02-11-2010 10:25 AM
كل الاردن -
ما أجمل أن تكتب لمن علمك الكتابة، وأنا اليوم أكتب لمن أدين له بعد الله بالفضل كله.
"إن الطريق مظلم و حالك فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق"...
المصير الطبيعي لكل مخلوق في هذه الحياة هو الموت بأسبابه المتعددة, وأجمل حياة يعيشها الإنسان هي تلك التي تعاش من أجل الآخرين..أحس بمعاناة الضعيف والفقير..كان خجولا وجريئا في نفس الوقت..كان ذو روح محبة ومحبوبة على الرغم من تواضعه..كان يلتقط أحاسيس الطبيعة ومعاناة الوجوه ليبرزها في أحسن الصور..وكان يعزف ألحكمه بأنامل حريرية ( اللسان).. عندما غادر الحياة لم يغادرها قبل أن يكون ندا, نعم "لا تمت قبل أن تكون ندا".
انه والدي الأستاذ منور فضيل النهار ، قبل أيام خلت الحياة من وجوده بيننا لرحيل هذا المناضل العنيد..نضاله لم يعرف الحدود, كيف لا وقد كان أستاذا وطبيباً في الكثير من المهمات الإنسانية والمآسي التي تترك خلفها البسطاء والفقراء بعيون باكية تشكو إلى الله.
لم يرض بالظلم الواقع من الأقوياء على الضعفاء لا لسبب سوى أنهم لا يستحقون الحياة لأنهم الأدنى, فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة, لهذا اتخذ من الحب سلاحاً,..
لقد مات "أبو الفضيل"مقاتلاً ومناضلاً للمرض حتى النهاية، تاركاً لنا دعوة مفتوحة تصلح لأي زمان ومكان..للنضال ضد أي ظلم..للتحرر من كل ما يقيد تفكيرنا وأفعالنا..للإيمان بشيء يستحق الموت من أجله.
في رحيلك يا أبو الفضيل نقول بأننا بأمس الحاجة إلى أمثالك ليخرجونا من نفق الظلم الذي يحاصر أجسادنا وعقولنا وقلوبنا..غادرتنا بالجسد ولكنك باق فينا بروحك ومفاهيمك فالعظماء لا يموتون أبدا, فما مات من زرع العقيدة وصنع الرجال وارتحل.
فنحن أبنائك سنبقى على العهد ماحيينا وكما طلبت منا أن يكون كل واحد ( حراً عزيزاً شامخاً).
يموت الشجر واقف وظل الشجر لم يمت ...
الدكتور عون منور النهار