أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
أحزاب ومنظمات ومتظاهرون مغاربة يستنكرون تصريحات ماكرون في برلمانهم عن المقاومة الفلسطينية العمل: لا صحة لعدم تشغيل أردنيين بمول تجاري في الكرك محافظة: الأردن أول دولة عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية نقابة الصحفيين تقرر إجراء الانتخابات في نيسان اتلاف مخدرات ضبطت في 58 قضية - صور طاقم حكام عُماني لمباراة الحسين إربد والوحدات ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 43163 شهيدا حسان يثني على دور المحافظين ويؤكد أهمية الدور التنموي لهم وإدامة التواصل مع المواطنين الأردن يدين مصادقة الكنيست على قانون يمنع فتح ممثليات دبلوماسية لفلسطين في القدس (153) مليون دينار صافي أرباح (البوتاس العربية) لنهاية الربع الثالث من العام الجاري رغم التحديات العالمية الخرابشة: نتطلع لأن نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الخضراء سلطة وادي الأردن تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي ضبط مركبة تسير بتهور على الصحراوي بدء تقديم طلبات الاستفادة من البعثات والمنح والقروض الداخلية رئيس وأعضاء مجلس الأعيان يؤدون اليمين الدستورية
بحث
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024


عمان القديمة وذكرياتنا فيها

بقلم : بسام العوران
29-10-2013 10:42 AM
كان والدي 'محمد نديم' يعمل في الديوان الأميري قبل استقلال المملكة عام 1946. ثم انتقل للعمل في وزارة الأشغال العامة ، حيث كان مديرا لدائرة الأشغال العامة في الكرك. وقد عاد و أقام مع عائلته في عمان منذ عام 1950 وتوفي رحمه الله في عام 1972.
في بداية الخمسينيات سكنت عائلتنا في جبل الجوفة حيث درست الابتدائية أنا وأشقائي احسان وغسان في مدرسة خالد بن الوليد بجبل الجوفة ثم انتقلنا الى جبل التاج ، حيث كانت عمان مدينة صغيرة في الخمسينيات والستينيات تضم مناطق جبل عمان (وينتهي عند قصر زهران) وجبل اللويبدة وجبل الحسين وجبل الجوفة وجبل التاج وجبل الهاشمي والاشرفية والنصر وماركا والمحطة وفيها (السجن المركزي بالقرب من محطة سكة القطار) .
لقد عشقنا مدينة عمان الصغيرة في ذلك الوقت منذ أن كنا اطفالا نلعب بحاراتها وساحاتها وشوارعها بعضها مسفلتة وبعضها الآخر ترابية ، بجبالها السبعة كما أطلق عليها سابقا ، وكانت تشيع حميميتها وألفتها بين سكانها قبل أن تتدفق عليها الهجرات بعد عام 1967.
وقد ارتأيت أن أوصف عمان القديمة عبر محطات مختصرة أشرح بشكل موجز عن معالم عمان القديمة وأبدأ بالتالي:
شارع الملك فيصل : وهو من أشهر شوارع الوسط التجاري في العاصمة عمان وأذكر أن كان في وسط الشارع مواقف لسيارات الشام ومطعم صغير أيضا ولم يكن مبنى البنك العربي مشيدا بعد ، بالاضافة الى دخلة منكو الشهيرة بمحلاتها ودرجها ، بالاضافة الى المقاهي التي مايزال بعضها مقام لحد الآن مثل مقهى بلاط الرشيد ومقهى السنترال ومطاعم جبري والاتوماتيك ودرج الكلحة ، وايضا كان المركز الصحي الذي تحول الى مركز أمن المدينة فيما بعد.
النوادي الرياضية : كانت النوادي الرياضية في عمان متعددة وأذكر أشهرها نادي الجزيرة ونادي الأهلي ونادي الفيصلي ونادي الشباب ومن نوادي الدرجة الثانية نادي الجزائر (حيث كنت لاعبا بالفريق الثاني بنادي الجزيرة وبالفريق الأول بنادي الجزائر فيما بعد وكان مدربنا الاستاذ بسام هارون رحمه الله) . وفي تلك الفترة في الخمسينيات والستينيات كانت المدارس تصنع نجوم الكرة من الطلبة الذين ينتقلون الى اللعب في النوادي الرياضية وأذكر أشهر حارس مرمى كان عبدالله ابونوار واشهر المدربين الاستاذ كمال الجقة رحمه الله.
مقاهي عمان : كانت المقاهي الشهيرة تقع في وسط البلد لغاية بداية السبعينيات ومن أشهر هذه المقاهي مقهى الجامعة العربية ويقع مقابل المسجد الحسيني وقد كان له شرفة (بلكون) يطل على ساحة الجامع الحسيني حيث كانت الأحزاب لها نشاطاتها في الخمسينيات ، فكان يقف ممثل الحزب على تلك الشرفة ويلقي خطبته ويتجمع الناس يستمعون له ، بالاضافة الى أن هذا المقهى كان ملتقى النخب وشيوخ العشائر وأيضا كان مقهى السنترال على مفترق شارع السلط وشارع الامير محمد وكان يرتاده الناس من كل الأطياف ، بالاضافة الى مقهى حمدان الذي كان قد احتضن المؤتمر الوطني الأول في عام 1928م.
المدرج الروماني : كان المسرح الرئيسي في عمان الذي تقام عليه الحفلات الفنية لكبار المطربين مثل وديع الصافي وفريد الأطرش وغيرهم وكذلك حفلات الملاكمة ومن بينها المبارة بين الملاكم فهد الطنبور والملاكم أديب الدسوقي يتنافسون على بطولة الشرق الأوسط في الستينيات ، وايضا كانت تقام عليه حفلات أخرى مثل التزلج على الجليد لفرق أجنبية .
جبل عمان : وكان من أرقى وأشهر جبال عمان منذ نشوء الدولة الأردنية، حيث يضم السفارات والوزارات والمراكز الثقافية مثل المعهد البريطاني والمعهد الأميركي ورئاسة الوزراء وقصر زهران والسفارات ومبنى مجلس الامة الذي يسمى الآن (متحف الحياة البرلمانية) ونادي الملك حسين وبعض الوزارات وخاصة مبنى وزارة الاعلام على الدوار الثالث قبل هدمه مقابل وزارة الخارجية ووزارة البلديات وفندق الأردن و مبنى شركة التأمين على الدوار الأول مقابل السفارة السعودية ومستشفى ملحس من أقدم مستشفيات عمان والكلية العلمية الاسلامية التي كانت تضم الملعب الرئيسي في الستينيات بالاضافة الى شارع الرينبو نسبة إلى سينما الرينبو في جبل عمان وفيه المدرسة الأهلية للبنات و بعض البيوت المشهورة.
جبل اللويبدة : كان من جبال عمان الراقية والهادئة في الستينيات وكان يسمى جبل الثقافة حيث يضم مراكز ثقافية كالمركز الثقافي الفرنسي ومدرسة التراسنطة وتحتوي على ملعب كرة القدم آنذاك بالاضافة الى مدارس عديدة كمدرسة الاميرة عالية للبنات ومدرسة الشريعة ومدرسة ضرار بن الأزور ومدرسة الاقصى وكان يقطنه العديد من الدبلوماسيين الاجانب في عمان وبه متنزة كبير بالاضافة الى دوار الحاووز وبعض المطاعم الشهيرة كمطعم سيزار .
نادي الملك حسين : ويقع في جبل عمان قرب مجلس الأمة سابقا (متحف الحياة البرلمانية حاليا) وتأسس في عام 1958 وكان من رواده كبار رجال الدولة و النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتجري فيه الاجتماعات واللقاءات ويشتمل على قاعات وصالة رياضية وحديقة
مطعم ومقهى الدبلومات: ويقع على الدوار الأول منذ الستينيات ويبعد عن نادي الملك حسين حوالي 200 متر، حيث يقدم الخدمة على الرصيف ويلتقي فيه الادباء والشعراء والمثقفين والعشاق .
كلية الحسين : تقع في جبل الحسين وما تزال ، ودرس فيها بعض الطلاب الذين أصبحوا من كبار المسؤولين في الاردن وكان المرحوم الأستاذ نظمي السعيد مدرس الرياضة المشهود له بتخريج أبطال الرياضة من لاعبي كرة القدم في الاردن ، وتضم الكلية ملعبا لكرة القدم الذي تم تشييده عام 1955 .

مدرسة رغدان الثانوية : وتبعد عن كلية الحسين حوالي 300 متر وكانت أيضا مدرسة مشهورة في عمان ولا ننسى أننا تعلمنا فيها دروس التدريب العسكري، حيث كنا نذهب للرماية في طبربور. ومن مدرسيها الأساتذة هاني أبو عبود وسميح اسكندر ونايف العساف وفتح الله الصوص وخالد الصلاج مدرس الرياضة وغيرهم وكان من زملائي الطلاب محمد العمايرة وفايز الخطيب ومحمود الشنقيطي ومحمد المجالي.
مدرسة ضرار بن الأزور : وكانت مدرسة اعدادية بالاضافة للصف الأول ثانوي (السابع) وتقع في جبل اللويبدة وكان فيها فريق كرة قدم مميز وفرقة كشافة مميزة ومجموعة فنية تقيم المسرحيات والحفلات باشراف الاستاذ وجيه الفرح في الستينيات.
مدرسة كلية الشريعة : وتقع في جبل اللويبدة وبجانبها مسجد الكلية حاليا حيث كانت مدرسة اعدادية بالاضافة للصف الاول ثانوي (السابع) في الستينيات وكان مدير المدرسة المربي الفاضل الاستاذ تيسير ظبيان رحمه الله حيث كان يهتم كثيرا بفريق كرة القدم الذي كان يفوز دائما بكأس المدارس الاعدادية ومن المدرسين فيها أذكر المربي الفاضل الاستاذ يوسف العظم رحمه الله.

الأناشيد المدرسية : كان طلاب المدارس في الاردن وفي عمان العاصمة ينشدون في طابور الصباح في المرحلة الابتدائية والإعدادية أناشيد وطنية وقومية معبرة وذلك بعد إنشاد السلام الملكي، ينشدون نشيد دمت يا شبل الحسين أو بلاد العرب أوطاني أو حماة الديار عليكم سلام أو نشيد الجزائر أيام الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي (قسما بالنازلات الماحقات...والدماء الزاكيات الطاهرات) وغيرها من الأناشيد العربية.
فندق الملك غازي : فقد بني في العشرينيات من القرن الماضي في شارع السعادة بوسط البلد وتعود ملكيته للسيد علي الكردي ، وقد استأجره السيد محمد مفلح الزعبي عام 1950 وكان من رواده ونزلائه شيوخ العشائر والشخصيات الذين يحضرون إلى عمان من كافة مناطق المملكة للمبيت فيه.

فندق فيلادلفيا : وكان من أرقى فنادق عمان على الإطلاق وقد بني عام 1925ويعود لعائلة نزال ويقع مقابل المدرج الروماني بعمان وقد احتضن المغفور له الملك المؤسس الملك عبدالله الأول في بداية الإمارة . وتم هدمه عام 1988.
باصات النقل العام : كانت الباصات في الستينيات بموديلاتها المعروفة التي لها مقدمة الماتور (البوز) ومن الطريف ان الاشارة الضوئية في الباص لم تكن موجودة في تلك الفترة حيث كان يستعاض عنها بقطعة حديدية على شكل سهم وطولها حوالي 40سم ومثبته عند شباك السائق ومتحركة للأعلى وللأسفل فقط حيث كان السائق يستعملها بالتلويح بها عند انعطافه الى الجهة اليسرى . وكان مخصص لكل جبل من جبال عمان القديمة باص او باصين وأجرة الراكب كانت قرشا واحدا ويستعمله كل الفئات العمرية وعامة الناس.
محطة سكة حديد عمان : تقع المحطة في منطقة عمان الشرقية ويحيط بها منطقة ماركا الشمالية والجنوبية وقريبة من مطار ماركا المدني وتمتد هذه السكة الى معان والى الزرقاء والشام وهي جزء من الخط الحديدى الحجازي الواصل بين دمشق والحجاز عبر الاردن الذي أمر ببنائه السلطان العثماني عبدالحميد الثاني عام 1900م. وكانت القطارات تقوم بنقل الركاب والبضائع بين عمان ومعان في الماضي ولكن توقف ذلك بسبب توفير المواصلات الأخرى بالاضافة الى عمل القطارات بين عمان والشام .
الملعب الرئيسي : كان ملعب الكلية العلمية الاسلامية بجبل عمان هو الملعب الرئيسي في الخمسينيات الى أوائل الستينيات الذي كانت تقام عليه المباريات بين النوادي الاردنية والنوادي العربية بالاضافة الى الدوري بين النوادي وبطولات المدارس ، وبعد ذلك أنشئت مدينة الحسين للشباب عام 1964م.
مدينة الحسين للشباب : تم انشاء المدينة عام 1964م بناء على رغبة الملك حسين بن طلال رحمه الله والذي أولى الرياضة رعاية خاصة . وتقدر مساحة المدينة حوالي 1200 دونم وتضم مباني وملاعب ومسابح وأهمها ستاد عمان وقصر الثقافة الذي بني في عام 1969 ، وتضم المدينة ايضا ملاعب أخرى مثل ستاد البتراء وملعب الرمي وملاعب التنس والطائرة ونادي المدينة وبنى صرح الشعيد ومركز الحسن للسكواش ومركز الامير راشد وصالة الامير حمزة وقصر الرياضة ومباني أخرى عديدة ، ومن الجدير بالذكر ان الشريف فواز شرف هو أول رئيس لمؤسسة رعاية الشباب عام 1966 والذي كان يولي مدينة الحسين للشباب اهتماما خاصا.
جهاز الراديو : قبل ان يتم اختراع جهاز الراديو (الترانسيزتور) كانت أجهزة الراديو من الحجم الكبيرفي الخمسينيات وقبل ذلك ايضا ، وفي البداية وقبل انتشار الكهرباء كان الراديو يعمل على بطارية السيارة حيث يشبك السلك بين الراديو والبطارية حتى يعمل ويجب ان يوضع انتين للراديو على سطح المنزل عبارة عن سلك يربط بعضمة من كل جهة ويكون مشدودا بين عامودين حتى يتم استقبال المحطات آنذاك مثل محطة الشرق الأدنى ومحطة القاهرة وغيرها الى ان تطور الامر وتم اختراع راديو (الترانسيزتور) .
أدراج عمان : تتميز العاصمة عمان بكثرة الأدراج فيها التي بقيت كمعالم للمدينة ، ومن أشهرها درج المنها والذي يطلق عليه البعض درج الكلحة وهو بالأصل يعود بالتسمية لعائلة المنها التي سكنت في أعلى الدرج قديما ويصل الدرج بين شارع الملك حسين (السلط) في وسط البلد صعودا الى جبل اللويبدة . ودرج آخر هو درج المحكمة الشرعية حيث يصل شارع بسمان صعودا الى الشارع العلوي عند المحكمة الشرعية ، وهناك درج منكو الذي يربط بين شارع بسمان وسوق منكو ، وهناك درج الاستقلال في شارع الامير محمد مقابل البريد المركزي ودرج جويبر (الكواكب) ويقع في شارع طلال مقابل سوق الخضار ويربط شارع طلال مع شارع خرفان بجبل عمان ، وهناك أيضا أدراج أخرى مثل درج حتر ودرج الزعامطة ودرج السعدي.
التلفزيون الاردني : بدأ البث في عام 1968 بقناة واحدة باللغة العربية وبعد سنتين تقريبا أضيفت قناة أخرى باللغة الانجليزية . وقام بعض المواطنين المقتدرين بشراء أجهزة التلفزيون نظرا لارتفاع أسعارها آنذاك . وكان سكان الحي أو الحارة يتجمعون عند أحد البيوت الذي يتوفر فيه جهاز التلفزيون ليشاهدوا البرامج رغم البث كان لساعات قليلة في بداياته . ومن أشهر العاملين في الحقل التلفزيوني في ذلك الوقت كان الدكتور عمر الخطيب رحمه الله صاحب برنامج المسابقات وبنك المعلومات ، والمذيع المشهور رافع شاهين رحمه الله صاحب برنامج 'فكر واربح' وكان من المذيعين ايضا سمير مطاوع وعلي أسعد وجبر حجات رحمه الله .
وللحديث بقية
بسـام العـوران
ناشر ورئيس تحرير 'نور نيوز'
Bassam_oran@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-10-2013 11:37 AM

سرد تاريخ لا يسمن ولا يغني من جوع

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012