أضف إلى المفضلة
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024


الحرب على مسيحيي الشرق

04-11-2010 07:40 AM
كل الاردن -

مؤلم حد القهر ان يوجه من يدعون "الاسلام" في العراق انذارا تحت طائلة الاستهداف بالتفجير إلى عموم مسيحيي المشرق العربي, وبمعاملتهم ك¯ "اغراب دخلاء" وليسوا ابناء هذه الارض وبناة حضارة العرب والاسلام.

انه انقلاب في مفاهيم المنطقة التي لم تشهد منذ العصر الاسلامي الاول صراعا دينيا بين المسلمين والمسيحيين, بل كان العرب المسيحيون يعيشون بسلام مع اشقائهم العرب المسلمين وساهموا بكل قوة في استقبال جيوش الفتح الاسلامي ابتداء من معركة مؤتة واليرموك والقادسية ومرورا بالحروب الصليبية وانتهاء بمقاومة الاحتلال الصهيوني للاراضي العربية.

انهم مسيحيون لكنهم نصروا محمداً (ص) ضد ابناء جلدته ونصروا العرب ضد المستعمرين مع انهم مسيحيون.

وفي التاريخ العربي لم تشهد المنطقة ظاهرة هجرة العرب المسيحيين من ديارهم الا بعد قيام دولة الاحتلال في فلسطين هربا من جرائم النازيين الجدد وانتهاء بالاحتلال الامريكي للعراق, وما جلبه على مسيحيي العراق من ويلات ومآس.

الدم الذي سال في العراق هو دم عراقي بالدرجة الاولى, بعضه سال في مساجد وبعضه في كنائس, لكنه دم واحد مصدره شريان واحد هو قلب العراق.

الجريمة البشعة في بغداد هزت العالم فادانها الازهر باعتبار انها" لا تخدم سوى الأجندات الرامية إلى إشعال الفتنة وضرب الوحدة الوطنية لتحقيق مخططات خبيثة," معتبرا بأن "كل من يحاول الاعتداء على المقدسات ودور العبادة آثم شرعًا, ويدخل في زمرة المفسدين في الأرض."

اذا الجريمة واضحة, فمن يتحمل مسؤولية شلال الدم في العراق?

صحيح ان المنفذين هم عراقيون, لكن المهم من هو المحرك واللاعب الخفي في السيرك?

انه الاحتلال الامريكي للعراق الذي عاث فسادا في خاصرة العرب وما زال ينفذ الخطط الصهيونية التي تريد تحويل الانظار عن كل جرائمها ضد الانسان والارض والشجر على ارض فلسطين والايحاء للعالم بان ما يجري في منطقة الشرق الاوسط هو حرب دينية ما زالت مستمرة منذ طرد الجيوش الصليبية من بلاد العرب.

هذه هي اسرائيل التي تحاول عبر "ادواتها" المحلية المتطرفة والمتعصبة ان تقنع المواطن الامريكي والاوروبي بانها تواجه حرب إبادة دينية, باعتبار ان الصراع يدور بين طرفين, الاول الاسلام السياسي المتطرف, والثاني المسيحية واليهودية وان اليهود المساكين يواجهون خطر الانقراض, انها مسرحية متقنة الاخراج يقوم بادوار بطولتها عرب مخدوعون.

لا مصلحة للعرب المسلمين باختفاء اشقائهم العرب المسيحيين بل ان وجودهم جزء من فسيفساء الشرق, فحماية المسيحيين, حماية للعروبة والاسلام, لانهم ملح العروبة.

 

(العرب اليوم)
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012