اﻷردن داﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓﺔ

الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025

اﻷردن داﺧﻞ اﻟﻐﺮﻓﺔ

بقلم : فهد الخيطان
10-11-2013 01:29 AM
ﻏﺎدر وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ ﺟﻮن ﻛﯿﺮي اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻧﺤﻮ ﺟﻨﯿﻒ ﺑﻌﺪ أن ﻻﺣﺖ ﻓﻲ اﻷﻓﻖ ﺻﻔﻘﺔ ﺗﺎرﻳﺨﯿﺔ ﻣﻊ إﻳﺮان، ﻣﺎﺗﺰال اﻟﻤﺸﺎورات ﺑﺸﺄﻧﮫﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮة ھﻨﺎك ﺑﯿﻦ وزراء ﺧﺎرﺟﯿﺔ اﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى. ﻟﻜّﻦ ﻛﯿﺮي ﺗﺮك اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺿﻤﻦ أن ﻋﻘﺒﺔ اﻻﺳﺘﯿﻄﺎن ﻟﻦ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ.
ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﻤﻜﻮﻛﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺎن واﻟﻘﺪس ورام ﷲ، ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻹﻗﻨﺎع اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ﺑﻤﻮاﺻﻠﺔ اﻟﻤﺸﻮار ﻋﻠﻰ أﻣﻞ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻻﺗﻔﺎق ﺳﻼم ﺗﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺮﺑﯿﻊ اﻟﻤﻘﺒﻞ.
اﺗﻔﻖ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﻮن واﻻﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﻮن ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ أﻣﯿﺮﻛﯿﺔ وﺿﻤﻦ ﺟﺪول زﻣﻨﻲ ﻳﻤﺘﺪ ﻟﺘﺴﻌﺔأﺷﮫﺮ. ﻣﻀﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﮫﻠﺔ اﻟﺰﻣﻨﯿﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮫﺮ، ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺧﻼﻟﮫﺎ أي ﺗﻘﺪم. ﻟﻜﻦ وﺣﺴﺐ ﻣﺘﺎﺑﻌﯿﻦ ﻟﻤﺠﺮﻳﺎت اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ، ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻛﺎن أﻣﺮا ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ، ﺣﯿﺚ اﻋﺘﺒﺮت ھﺬه اﻟﻤﺪة ﻣﺮﺣﻠﺔ أوﻟﯿﺔ ﻟﺠﺲ اﻟﻨﺒﺾ وﺗﺒﺎدل اﻷﻓﻜﺎر
اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻋﻠﯿﮫﺎ، ﻋﻠﻰ أن ﺗﺨﺼﺺ اﻷﺷﮫﺮ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﺘﺼﻮرات اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺣﻮل ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺤﻞ اﻟﻨﮫﺎﺋﻲ. أﻣﺎاﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت، ﻓﺴﺘﻜﺮس ﻻﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات اﻟﻨﮫﺎﺋﯿﺔ.
اﻟﻔﺸﻞ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ؛ ﻳﺪرك اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺗﺠﺎرب اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻤﺮﻳﺮة ﻓﻲاﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﻷﺧﯿﺮﻳﻦ. وﻟﺬﻟﻚ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻛﯿﺮي ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻟﺘﻔﺎدي اﻧﮫﯿﺎر اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮاھﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﺧﺘﺮاق ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻓﯿﮫﺎ ﻏﯿﺮ ﻣﺴﺒﻮق.
اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ ﺳﯿﺄﺧﺬ ﺷﻜﻼ ﺗﻘﻠﯿﺪﻳﺎ ﺳﺒﻖ أن ﻓﻌﻠﺘﻪ إدارات أﻣﯿﺮﻛﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وھﻮ اﻟﺘﻘﺪم ﺑﻮرﻗﺔ أﻓﻜﺎر ﻣﺤﺪدة وﻣﻔﺼﻠﺔ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﺤﻞ اﻟﻨﮫﺎﺋﻲ اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻋﻠﯿﮫﺎ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدرة ﻛﻠﯿﻨﺘﻮن اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﮫﺎ
ﻗﺒﻞ 13 ﻋﺎﻣﺎ. ﻟﻜﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ھﻮ ﻓﻲ ﻧﯿﺔ اﻹدارة اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ ﻓﺮض اﻟﺤﻞ اﻟﻤﻘﺘﺮح ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ.
ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﺒﺪو اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﺳﻠﺴﺔ وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻄﺒﯿﻖ، ﻟﻜﻦ اﻷﻣﻮر ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﺑﮫﺬه اﻟﺴﮫﻮﻟﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻻﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﺼﻤﻮد ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻀﻐﻮط اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ ﻣﺎ ﻳﺆھﻠﻪ ﻹﻓﺸﺎل ﺟﮫﻮد ﻛﯿﺮي، ووﺿﻌﮫﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺟﺔ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺴﻼم اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻤﺪ ﻓﯿﮫﺎ ﻣﺒﺎدرات ﻛﺜﯿﺮة ﻟﺤﻞ اﻟﺼﺮاع اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ، ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد طﻮﻳﻠﺔ ﻣﻀﺖ.
ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻳﻨﺪر أن ﺗﺠﺪ ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ ﻳﺸﺎرك ﻛﯿﺮي ﺗﻔﺎؤﻟﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻻﺗﻔﺎق ﺳﻼم ﺧﻼل اﻷﺷﮫﺮ اﻟﺴﺘﺔ اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ. ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻔﺸﻞ ﺑﺮأي ھﺆﻻء ﺣﺎﺿﺮة ﺑﻘﻮة ﻓﻲ اﻟﻤﺸﮫﺪ أﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻨﺠﺎح؛ ﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺑﺄن اﻟﯿﻤﯿﻦ ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻳﺤﻜﻢ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ. وﻗﺪ ﺗﻌﺰز ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻌﺴﻜﺮ اﻟﺘﺸﺪد ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﺘﻨﯿﺎھﻮ
ﻣﻊ ﻋﻮدة اﻟﻤﺘﻄﺮف ﻟﯿﺒﺮﻣﺎن إﻟﻰ ﻣﻨﺼﺒﻪ وزﻳﺮا ﻟﻠﺨﺎرﺟﯿﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺑﺮأﺗﻪ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﮫﻢ اﻟﻔﺴﺎد.
ﺻﺤﯿﺢ ان وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ ﺟﺪّي وﻣﺜﺎﺑﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﯿﺮه، وﻳﻨﻈﺮ ﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﺎ ﺗﺤﺪﻳﺎ ﺷﺨﺼﯿﺎ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻔﻮز ﻓﯿﻪ، ﻟﻜﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺼﺮاع ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻻ ﻳﻨﺒﺊ ﺑﺪور ﺣﺎﺳﻢ ﻟﻸﺑﻄﺎل.
اﻷردن ﻳﻌﺎﻳﻦ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻋﻦ ﻗﺮب ﻧﻈﺮا ﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻮطﻨﯿﺔ اﻟﻤﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻣﻊ طﺮﻓﻲ اﻟﺼﺮاع؛ ﻻﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ طﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺣﺎﻟﯿﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ داﺋﻤﺎ. ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺎﺻﯿﻞ أوﻻ ﺑﺄول، وﻳﻤﻠﻚ ﺣﻖ 'اﻟﻔﯿﺘﻮ'.
(الغد)