﻣﺔ اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أي أﺳﺎس ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ، ﻗﺪ ﺿﻤﺖ إﻟﻰ اﻟﻤﺪارس اﻷﻗﻞ ﺣﻈﺎً، واﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ واﺿﺢ.
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻓﻮﺟﺌﻨﺎ ھﺬا اﻟﻌﺎم أﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺠﺎوز اﻷﻋﺪاد اﻟﻤﻘﺮرة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ ﻟﻠﻤﺪارس اﻷﻗﻞ ﺣﻈﺎ، ﻓﺼﺪرت ﻗﻮاﺋﻢ إﺿﺎﻓﯿﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ﻟﻠﻘﺒﻮل ﻓﻲ ﺷﺘﻰ اﻟﻤﺠﺎﻻت، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻄﺐ وطﺐ اﻷﺳﻨﺎن واﻟﺼﯿﺪﻟﯿﺔ. وﺷﻜﺎ رؤﺳﺎء ﺟﺎﻣﻌﺎت ﻟﻲ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻮﺿﻊ، وﻗﺪ ﻓﺎﺿﺖ اﻟﻜﻠﯿﺎت ﺑﺄﻋﺪاد ﻓﻮق اﻟﺤﺪ اﻟﻤﻘﺮر ﺑﻜﺜﯿﺮ، ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻚ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت وﻳﻄﯿﺢ ﺑﺨﻄﻂ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ، ھﺬا ﻗﺒﻞ أن ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻷﺛﺮ اﻟﺴﻠﺒﻲ اﻟﺨﻄﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؛ ﺑﺎﻧﮫﯿﺎر اﻟﺜﻘﺔ وﺗﺮﺳﺦ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن اﻟﻮاﺳﻄﺔ واﻟﻤﺤﺴﻮﺑﯿﺔ ھﻤﺎ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻓﻲ ﺣﯿﺎة اﻟﺒﻠﺪ، وﻣﺎ ﻋﺪا ذﻟﻚ ﻛﺬب ودﺟﻞ.
وﻗﺪ ﻗﺒﻠﻨﺎ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎءات اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ ﻟﺪرء ﻣﺎ ھﻮ أﺳﻮأ. ﻟﻜﻦ ﻳﺮاﺟﻌﻨﻲ ﺑﻤﺮارة ذوو طﻠﺒﺔ ﻳﺮون ﻛﯿﻒ أن أﺑﻨﺎء اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻳﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺑﻤﻌﺪﻻت ﺗﻔﺮق أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ درﺟﺎت ﻋﻦ أﻗﺮاﻧﮫﻢ ﺿﻤﻦ اﻟﻘﺒﻮل اﻟﻤﻮﺣﺪ. وﻛﻤﺜﺎل ﻓﺎﻗﻊ، ﺣﺼﻞ أﺑﻨﺎء ﻋﺎﻣﻠﯿﻦ ﺑﻤﻌﺪل ﺑﯿﻦ 82 و83 ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮل ﺻﯿﺪﻟﺔ ودﻛﺘﻮر ﺻﯿﺪﻟﺔ، ﺑﻔﺎرق أﻛﺜﺮ ﻣﻦ دزﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻋﻦ أﻗﺮاﻧﮫﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻮل اﻟﻤﻮﺣﺪ واﻟﻤﻮازي اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻲ.
jamil.nimri@alghad.jo