أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
شمول مكافآت وحوافز العاملين في الأمانة بالضمان الاجتماعي ترامب بعد التنصيب: العهد الذهب لأميركا بدأ الآن .. والحكومة السابقة دافعت عن مجرمين أمانة عمان الكبرى تعلن عن توفر وظائف شاغرة ترمب رسميا الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأميركية الملك يتفقد مشروع مساكن الملاحة في دير علا المكون من 400 وحدة - صور الامانة تعلن إيداع قوائم التخمين 2025 عطية يسأل وزير الصحة عن اسماء شركات اللحوم الفاسدة الملك يلتقي المكتب الدائم لمجلس النواب اللجنة القانونية النيابية تُقرّ عددا من مواد (الوساطة لتسوية النزاعات) الجمارك: ضبط 17000 عبوة من الجوس المقلّد المنتهي الصلاحية احالات الى التقاعد المبكر في التربية - أسماء إصابة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم خيرالله خلال معسكر الدوحة رئيس الوزراء يوجّه باتخاذ كامل الإجراءات لتصويب المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة إعلام إسرائيلي: فشل مدوٍ للجيش وحماس حققت أهدافها وفاة خمسيني بحادث دهس في الزرقاء والأمن يبحث عن السائق
بحث
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025


عبر النوافذ أم إلى الداخل؟!

بقلم : د.محمد ابو رمان
03-12-2013 12:33 AM
تتكرر على ألسنة المسؤولين مقارنة بمن هو أسوأ حالاً منّا، وذكر لميزات الأمن والاستقرار اللذين ننعم بهما في البلاد. يتلازم مع ذلك شعور غامر بأنّنا عبرنا فترةً حرجة وقاسية خلال العامين الماضيين، وتجاوزنا منعطفات كبيرة، من دون أن يهتز الاستقرار والنظام، بخلاف ما حدث فيما يسمى بدول الربيع العربي، التي انتهت فيها الديمقراطية إلى دماء وفوضى وويلات ومشرّدين..!

هذا هو المنطق الرسمي السائد. وهو إن كان فيه -للأمانة- شيء متين من الوجاهة والحجّة، يتأسس على شعور المواطنين الأردنيين عموماً بالراحة والاطمئنان إلى حالة الأمن العام، وعدم الولوج إلى متاهات خطيرة، إلاّ أنّ القناعة التي تترتب على هذا المنطق لا تتمثّل بالضرورة في بقاء الحال الراهنة، وإنكار أهمية الإصلاحات الجوهرية الحقيقية، أو الادعاء بأنّ الأمن يتناقض مع الديمقراطية، أو حتى إدانة الربيع والثورات العربية، وكأنّها هي التي جرّت الثبور للشعوب العربية، أو القول بأنّ الشعوب العربية ما تزال غير مؤهلة للإصلاح.

بالطبع، تكمن الخشية في أنّ تنتهي هذه الخلاصات إلى القول بأنّ الحل والبديل الوحيد هو ما كان عليه الأمر قبل الثورات العربية! فمثل هذا المنطق، وإن كان يبدو متماسكاً وقوياً على السطح، ومسنوداً بهالة الواقع، إلاّ أنّه مسكون بالتناقضات والإشكاليات الداخلية، ويقفز عن حقائق ومعطيات مهمة ورئيسة، ويؤدي إلى خلاصات مغلوطة، تسير بنا في الاتجاهات الخاطئة؛ نحو تكريس الأزمات لا البحث عن حلول ومسارات متدرّجة صحيحة.

في المجمل، يقفز هذا المنطق عن أهم بند في الموضوع، والمتمثل في أنّ ما أوصلنا إلى الثورات العربية أو الانفجارات الشعبية، هو ذلك الواقع السلطوي الفاسد الذي تحكّم بالمجتمعات العربية خلال العقود الماضية، ووصل إلى ذروته في السنوات الأخيرة، عندما أغلق الأبواب والنوافذ أمام الشعوب للوصول إلى تغييرات سلمية جوهرية حقيقية في قواعد اللعبة السياسية.

حدثت الثورات عندما فقدت الشعوب القدرة على استنبات الأمل من وحل اليأس والإحباط اللذين هيمنا على المناخ العام في أغلب المجتمعات العربية. وكذلك مع الغرق في بحور البطالة والفقر، وفشل مشاريع التنمية، وقصور الفرص الاقتصادية، واختلال قيم العدالة الاجتماعية والمساواة أمام القانون، وظهور الطبقية الفجّة والمداخل غير المشروعة للثروات، وانتشار مشاعر الحرمان الاجتماعي.. إلخ، مع غياب التمثيل السياسي الحقيقي الذي يمتص الأزمة السياسية، ويتحكّم بأبعاد الأزمة الاقتصادية.

مثل هذا الواقع البائس هو الشرط الموضوعي للانفجار أو الثورات أو حالة الفوضى والعنف. وهو ما يزال قائماً، بل يزداد ضراوة وتأثيراً مع لجوء الدول العربية إلى سياسات ليبرالية اقتصادية من دون كوابح اجتماعية، وبلا مشروعية سياسية عميقة!

ربما رفعنا سقف توقعاتنا وطموحاتنا مع الربيع العربي، وقفزنا في تلك اللحظة الروحية عن منطق السنن التاريخية والقوانين الاجتماعية، ونسينا أنّ حالة الديمقراطية والإنتاج والتحضر ليست وليدة لحظة خاطفة أو قرار سياسي، بل هي عملية متراكمة، ومخاضات متتالية، كما حدث في تاريخ الشعوب الغربية.

إلاّ أنّ ما يحصل اليوم ليس ثمرة الحرية والديمقراطية، بل هو محصول العفن والأمراض المترتب على فترات طويلة من الفساد والدكتاتورية وغياب الحرية. وكلما صمتنا عليها ازداد وضعنا سوءاً، وأصبحت الأمراض أكثر استعصاءً!

الخلاصة البديلة التي أريد الانتهاء إليها هنا، تتمثّل في أنّ تقديرنا وحمايتنا لقيمة الأمن والاستقرار، يتطلبان النظر إلى البيت الداخلي، لا من الشباك لما حولنا؛ لنفتش عن أزماتنا ومشكلاتنا، ونتطلع إلى الأمام نحو الإصلاح والتغيير والتطوير، سياسياً واقتصادياً ومجتمعياً، فالوضع الراهن هو 'برميل بارود' لا ميناء سلام!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-12-2013 04:18 AM

ينهي الكاتب المقال بقوله "فالوضع الراهن هو 'برميل بارود" !!؟؟ اخرون ايضا قالوا هذا الكلام !! يا هل يا ترى هم فعلا يقصدوا ذلك ؟؟
خلال فترة السنتين ونصف الماضيه ، في مرحلة ما تم اشعال فتيل برميل البارود ولم يبقى الا القليل من الوقت لانفجاره !!! لم ينفجر ؟؟
فماذا حدث وكيف استطاع النظام إطفاء الفتيل !!؟؟ على ماذا اعتمد وماذا وعد وماذا تحقق من وعوده ؟؟ ليت الاقلام التي تدعي استعمالها للحبر الوطني تشرح للشعب المكون من المنابت والاصول تسلسل الاحداث التي اتبعها النظام للخروج من ازمته دون ربيع و مع إنكار فاضح وواضح لأهمية الإصلاحات الجوهرية الحقيقية سياسيا واقتصادياو قضائبا واجتماعيا ؟؟ اليس من حق المواطن ان يتنور بأراء الكتاب وقدراتهم في التحليل ؟؟ .
احد المسؤولين يعد نفسه سياسي محنك كان رده دون تفكير بقوله يا "رجل ألم تسمع تصريح اوباما !! من البدايه قال ان امن الاردن واستقرارها من امن واستقرار امريكا " !!؟؟ هل هذا صحيح بنظر كتابنا يا هل طرى ؟؟

2) تعليق بواسطة :
03-12-2013 03:46 PM

فعلا هل من محلل وطني قادر ان يشرح للشعب ماذا حدث بعيدا عن حجة صور ربيع الاقليم البشعه،ونعم الامن والامان علينا بوجود شعب جالس على خوازيق .اين قادة الحراك الشعبي والشبابي اين الاحزاب الوطنيه يساريه و يمينيه، وسطيه، شوعيه، ليبراليه، اخواينه ? اين ذهبت الشعارات والخطب والندوات والمناظرات التلفزيونيه،يا طرى كلهم " فص ملح وذاب "

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012