أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
شمول مكافآت وحوافز العاملين في الأمانة بالضمان الاجتماعي ترامب بعد التنصيب: العهد الذهب لأميركا بدأ الآن .. والحكومة السابقة دافعت عن مجرمين أمانة عمان الكبرى تعلن عن توفر وظائف شاغرة ترمب رسميا الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأميركية الملك يتفقد مشروع مساكن الملاحة في دير علا المكون من 400 وحدة - صور الامانة تعلن إيداع قوائم التخمين 2025 عطية يسأل وزير الصحة عن اسماء شركات اللحوم الفاسدة الملك يلتقي المكتب الدائم لمجلس النواب اللجنة القانونية النيابية تُقرّ عددا من مواد (الوساطة لتسوية النزاعات) الجمارك: ضبط 17000 عبوة من الجوس المقلّد المنتهي الصلاحية احالات الى التقاعد المبكر في التربية - أسماء إصابة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم خيرالله خلال معسكر الدوحة رئيس الوزراء يوجّه باتخاذ كامل الإجراءات لتصويب المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة إعلام إسرائيلي: فشل مدوٍ للجيش وحماس حققت أهدافها وفاة خمسيني بحادث دهس في الزرقاء والأمن يبحث عن السائق
بحث
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025


الهجرة والفجر الحضاري الجديد

بقلم : د. رحيّل غرايبة
09-11-2013 02:43 AM
مرّت علينا قبل أيام قليلة ذكرى الهجرة النبوية للعام (1435هـ)، لتذكر الأمة التي يزيد عددها عن المليار ونصف المليار من البشر، برسالتها الإنسانية التي قصرت في حملها وأدائها في ظل العجز الداخلي المستشري عن امتلاك القدرة على إعادة النهوض الحضاري، والعجز عن امتلاك أسباب القوة على حمل مشعل الهداية العظيم، الذي يتعرض لمحاولات الإطفاء من الأعداء والدخلاء والجهلاء على حد سواء..

الهجرة تمثل انعطافة هائلة في تاريخ العرب أولاً يتبعها انعطافة كبرى في تاريخ البشرية كلها، من خلال الشروع في إرساء معالم فلسفة جديدة، تعيد بناء العقل الإنساني، وتعيد صياغة الإنسان الجديد، القادر على الإنجاز الفكري والإبداع الحضاري الذي ينقل البشرية من حال إلى حال ومن وضع إلى وضع، ومن أفق إلى أفق جديد يمتاز بالسمو والطهر والفضيلة، والتسامح والتغافر والتعاون والتكافل القائم على هجران كل معاني الاستعباد، والاستخفاف بالإنسان، وهجران كل معاني الجهل والتخلف، ومغادرة كل أسباب الضعف والعجز عن تسخير ما يزخر به الكون من نواميس وأسرار.

كانت عبقرية عمر بن الخطاب التي فجرها الإسلام، كفيلة بفهم أسرار حدث الهجرة، ليجعل منها بدءاً للتاريخ الإسلامي، وعلامة البدء لولادة حضارة جديدة منبعثة من عمق صحراء العرب، التي أصبحت واحة فكرية وارفة الظلال، ومهداً لمصباح الهداية الذي يشع نوره الوضاء في كل جوانب المعمورة، ويبدد سحب الظلام التي تخيم على زوايا الأرض.

أول معلم من معالم الفلسفة الجديدة هو خطاب العقل، حيث جعلت العقل مناط التكليف، ومحط النداء الإلهي العلوي الجليل، من خلال الخطاب القائم على البراهين والأدلة، ومنهج الاستدلال العلمي، وحسن التفكير الذي خص الإنسان بحمل الأمانة ومهمة الخلافة في الأرض.

المعلم الثاني للفلسفة الجديدة يقوم على أولوية الحرية والتحرر والانعتاق من كل قيم استعباد الإنسان للإنسان، والانعتاق من رق التقليد والخرافة، ومن رق استعباد الشهوات الحيوانية، التي تحجب السمو إلى معارج الفهم والإدراك، وتمنع الوصول إلى كنوز المعرفة، ومن هنا فإن عمر بن الخطاب نفسه الذي أدرك أهمية الهجرة هو القائل: «متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».

المعلم الثالث يتجلى بالجوهر الإيماني الروحي، ففلسفة الإسلام الحضارية تقوم على إزالة التناقض المصطنع بين الإيمان والعلم، حيث إن الإيمان يقوم على العلم، ويحض على طلب العلم، ويقدر العلم ويحترم العلماء، ويجعل العلماء ورثة الأنبياء، وجعل العلم طريقاً للهداية وسلماً للحضارة، وبوابة لأسرار الكون ومعارفه، وأداة لتسخير ما في البر والبحر، ولا يتعارض العلم مع مقتضيات الإيمان إلّا في أذهان الجهلة وأنصاف المتعلمين!! أما المعلم الرابع فينظم العلاقة مع الكون والموجودات، إذ أنها تقوم على فلسفة الصداقة، والحب، وليس على منطق العداء والكره والتناقض، لأن الإنسان صديق للكون وصديق للبيئة، ومنسجم تماماً مع محيطه الطبيعي، ويسير مع الكون في اتجاه واحد متناغم، ويتكامل مع الموجودات في الدور والوظيفة، والتسبيح بحمد الخالق، ((وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)).

المعلم الخامس يوضح دور الإنسان ووظيفته في الحياة؛ بناءً على فلسفة الصداقة، فهو يتحمل أمانة رعاية المخلوقات، وحفظها والعناية بوجودها ،وتوفير أسباب بقائها ودوام حياتها، ويتوجب عليه سلوك مسالك الإصلاح، وعدم نشر الفساد عن طريق الإخلال بالتوازن الدقيق، الذي يقوم عليه الوجود الكوني.

((ظَهَرَ الْفَسَاد فِي الْبَرّ وَالْبَحْر بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاس))
المعلم السادس من معالم الفلسفة الحضارية الجديدة يتعلق بالكرامة الآدمية، فالحضارة الإسلامية ترفع من شأن الإنسان بصفته الآدمية، فجعلته مكرّماً، دون تفريق في الجنس أو العرق، أو الدين أو المذهب أو الفكر أو التوجه، وأرسى معايير المساواة في أصل الخلقة وحق الحياة، وفي اكتساب الحقوق وتحمل الواجبات، قال تعالى: ((اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ))، وحاربت الفلسفة الإسلامية كل أنواع التمييز بين البشر التي تقوم على الظلم والإجحاف.

المعلم السابع يتجلى في إرساء قواعد التعامل مع الآخر، إذ ينبغي أن تقوم على التعارف، والتعاون، وليس على القتل والنفي والصراع، والقهر والإخضاع بالقوة، حيث ان فلسفة الإسلام جعلت (العدل) على رأس منظومة القيم التي تنظم التعامل الإنساني وفق موازين القسط.

ومن هذه المعالم نستطيع أن ندرك أهمية حدث الهجرة على الصعيد العربي أولاً، وعلى الصعيد الإسلامي ثانياً، وعلى الصعيد العالمي اخيراً.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-11-2013 09:24 AM

لغة هذا المقال ومضامينه علمانيه ! لادخل للاسلام بها . بعدين الاسلام ليس فلسفه . وفئه من هؤلاء المحسوبين على الاسلام ظلوا يقلدون اصحاب الفكر والاهواء حتى لم يبقى في خطابهم شئ من الاسلام ! وعندما تقرأ لهم تظن انك تقرأ لنيتشه ! اللهم ارحمنا برحمتك وبدل هذا الحال بحال احسن منه . وخلصنا من رويبضات آخر الزمان اللهم آمين .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012