أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
شمول مكافآت وحوافز العاملين في الأمانة بالضمان الاجتماعي ترامب بعد التنصيب: العهد الذهب لأميركا بدأ الآن .. والحكومة السابقة دافعت عن مجرمين أمانة عمان الكبرى تعلن عن توفر وظائف شاغرة ترمب رسميا الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأميركية الملك يتفقد مشروع مساكن الملاحة في دير علا المكون من 400 وحدة - صور الامانة تعلن إيداع قوائم التخمين 2025 عطية يسأل وزير الصحة عن اسماء شركات اللحوم الفاسدة الملك يلتقي المكتب الدائم لمجلس النواب اللجنة القانونية النيابية تُقرّ عددا من مواد (الوساطة لتسوية النزاعات) الجمارك: ضبط 17000 عبوة من الجوس المقلّد المنتهي الصلاحية احالات الى التقاعد المبكر في التربية - أسماء إصابة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم خيرالله خلال معسكر الدوحة رئيس الوزراء يوجّه باتخاذ كامل الإجراءات لتصويب المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة إعلام إسرائيلي: فشل مدوٍ للجيش وحماس حققت أهدافها وفاة خمسيني بحادث دهس في الزرقاء والأمن يبحث عن السائق
بحث
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025


قصة المنتخب سياسية ايضاً

بقلم : ماهر ابو طير
27-11-2013 12:39 AM
تعادل المنتخب الاردني مع الاورغواي،على ارض الاخير،على عكس الهزيمة الساحقة،هنا،تعادل يجب ان يخضع للتحليل العميق،لان القصة ليست قصة تشكيلة المنتخب،ولا خطة اللعب،ولا عبقرية المدرب،حتى لا نتورط فقط في التحليل الرياضي!.
هي ذات قصة كل اردني،يعيش هنا،في ظروف صعبة،وربما يتم تعريفه اجتماعياً ومهنياً،بكونه ضعيفاً وفاشلا ومتعثراً،واذا سافر للعمل في الخارج،انقلبت احواله،فيصير مضرباً للمثل،مبدعاً ناجحاً،ينافس كل اقرانه العرب،ان لم يتفوق عليهم.
«العباقرة» هلكونا تحليلا للانقلاب في النتائج،والفريق المهزوم في عمان -على ما يفترض- ان يلقى هزيمة اكبر في الاوروغواي،لان روحه المعنوية ُمحّطمة،والنقد اللاذع انهمر على رؤوسهم،والجمهور من حولهم وحواليهم،ليس لهم بالتأكيد في تلك الديار.
لم ينتصروا في ارضهم،وتعادلوا في ارض خصمهم،لان السر يتعلق بالبيئة،وقد تحرّروا هناك من الأعين الناقدة والمتابعة،ومن ضغط المتابعين واثقالهم والسنتهم،وأنفاس الالاف الذين يرقبونهم من المدرجات،كأشعة اكس الحمراء،والذين حّملوهم فوق طاقتهم،ومارسوا المّن عليهم،على دنانير التليثون،باعتبارها صدقات.
الطاقة السلبية هنا حرمتهم من اللعب بحرية ودون خوف،وهذا يقول ان لعبهم في مكان بعيد عن كل هذه المطارق والاعين،قدّم فريقاً،خرج منتصراً من المونديال،خروج بمذاق الفوز،وهذه قصة فريدة من نوعها.
حتى نفهم ما جرى في الاوروغواي،فان ذات القصة تنطبق على كل الكفاءات والمهن هنا،وليست حكراً على الرياضة وفنونها.
راتب قليل،اجواء نفسية سيئة،،خشونة في الحياة،موت بطيء،متطلبات ورغبات،شعور بالفشل،وان لا مستقبل في الافق،الكل يضطهد الكل،فتتحول الكفاءة هنا الى كائن ُمحّطم.
يخضع المرء فوق ذلك لبيئة عامة سلبية متتبعة،لا تمنحه القدرة على التحرر من كل الضغوطات،ويكفيه شعوره انه مفلس،وبلا مستقبل،وغير قادرعلى الزواج،مثلا،او اكمال تعليمه العالي،وفي حالات،عاجز عن الانفاق على عائلته. هو ذات الشخص الذي تراه اذا غادر البلد،وتم نقله كشجرة من ارض مالحة،الى ارض خصبة،تعود اليه بعد شهور،وقد دبت الحياة في وجهه،سدّد ديونه،انفق على عائلته،برّ والديه،اخذ مساحته المهنية،وجد من ُيقدره،ويدفع ثمن خبرته،بدلا من سرقة خبرته.
الفرق واضح،هنا يدفعون للمرء ربع ما يستحق من اجر،ويبيعونه سيارة بثلاثة اضعاف سعرها،ثم ننتظر نموه وازدهاره الشخصي!.
المنتخب المهزوم،في عمان،لا يختلف عن اي فرد هنا،مهنياً ومالياً واجتماعياً،والمشترك بين المنتخب خارج الاردن،واي واحد فينا خارج الاردن،ذات الفكرة،التحرر من البيئة السلبية،والانطلاق دون مخاوف،فيتبدى الواحد،منتخباً او فرداً،مبدعاً ناجحاً.
كيف للمرء هنا ان يتحرّر من طاقته السلبية،وكل دخله لايأتي معجنه بالخبز،فيغيب عن اخته في العيد ويتوارى ُمحطماً عاجزاً لعدم قدرته على وضع عشرة دنانير في يدها،وهو حال ُيحّطم كينونة وشخصية اي رجل؟!.
في الغرب يبقون خلف الفاشل حتى ينجح،وعند العرب يبقون خلف الناجح حتى يفشل،هذه خلاصة أخرى من خلاصات الموضوع.
كل القصة تتعلق بالبيئة الصعبة التي نعيش فيها،وهي بيئة طاردة للكفاءات وللخبرات،ولم يبق هنا الا غير القادر على المغادرة بحثاً عن حياة جديدة،واولئك الذين لايجدون طريقهم،وبعض الذين لهم مصالح جزئية وهي في طريقها الى الذوبان بالمناسبة،وذاك النفر الذي تكلس واعتاد على التكلس،حتى بات يظنه الاصل،لا الاستثناء.
الاردني كفؤ وصاحب عزم ومحترم،غير انه كشجرة الزيتون نزرعه اليوم في ارض بلا ماء،مالحة،ونسأله الثمر،فيما مرض الشجرة وضعفها وقلة تحصيلها واصفرار اوراقها،يعود فعلياً،الى الملوحة في التربة،لا الى الشجرة،وليس ادل على ذلك من ان نقل ذات الشجرة الى ارض خصبة اخرى،يأتيك بالزيت والزيتون والنور فوقهما،باعتبارها شجرة مباركة.
نفشل هنا ونبدع خارج البلد..عنوان يتبدّى أناء الليل وأطراف النهار!.(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-11-2013 01:04 AM

.
-- مقال مميز .. ماهر ابو طير لا يتقن النفاق و التزلف لذلك يفشل فيهما كلما حاول, فللنفاق و التزلف أهله و أدواته التي يأنف ماهر عن إستعمالها , إبداعه يمكن أن نلمسه فقط عندما يعود لذاته و يكتب بصفاء مرهف يملكه.

.

2) تعليق بواسطة :
27-11-2013 08:45 AM

شكرا أخ ماهر، مقال في الصميم أرى فيه تحليلا عميقا ونقدا لاذعا للبيئة التي نعيش فيها. لقد أفسدها الفاسدون والمفسدون بالواسطات والمحسوبيات وتسيدوا على الناس وهم حثالة الحثالة.

3) تعليق بواسطة :
27-11-2013 10:20 AM

والله كلام كالسحر يدخل العقول ويبهرالالباب نعم هذا الكاتب يمتاز بملكات عظيمة في اسلول التعبير والافصاح ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012