أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
شمول مكافآت وحوافز العاملين في الأمانة بالضمان الاجتماعي ترامب بعد التنصيب: العهد الذهب لأميركا بدأ الآن .. والحكومة السابقة دافعت عن مجرمين أمانة عمان الكبرى تعلن عن توفر وظائف شاغرة ترمب رسميا الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأميركية الملك يتفقد مشروع مساكن الملاحة في دير علا المكون من 400 وحدة - صور الامانة تعلن إيداع قوائم التخمين 2025 عطية يسأل وزير الصحة عن اسماء شركات اللحوم الفاسدة الملك يلتقي المكتب الدائم لمجلس النواب اللجنة القانونية النيابية تُقرّ عددا من مواد (الوساطة لتسوية النزاعات) الجمارك: ضبط 17000 عبوة من الجوس المقلّد المنتهي الصلاحية احالات الى التقاعد المبكر في التربية - أسماء إصابة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم خيرالله خلال معسكر الدوحة رئيس الوزراء يوجّه باتخاذ كامل الإجراءات لتصويب المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة إعلام إسرائيلي: فشل مدوٍ للجيش وحماس حققت أهدافها وفاة خمسيني بحادث دهس في الزرقاء والأمن يبحث عن السائق
بحث
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025


بائع الصحف

بقلم : ماهر ابو طير
29-11-2013 12:14 AM
بثت قناة «الجزيرة» الوثائقية،حلقة من سلسلة «باعة متجولون» والحلقة كانت عن عمان القديمة،والحلقة رائعة،فقد قدمت عدة شخصيات،من عمان،ما بين بائع الصحف،وذاك الذي يبيع الحلويات،وثالث يبيع الكتب،ورابع يبيع الخضراوات.
«ابوكايد» احدى شخصيات الحلقة،وهو من شخصيات عمان القديمة،بائع للصحف،طوال ستين عاما،يحكي لك،عن ذكرياته في وسط البلد،يبيع الصحف منذ الفجر،في الصيف والشتاء،تحت المطر والثلج،وهو ايضا يستدعي عمان القديمة،وكيف كانت تعرف بعضها البعض،لان المدن التي لا تنسى،تلك المدن التي ترتبط في الذاكرة بالاشخاص وبحوادث تترك أثرا بالغاً؟!.
تلك كانت ميزة،عمان القديمة،في الصور،بسيطة،حتى المسجد الحسيني،قبل إعماره،في صور قديمة جدا،كان ُمهدماً،ووسط البلد،عبارة عن سيل ماء،تم سقفه لاحقاً،ليصبح سقف السيل.
وسط البلد،شاهد على ملايين الوجوه،الفقيرة،او تلك التي نالها الثراء،وعمان ملاذ،فقد عرفها الشركس والشيشان وابناء الشام ونابلس والقدس،والارمن،فوق صهيل خيل ابناء قبيلة بني صخر،والبلقاويين،وكانت تشي منذ زمن،بكونها أما،ليست كالامهات.
تعرف ان المكان مرتبط بالاسماء،من بائع الفستق الذي رحل،الى مطعم هاشم،وصولا الى ابي كايد وصحفه،ونبيل دحدح وحلوياته،مرورا بغيرهم من شخوص،وشهرزاد ومشوياته،ثم بائع الكعك الذي بقي رسمه فقط في الذاكرة.
لو سألت كثيرين عما يعنيه وسط البلد لهم،لحدثك بعضهم عن طفولته،ولروى البعض الاخر لك ذكريات جلوسه في المقاهي،ولحكى آخر رواياته عن البيع والتسوق في وسط البلد.
على سيرة المقاهي،كنا نهرب الى مقهى السنترال دوما،مقابل المسجد الحسيني،وحرب التسعين في العراق انتهت لتوها،وفي المقهى يساريون وشعراء وفنانون،وعاطلون عن العمل،وانصاف عباقرة.
بعضهم من العراق،يجلس لساعات طويلة،يتأمل عبر شرفة المقهى،العراق،من بعيد،ولاحقا تم اغلاق هذه الشرفة،مثلما تم اغلاق كل شرفات العراق،وانسداد الافق،كان قدرا قوميا.
في شخصية «ابوكايد» حكاية الحبر والورق،وهو يعرف قصة الطباعة قبل غيره،فالصحف تبقى مثل خلية النحل،وما ان ينهي آخر محرر وضع لمساته على الصفحات،حتى تنساب الصحيفة الى المطبعة لطباعتها،فيما المدن غارقة في عتمتها.
غير ان الصحف لا تنام،والموزعون على ابوابها،ينتظرون الصحيفة،يتلقفونها بشغف بالغ،قبل الفجر بساعتين،وكأنها وليدهم الاول.
لا يمكن لأي شخص ان يعمل في هذه المهنة،صحفياً او محرراً او كاتباً او موزعاً او فنياً او في اقسام الطباعة،الا اذا كان يحبها فعلا،فهي مهنة متعبة،مهنة تجمع بين الشقاء واللذة.
على وجه ابي كايد ترتسم الاخبار واللغة والمواقف،ويجتمع كل هذا في عنوان واحد على وجه الرجل،الصبر البالغ،على الحياة.
لولا «ابو كايد» ومثله آلاف الاسماء التي كانت شريكة في هذه المهنة،او قل الصناعة،لما بقيت هذه المهنة،وهي مهنة جائرة في بعض أوجهها،لانها تقدم لك الصف الاول،في منتجها،وتحبس الاف الاسماء في الظلال،ممن لهم الفضل فيها،وفي انتاج الصحيفة،لكنها ايضا مثل كل مهن الدنيا،تصنع صفا اولا،ولا يكون اولا الا لوجود صف ثان وثالث ورابع.
مهنة صانع الورق تاريخياً،كانت تسمى «الوراق» وان جاز التعبير هنا،فإن أبا كايد يستحق لقب الوراق،لا لكونه يصنع الورق بيديه،بل لانه احد الذين يديمون صناعة الورق،مهنة وحرفا ورسالة وقداسة.
ثم ان المدن مثل المرأة،كثيراً ما تحبها،دون ان تعرف السبب!.(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-11-2013 08:28 AM

- مقالة كالقصة القصيرة الغنية بصور الماضي والمشحونة بالعاطفة وكانها شريط ذكريات حزين يشعر كاتبها من خلاله بالتوق والحنين الى ما كان اي الماضي البعيد الذي لن يعود ولن يتكرر شانه شان باقي اولاد البلد المحزونين لانقطاع الماضي بهم وتركه لهم دونما عودة

2) تعليق بواسطة :
29-11-2013 01:05 PM

كل واحد بشوف حاله فاضي شوي . اما يذهب ويلتقط بعض الصور مع بائع الصحف هذا ! او يكتب عنه مقالا !
اختزلوا تاريخ عمان في بائع صحف ومقهى ومطعم فلافل ! مستخدمين لغه عاطفيه ذكرياتيه تجعل البعض يجهش بالبكاء ويغرق في تفاصيل صغيره !
انا اسمي هذا دجل من نوع اخر لليساريين الكارثه الذين يحاولون الايهام ان لهم جذور وتاريخ وعراقه !!! من خلال ربط انفسهم بذكريات وسط البلد . فكأنهم يقولون هذا مقهانا وهذا بائع صحفنا وهذا فلافلنا ! ويشهد تاريخ وسط البلد انهم مجرد جماعه فوضويه متشرده مغامره لاقيمة لها, كانت تثير الفوضى واغلاق الطرق وتسميها نضال وكفاح وتصدي للمؤامرات ... ومسميات اخرى كبيره مضحكه .
هذا الاستيلاء الإيحائي على تاريخ عمان الحديث من قبل هذه الشرذمه الفوضيه يجب ان يحرموا منه . واعادتهم الى مربعهم الاول الفاشل وهو طاولة المقهى والمشاريب ودق الشده واقراص الفلافل وصحن الفول ! وانهم لايصلحون لشئ اخر لاهم ولا افكارهم المضحكه . فليتركوا تاريخ وسط البلد وشأنه ويحملوا قصصهم وسواليفهم معهم ويذهبوا الى اي مكان يصنعوا به تارخ لانفسهم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012