أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
شمول مكافآت وحوافز العاملين في الأمانة بالضمان الاجتماعي ترامب بعد التنصيب: العهد الذهب لأميركا بدأ الآن .. والحكومة السابقة دافعت عن مجرمين أمانة عمان الكبرى تعلن عن توفر وظائف شاغرة ترمب رسميا الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأميركية الملك يتفقد مشروع مساكن الملاحة في دير علا المكون من 400 وحدة - صور الامانة تعلن إيداع قوائم التخمين 2025 عطية يسأل وزير الصحة عن اسماء شركات اللحوم الفاسدة الملك يلتقي المكتب الدائم لمجلس النواب اللجنة القانونية النيابية تُقرّ عددا من مواد (الوساطة لتسوية النزاعات) الجمارك: ضبط 17000 عبوة من الجوس المقلّد المنتهي الصلاحية احالات الى التقاعد المبكر في التربية - أسماء إصابة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم خيرالله خلال معسكر الدوحة رئيس الوزراء يوجّه باتخاذ كامل الإجراءات لتصويب المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة إعلام إسرائيلي: فشل مدوٍ للجيش وحماس حققت أهدافها وفاة خمسيني بحادث دهس في الزرقاء والأمن يبحث عن السائق
بحث
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025


"أصل الداء"

بقلم : د.محمد ابو رمان
22-11-2013 01:51 AM
يشكو مواطنون في أكثر من منطقة في عمان، وبعض المحافظات، من انتشار ظاهرة 'الأتاوات' التي يفرضها أصحاب سوابق على المحال التجارية. وأغلبهم يضطرون لدفع تلك المبالغ تجنّباً للدخول في مواجهة مع هؤلاء 'الزعران'، ولا يقدمون شكاوى رسمية خشيةً من انتقامهم، بخاصة أنّهم أرباب سوابق، يدخلون ويخرجون إلى السجون باستمرار، بينما أغلبية التجار والمواطنين يفضّلون السلامة.بيت القصيد أنّ مثل هذه النوعيات ليست خافية على عيون الأمن، ولا تكفي الإجراءات الإدارية التقليدية للتعامل معها؛ إذ تمثّل 'عصابات' خارجة على القانون والنظام العام، ما يتطلب 'إجراءات خاصة' لاجتثاث هذه الظاهرة بصورة حاسمة، وفرض سلطة الأمن والقانون على الجميع، سواء كان الحديث عن أشخاص أو عن مناطق معينة.وإذا كانت رسالة 'التجمع النيابي الديمقراطي' أشارت، قبل أيام، إلى هذه الظاهرة، وضربت مثالاً على ذلك بشارع سقف السيل، فإنّ أفراد الأجهزة الأمنية يعرفون أغلب هؤلاء الأشخاص وتلك المناطق، ويستطيعون القيام بإجراءات خاصة. وسيجدون الشارع الأردني في صفّهم، بعد أن بدأت هذه 'القصص' تؤثّر سلباً على سمعة الأمن الوطني، وعلى ثقة الناس بالسلم الاجتماعي والشعور بالأمن. وربما ظاهرة 'سرقة السيارات'، تمثّل إحدى أهم هذه الظواهر المزعجة!المشكلة تقع، عادةً، بتدخل نواب وأعيان ووجهاء، بدعوى 'احتواء الأزمات'؛ كما يحدث بعد المشاجرات الجامعية، أو العنف المجتمعي، أو بعد محاولات الاعتداء على قاعات 'الثانوية العامة'. فهذه القيادات الاجتماعية الزائفة هي التي تساعد، بصورة أو بأخرى، على انتشار ظاهرة الاستعصاء على القانون، والتمرد على الأنظمة، ونزع السلطة الأخلاقية للدولة. ومن ثم، فإن مثل هذه الوساطات يجب أن تُغلق في وجهها الأبواب، وأن تُواجه بإدانة إعلامية ومجتمعية وثقافية، وأن تقف عند حدّها، لأنّها تمثّل في جوهرها 'ابتزازاً' للدولة، وكسراً لشوكة القانون.لو أضفنا حديث المواطنين عن 'الأتاوات' إلى ظواهر شبيهة، مثل العصابات، والمناطق الخارجة على القانون، وسرقة السيارات، فإنّها بمجموعها أصبحت عامل قلق للمجتمع الأردني، وتهز 'هيبة الدولة' في عيون المواطنين. وبعبارة أكثر دقة، فإنها تعزز الشعور بـ'تراجع سيادة القانون'.هذه الخلاصة أصبحت تتردد على ألسنة سياسيين ومواطنين. وبالضرورة، فإنّ أسلوب 'الحملات الأمنية' على البؤر المستعصية، جيد ومفيد، لكنه لا يكفي وحده. فلن يجدي الاعتماد على 'رجل الأمن' لمواجهة هذه الاختلالات التي تتجاوز أبعادها وأطرافها 'المشكلة الأمنية'، إذ تتوارى وراءها عوامل سياسية واقتصادية ومجتمعية وثقافية.في المجمل، إذا أردنا الإمساك بجوهر المشكلة الذي تدور حوله هذه الظواهر جميعاً، وأن نبدأ من معالجة 'الجذور'، فعلينا أن نقف مع قضية 'رسالة الدولة' السياسية والإعلامية، التي تعاني اليوم من الغموض والتناقض والاضطراب، ما ينعكس، أولاً، على عمل المؤسسات المختلفة، وثانياً على علاقة الدولة بالشارع والمجتمع!البداية لا بد أن تكون من تحديد: ما هي طبيعة العقد الاجتماعي، وما صيغة العلاقة بين المواطنين والمؤسسات المختلفة؛ هل نحن دولة عشائر واسترضاء تقوم أسس التعيين فيها على درجة الولاء والوجاهات والوساطات، أم أنّنا دولة مؤسسات ومواطنة وقانون يقع الجميع تحت طائلته، ولا توجد هنالك عناوين خارج هذا الإطار من المعادلة؟هل ثمة من يقول إنّ هذا الأمر محسوم لدينا؟! على العكس تماماً، ولا أظن أبداً؛ بل يعرف كثير من السياسيين والمسؤولين أنّنا لسنا أمام خطاب واحد من مؤسسات الدولة جميعاً، ولا أجندة محددة، ولا يوجد هنالك توافق على هذه البديهيات، وإنما لدينا أكثر من سياسة ومن أجندة ومن رؤية داخل الدولة نفسها، وهي قضية لا بد أن تحسم، لأنّها الداء والدواء!m.aburumman@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012